تفاقمت أزمة الصرف الصحي في أنحاء الإسكندرية في الوقت الذي تنتظر فيه هيئات الصرف الصحي وقف أعمال الترميم والمشروعات في بداية الشهر القادم مع بدء موسم الصيف مما أثار حفيظة المواطنين. من ناحيته أكد محمد حلمي، مهندس بشركة الصرف الصحي بالإسكندرية ل"صدى البلد" أن حدوث طفح في الصرف الصحي يعتبر وضعًا طبيعيًا يمكن أن يحدث في أي مكان. وأشار إلي أن السبب وراء عمليات الطفح المتكررة التي تحدث في بعض المناطق هو سوء استخدام الجمهور والسلوكيات الخاطئة التي يقوم بها المواطنون في هذه المناطق، حيث إن المواطنين خاصة في المناطق العشوائية يلقون مخلفاتهم مما يؤدي إلي انسداد الشبكة. وقال، إن شركة الصرف الصحي بالإسكندرية لديها غرفة عمليات علي مدار24 ساعة وعندما تتلقي الشركة أي بلاغ ترسل فورا من يقوم بإصلاح الخلل الموجود في المنطقة المقدم منها البلاغ، دون أن يحصل الموظف الذي يتم إرساله من الشركة لإصلاح العطل علي أي مبالغ مالية من الأهالي. وأشار إلي أن الإسكندرية هي المحافظة الوحيدة بالجمهورية التي يوجد بها شبكة صرف صحي متكاملة، تغطي حاليا 92 % من مدينة الإسكندرية، أي أنها تغطي جميع المناطق باستثناء جزء من الكيلو 34 علي الطريق الصحراوي ومنطقة مرغم الصناعية وهي مناطق تتسم بأن نسبة الإسكان فيها قليلة. وقد رصدت "صدى البلد" عددا من المناطق التي تعاني أزمات متكررة بسبب مياه الصرف الصحي منها الدخيلة والمتراس في الورديان وعشوائية نادي الصيد والصبحية وأبوقير، وتعتبر زاوية عبدالقادر من المناطق الكبري التي تعانى مشاكل في الصرف الصحي، حيث يشكو سكانها من حدوث انسداد وطفح دائم في مواسير الصرف، حيث يضطرون إلى التدخل بأنفسهم لإصلاح أي انسداد أو طفح يحدث في المواسير. وأوضح مسعود أبو توفيق، من أهالي الحضره، أنهم يلجأون إلي إصلاح الصرف بأنفسهم لعدم تحرك الشركة لإصلاح أي عطل وهو ما يؤدي إلي تواصل عمليات الطفح لعدة أسابيع دون إصلاح وحتى في الحالات القليلة التي يأتي فيها الموظف لابد أن يأخذ مبلغًا من الأهالي يصل إلي 50 جنيهًا. ويقول محمد عبدالقادر، من أهالي الزاوية، إن مواسير الصرف الصحي عندنا متهالكة لمدها علي سطح الأرض، ولا أحد يأتي بعد بلاغاتنا المتكررة عن أي طفح، وإذا جاء مندوب الشركة لابد أن يتقاضي أجرًا، مما يضطرنا لإصلاح المجاري بأنفسنا. بينما يتهم سامي إبراهيم أحد سكان المنطقة المسئولين بتركيز اهتمامهم علي منطقة الكورنيش وواجهة المدينة، بينما يهملون المناطق العشوائية. في حين أكد النائب المحمدي السيد أحمد،عن حزب الحرية والعدالة بالاسكندرية، أن أزمة الصرف الصحي منتشرة بالعديد من مناطق الإسكندرية وتتفاقم عامًا بعد عام، مشيراً إلي أن الحكومات المتعاقبة تتشدق دائماً بإنجازاتها في مجال البنية التحتية، رغم أن الواقع يؤكد تهالك البنية التحتية الخاصة بالصرف الصحي وشبكات الكهرباء وغيرها. وأضاف أنه لا توجد خطة حقيقية لتطوير شبكات الصرف الصحي والحكومة تبحث في مشروعاتها عن أقل تكلفة وليس عن الجودة وبالتالي يتم استخدام مواد ومواسير غير مطابقة للمواصفات وعمالة غير مدربة، ما يؤدي بدوره إلي تهالك مشاريع الصرف الصحي.