حذر قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي من خطورة الوضع في مدينة القدسالمحتلة جراء المخططات الإسرائيلية التهويدية والاستيطانية . وقال التميمي في حوار مع صحيفة "الدستور" الأردنية، نشرته في عددها الصادر اليوم "الثلاثاء" إن القدس في وضع خطير للغاية ..هناك تهجير لأبنائها وعمليات
تطهير عرقي حيث يستولون على بيوت أبناء القدس ويأتون باليهود لإسكانهم في بيوت أهالي القدس ويهدمون البيوت والشيء الخطير كذلك أنه يمنع الصلاة في المسجد الأقصى".
وأضاف إن إسرائيل تعمل على تهويد القدس بشكل كامل وتحويلها إلى مدينة يهودية مقدسة وهناك مخطط ينفذ الآن"، معربا عن اعتقاده الجازم بأن "مركز الصراع بين المشروع الصهيوني وبين الأمة بكاملها هي القدس".
وفي ما يتعلق بالمسجد الأقصى، نبه الشيخ التميمي إلى أن الأمر وصل إلى درجة خطيرة فالحفريات على قدم وساق تحت أساساته وهناك انهيارات حصلت في ساحاته وتصدعات في أعمدته وفي جدرانه حتى الأتربة والصخور القائم عليها المسجد الأقصى أزالتها إسرائيل، وفتحت شبكة من الأنفاق تحته".
وقال "إن المسجد الآن معلّق في الهواء.. وإسرائيل تراهن على هزة أرضية أو زلزال فهناك مخطط لإزالة المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه"، مشيرا إلى أن إسرائيل تسعى إلى ذلك عبر باب المغاربة الذي استولت على مفاتيحه منذ عام 1967.
وتابع : باب المغاربة منذ أن احتلت المدينة المقدسة لم يسمح لنا بالمطلق أن ندخل منه أو أن نستعمله، إسرائيل استولت عليه"، مشيرا إلى أن إسرائيل هدمت الطريق
المؤدي إلى باب المغاربة وهو الطريق التاريخي من حارة المغاربة إلى باب المغاربة إلى المسجد الأقصى عام 2006، وأنشأت الجسر الخشبي، وأن مخططها يرتكز على إقامة جسر يستوعب دبابات ومدرعات وآليات عسكرية وآلاف من الجنود والمستوطنين والجماعات اليهودية ليدخلوا إلى المسجد الأقصى الذي تقوم إسرائيل بتغيير واقعه ويسهل عليها اقتحامه.
وحول المساعي الإسرائيلية لاعتماد القدس عاصمة للشعوب اليهودية، أشار الشيخ
التميمي إلى أن نجاح هذا المشروع أو إفشاله يعتمد على التحرك العربي والإسلامي، معتبرا أنه إذا تحركنا تحركا سليما وممنهجا سنفشل كل مخططات إسرائيل في ما يتعلق بالقدس، ليس فقط اعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل، وإنما كذلك الوجود اليهودي في القدس".وقال قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي إن وضع القدس يحتاج لدعم عربي وإسلامي كامل ودعم صمود الفلسطيني المقدسي الذي يواجه مخططات إسرائيل بصدر عار".
ودعا الى مراجعة الفتوى التي تعتبر زيارة القدس تطبيعا، معتبرا أن الحكم الشرعي
ينبغي أن "ينزل على الواقع".
وحذر التميمي من أن المخطط الإسرائيلي في الخليل لا يقل عن المخطط في القدس، مشيرا إلى أن الإسرائيليين يعتبرون أن الخليل أقدس المدن لديهم وأن الحرم الإبراهيمي كنيسا لليهود وهذا مغاير للحقيقة وتزوير للحقيقة وللتاريخ وللعقيدة لأن اليهود لا أثر لهم لا في الخليل ولا في القدس.
وقال إن إسرائيل استفادت من الانقسام الفلسطيني حيث تعتمد على الفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني في تنفيذ مخططاتها وبذر بذور الفتن والفرقة بين أبناء الشعب الواحد وهو شعار عند كل محتل ومستعمر" ، معربا عن أمله في أن تتم المصالحة حيث أن هناك إجراءات عملية وجدية لتنفيذ بنودها ، معتبرا أن المصالحة بمثابة الرد الوحيد والأقوى في مواجهة مخططات إسرائيل .
وتابع " يجب أن نكون جميعاً في خندق واحد، للدفاع فلسطين من الاحتلال، فهذا احتلال ليس له مثيل في العالم، فإذا لم نوحد الجهود ونكون على قلب رجل واحد فإسرائيل ستستفيد من ذلك"، معربا عن اعتقاده بأن الجميع يعرف الآن أن مصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية أن نكون جميعاً في خندق واحد ، وقال "إن قطار المصالحة انطلق ولن يقف".
وأكد التميمي أن رفض فكرة الوطن البديل محل إجماع الفلسطينيين في الداخل والخارج، مشددا على ضرورة أن يقوم الشعب الفلسطيني -وفاء لأيادي الأردن البيضاء- ببذل كل جهد في سبيل دفع أي خطر يتهدد السيادة الأردنية.