هنأ وزير خارجية أذربيجان إلمار محمد ياروف، الشعب المصري بنجاح الانتخابات الرئاسية، الاستحقاق الثاني من خريطة المستقبل، وفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أن بلاده مثل كثير من الدول تساند اختيار الشعب المصري لرئيسه في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وهذا هو جوهر الديمقراطية. وقال ياروف إن "الشعب المصري لن يسمح للوضع السياسي بأن يتحول إلى عنف واسع النطاق، وذلك على أساس حكمته وثقافته العميقة"، معربا عن اعتقاده بأن الصداقة والتعاون بين البلدين ستتطور في السنوات المقبلة على أساس الإرادة المشتركة والعلاقات التاريخية. ووصف - في حديث خاص اليوم - العلاقات مع مصر بالممتازة على المستوى السياسي وأكد أن هناك تفهما مشتركا للقضايا الدولية، كما أكد استعداد باكو للعمل مع الحكومة الجديدة لتعزيز وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي كالسياحة والطاقة، وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة المصرية الجديدة ستجري تقييما لمستوى العلاقات مع أذربيجان من أجل توسيع مجالات التعاون في قطاعات التعليم والصحة والاستثمارات، مؤكدا استعداد باكو لضخ استثمارات في البلاد اعتمادا على أجندة التنمية التي تضعها الحكومة المصرية. وشدد على رفض بلاده وإدانتها الشديدة للإرهاب بجميع صورة وأشكاله، مشيرا إلى أن محاربة الإرهاب تعد قضية دولية تتطلب تعاون الدول كافة، مطالبا بإجراء مزيد من المشاورات والتعاون هذا المجال مع مصر بما في ذلك تقاسم المعلومات، ولفت إلى أن باكو تعاني إرهابا مختلفا عن مصر، وهو قيام عناصر أرمينية بتفجير الحافلات ومحطات المترو؛ ما يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وعن النزاع في إقليم كارابخ، أشار وزير خارجية أذربيجان إلمار محمد ياروف إلى استمرار وقوع مصادمات عبر خط المراقبة مع أرمينيا؛ ما يتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين من المنطقة الحدودية لأذربيجان، مشيدا بموقف مصر الداعم لقضية أذربيجان فيما يتعلق بالأراضي المحتلة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة باستعادة ووحدة الأراضي الأذربيجانية. كما أشاد بموقف الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وأمانتها العامة في إدانة احتلال القوات الأرمينية 20 في المائة من أراضيها وقيامها بعمليات تطهير عرقي وثقافي وديني للأراضي تحت سيطرتها ومطالبتها بانسحاب فوري وكامل للقوات الأرمينية من هذه الأراضي. وأعرب عن تطلع بلاده بأن يرسل المجتمع الدولي رسالة قوية لأرمينيا وقيادتها بأن الأوضاع لن تكون هادئة إذا استمرت قواتها في احتلال الأراضي الأذربيجانية، مؤكدا أن منظمة التعاون الإسلامي تحت قيادة مصر وحركة عدم الانحياز يمكن أن يلعبا دورا في مساندة الموقف العادل المناصر لأذربيجان، مشيرا إلى أنه التقى بشكل غير رسمي مؤخرا مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي على هامش مؤتمر حركة عدم الانحياز في الجزائر. وطالب ياروف بسحب القوات الأرمينية من الأراضي المحتلة على الفور، كما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي. وعن القضية الفلسطينية، قال إن "أذربيجان تدعم الحل بإقامة دولتين وأنه لابد من إقامة دولة فلسطينية التي يجب أن تحصل على عضوية الأممالمتحدة"، مشيرا إلى أن "الواقع يوضح وجود دولة إسرائيلية بينما لا توجد دولة فلسطينية التي لابد أن تتمتع بنفس الوضعية التي تتمتع بها الدولة الإسرائيلية". وأعرب عن اعتقاده بأن تشكيل حكومة فلسطينية موحدة يوفر فرصا جيدة؛ لأنها تعبرعن صوت فلسطيني واحد لصالح حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مؤكدا أن التوصل إلى سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط وحل هذا الصراع سيظل من أهم القضايا، وأن باكو تدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لتحقيق السلام والاستقرار وإقامة دولته المستقلة. وعن إنجازات أذربيجان، أكد أن باكو تسعى إلى أن تكون في مصاف الدول المتقدمة بحلول منتصف عام 2020 بعد أن وصلت إلى وضع دولة متوسطة الدخل، وقال إن بلاده تسهم كثيرا في تحقيق السلام والاستقرار من خلال وكالة التنمية الدولية الأذربيجانية التي تنفذ مشروعات للمساعدات الإنسانية في كل من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط والكاريبي. وأضاف أن أذربيجان تستثمر حاليا في الدول المجاورة لها وهذه الاستثمارات توسعت إلى شرق ووسط أوروبا ووسط آسيا، مشيرا إلى أن بلاده أصبحت مركزا إقليميا للنقل وتجارة خدمات الترانزيت.