قالت فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي إن مجلس المحافظين في اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء ناقش عدة قضايا تهم المواطنين في مقدمتها تحقيق الأمن وإزالة المخلفات الصلبة ومنظومة توزيع البوتاجاز وتطوير العشوائيات ومواجهة مشكلة التعديات على الأراضي الزراعية وحل مشكلة البحيرات الشمالية. وفيما يتعلق بمسألة الأمن أوضحت أبو النجا أن وزير الداخلية عرض تقريرا حول جهود الوزارة في إعادة الأمن إلى مختلف المحافظات بالتنسيق مع مديرى الأمن بمحافظات الجمهورية، مشيرا إلى أن الاجتماع استعرض بعض المشكلات الأمنية التى تواجه المحافظين سواء على شكل بؤر اجرامية أو مطالب فئوية وكذلك المظاهر التى تشهدتها الملاعب المصرية مؤخرا وهى أنشطة مجموعات الألتراس التى بدأت تتحول من نشاط رياضى وتشجيع الفرق الرياضية فى إطار منافسة شريفة إلى نشاط تشوبه اتجاهات سياسية، الأمر الذى يثير بعض القلق.
وأضافت أن وزير الداخلية عرض خلال الاجتماع نتائج الاجتماعات التى عقدها مع كل رؤساء الأندية المصرية حتى يتم حفاظ الألتراس على دوره الرياضى تجنبا لأى مناوشات
يمكن أن تتحول الى أحداث شغب، مؤكدة أن هذه الخطوات هامة لاستمرار الدوري العام لكرة القدم باعتباره مناسبة رياضية كبرى تلقى اهتماما جماهيريا واسعا.
واضافت أبو النجا أن مجلس المحافظين استعرض كيفية التعامل مع المخلفات الصلبة والزراعية فى مختلف المحافظات، موضحة أن أن الجنزوى كلفها برئاسة لجنة تضم مجموعة من الوزراء المعنيين والمحافظين لمتابعة موضوع النظافة.
وفي هذا الصدد أشار وزير التنمية محمد عطية إلى أنه تم إعداد مشروع قانون بمرسوم سيتم عرضه على مجلس الوزراء لإنشاء هيئة عامة تسمى جهاز شئون المخلفات الصلبة على مستوى الجمهورية ويتبع وزير التنمية المحلية بهدف تحقيق الادارة الكاملة للنظافة على مستوى الجمهورية.
واضاف عطية أنه قرر تعزيز خدمة النظافة فى المحافظات والاعتماد على الموارد الذاتية والشركات المحلية ومشاركة المجتمع المدنى ، كما قامت وزارة التنمية المحلية بالتعاون مع وزارة البيئة بالاتفاق مع الجهات المانحة على تمويل تكاليف معدات النظافة والمدافن الصحية ومصانع تدوير المخلفات .
من جانبه أوضح الدكتور مصطفى حسين كامل وزير الدولة لشئون البيئة أن الجهاز الجديد دوره تنفيذى حيث تضع وزارة البيئة السياسات البرامج .
وتناول اجتماع مجلس المحافظين أيضا موضوع البحيرات الشمالية حيث اوضحت السيدة فايزة ابو النجا ان هذه البحيرات تعرضت الى مشاكل عديدة منها الانكماش حيث تقلصت مساحة بحيرة البرلس من 165 الف فدان الى 75 الف فدان فقط ، وادكو من 50 الفا الى 20 الفا وذلك نتيجة المخالفات والصرف الصحى .
من جانبه أوضح وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المهندس محمد رضا إسماعيل أن أسباب التلقص ترجع إلى التعدي بالردم على مساحات كبيرة وزيادة معدات الصرف الصحي والزراعي ودخول المياه الملوثة الى هذه البحيرات مما أدى الى خفض نسبة الملوحة وزيادة نمو الاعشاب والبوص والهيش وهروب زريعة الاسماك التى تعيش على المياه.
وقال وزير الزراعة إنه تم وضع حلول لهذه المشكلات تتمثل فى ضرورة إعادة مداخل المياه المالحة من جديد إلى البحيرات وتطهير "البواغيز" لزيادة نسبة الملوحة ثم عمل مجرى حول البحيرة لحماية حدودها ولكى يعمل على حماية دوران المياه.
وأضاف أن الإجتماع ناقش أيضا مشاكل الصيادين الذين يعملون فى هذه البحيرات وتأثروا سلبا من تلوث مياها.
مشيرا الي ان الدكتور الجنزورى شدد على ضرورة تنمية البحيرات بحيث تزود المواطن المصرى بكميات كافية من الاسماك التى تمثل نوعا من البروتين الرخيص .
وقال وزير الزراعة ان مجلس المحافظين ناقش قضية التعدى على الاراضى الزراعية حيث اشارت الدراسات إلى انه خلال السنوات العشر الماضية تم التعدى على 50 ألف فدان بينما بلغ حجم التعديات منذ بدء قيام الثورة 12 ألف فدان مرجعا ذلك إلى الانفلات الأمني.
وأكد إسماعيل أن الحكومة عازمة على إزالة كافة التعديات التي بلغت 296 ألف حالة خلال الاشهر الأخيرة، حيث تم الاتفاق على زيادة التعاون بين وزارتى الداخلية لازالة كافة التعديات وتطبيق القانون والزام المزارعين على زراعتها وفى حالة امتناعهم ستسلم الأراض للجمعية الزراعية لتقوم بزراعتها بنفسها.
كما استعرض الاجتماع منظومة توزيع البوتاجاز بكوبونات للوصول الى توزيع الاسطوانة بالسعر المدعم للمستحقين مع استعراض التجربة التي بدأت فى محافظتي البحر الأحمر والوادى الجديد للاستفادة منها والتغلب على المعوقات التي ظهرت لتلافي الدعم المهدر وتوفير سلعة حيوية للمستهلك .
واشارت الوزيرة فايزة ابوالنجا إلى انه من المقرر ان يتم التوسع فى هذه التجربة فى كافة المحافظات ، موضحة ان هناك 11 مليون اسرة فى مصر تمتلك بطاقات تموين وهى تستحق كوبونات دعم البوتاجاز ، حيث يمكن اتاحة أسطوانة ونصف اسطوانة بالسعر المدعم لكل أسرة مع وضع عدد افراد الاسرة فى الاعتبار .
واوضحت ابو النجا ان هناك شركات تقوم بتوصيل اسطوانة البوتاجاز للمنازل بسعر 4 جنيهات للاسطوانة مع اضافة 5 جنيهات مقابل خدمة التوصيل ، وهناك دراسة للتوسع فى نشاط هذه الشركات .
ونفت الوزيرة بشكل قاطع الشائعات التى ترددت بأن الحكومة تتجه الى زيادة اسعار البنزين والسولار اعتبارا من يناير القادم .
وتطرق الاجتماع الى اجراءات تطوير العشوائيات وتحسين الاحوال المعيشية فيها ودعوة رجال الاعمال والراغبين فى المشاركة المجتمعية فى هذا الشأن ، حيث وصفتها الوزيرة بانها قنابل موقوتة.
وقالت الوزيرة انه سيتم إعادة تشكيل صندوق تطوير العشوائيات لاعطائه دفعة لتنفيذ خطة التطوير ، حيث سيتم نقل سكان المناطق العشوائية غير الآمنة إلى وحدات سكنية بديلة ، بينما سيتم تطوير الخدمات والاحوال المعيشية فى العشوائيات الآمنة .
اضافت ان الاجتماع شدد على إزالة مخلفات الهدم الناتجة من عمليات البناء ، كما ناقش موضوع مخالفات البناء وعمليات هدم الفيلات ، وعدم الالتزام بتراخيص البناء الأمر الذى زاد فى الاونة الاخيرة نتيجة الانفلات الامنى .
وبخصوص المنازل التي انهارت في أسوان، قالت الوزيرة ان محافظ اسوان عرض تقريرا اكد فيه ان المحافظة تتولى ترميم كافة المنازل التى تهدمت على نفقتها وتزويدها بأثاث جديدة بدلا من التالف .
وردا على سؤال حول صدور قانون جديد للادارة المحلية ،قال المستشار أحمد عطية إنه سيتم تشكيل لجنة بعد انتخابات مجلس الشعب لإجراء تعديلات على هذا القانون.