يصل ناريندرا مودي، الفائز في الانتخابات الهندية، إلى العاصمة نيودلهي اليوم، السبت، ليلقى استقبال الأبطال بعدما أطاح بأسرة نهرو-غاندي الحاكمة في تغير سياسي جذري سيمنح الزعيم القومي الهندوسي وحزبه بهاراتيا جاناتا تفويضا لإجراء اصلاحات اقتصادية شاملة. وعزفت الفرقة النحاسية في الصباح بمطار العاصمة، بينما اصطف آلاف المؤيدين في انتظار وصول مودي من ولاية جوجارات الغربية التي ألقى فيها كلمة مساء أمس، الجمعة، أمام ناخبين يهتفون باسمه. ويغلق فوز مودي الساحق وحزبه فصلا من الحكومات الائتلافية الهشة ويعطيه فرصة كبيرة للمضي قدما في إصلاحات بدأها رئيس الوزراء الحالي مانموهان سينغ قبل 23 عاما وتعثرت في السنوات القليلة الماضية. ورغم الهزيمة المريرة التي لحقت بحزبه، ألقى سينغ (81 عاما) كلمة أخيرة للأمة اليوم وتمنى النجاح للحكومة المقبلة. وقال سينغ، في الكلمة التي نقلها التليفزيون: "أنا واثق في مستقبل الهند.. أعتقد بشدة أن ظهور الهند كقوة كبيرة في الاقتصاد العالمي المتطور فكرة حان وقتها". وعلى عكس سينغ ومن سبقوه في رئاسة وزراء الهند، لن يضطر مودي إلى التعامل مع شركاء عنيدين لتنفيذ الإصلاح، وقد يؤدي هذا إلى تغييرات اقتصادية جذرية، حيث يرى بعض المؤيدين في مودي المعادل الهندي لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر. وفاز مودي بعدد مقاعد أكبر ست مرات مما فاز به منافسه الأقرب ليحقق بذلك أقوى تفويض يحصل عليه زعيم هندي منذ عام 1984 عندما دفع اغتيال رئيسة الوزراء السابقة أنديرا غاندي التي كانت تنتمي لحزب المؤتمر بابنها إلى السلطة، ومنذ الانتخابات اللاحقة التي جرت عام 1989 ظلت الائتلافات تحكم الهند. ومع إعلان نتيجة كل المقاعد تقريبا بحلول صباح اليوم، بدا أن حزب بهاراتيا جاناتا سيفوز ب282 مقعدا أي أكثر بعشرة مقاعد من الأغلبية المطلوبة للفوز، ويتجه الحزب مع الأحزاب المتحالفة معه إلى تحقيق أغلبية مريحة من المقاعد تصل إلى نحو 337 مقعدا. وتطرق مودي (63 عاما) في كلمة بعد إعلان فوزه أمس، إلى مخاوف من أن تؤدي التوجهات الموالية للهندوس في حزب بهاراتيا جاناتا إلى تهميش الأقليات وأعلن أن "عهد السياسة المسببة للخلافات انتهى - اعتبارا من اليوم ستبدأ سياسة توحيد الناس".