اهتمت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بزيارة الوفد العسكري الروسى إلى القاهرة، الذى غادر مصر أمس الأول، بعد الاتفاق على إجراء مناورات بين مصر وروسيا بداية العام المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كانت التقارير الصحفية التى نشرت حول اعتزام مصر شراء 24 طائرة من طراز "ميج-35" صحيحة، فإن ذلك سوف يمثل حدثا مهما فى الصورة الإستراتيجية للشرق الأوسط، ومؤشرا آخر على تراجع نفوذ الولاياتالمتحدة فى المنطقة. واستشهدت الصحيفة الإسرائيلية بالدراسة التى أعدها يفتاح شافير، وتسفى ماجين، وجال بيرل، الباحثون الاستراتيجيون والمتخصصون فى العلوم العسكرية بمعهد الأمن القومي الإسرائيلى التى أكدت أنه بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية لصفقة الأسلحة بين القاهرةوموسكو، فإن المصلحة الروسية الحقيقية تتمثل في "عالم السياسة الإستراتيجية"، على حد تعبيرها، موضحة أنها العنصر الرئيسي فى جهود روسيا الشاملة لاستعادة مكانتها فى الشرق الأوسط، والتى تضررت كثيرا بعد اندلاع أحداث الربيع العربي. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تبحث تحسين علاقتها مع الدول الإقليمية باستخدام "دبلوماسية السلاح". ونقلت الصحيفة عن ماجين أحد الباحثين في معهد الأمن القومى الإسرائيلي قوله أن روسيا تتفاوض مع السعودية والعراق ولبنان بالإضافة إلى سوريا وإيران لإمدادهم بالأسلحة، موضحا أنه على الرغم من أن هذه الاتفاقات مازالت فى مرحلة المناقشات، إلا أنها فى الحقيقة تكشف نوايا موسكو. ولفت تقرير المعهد الإسرائيلي إلى أربعة عوائق رئيسية تقف فى طريق عقد صفقة الأسلحة بين مصر وروسيا، وأولها أن طائرات "ميج -35" لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج، وثانيها: أن الجيش المصرى اعتاد على التكنولوجيا الأمريكية منذ الثمانينيات، متحولا عن أنظمة الأسلحة التى صنعها السوفييت. وأضاف أنه "بينما مازالت مصر تواصل استخدام عدد من الأنظمة الروسية وخاصة أنظمة الدفاع الجوى، إلا أن شراء طائرات روسية حديثة يتطلب نظاما لوجيستيا جديدا يختلف عن النظام الذى تستخدمه الطائرات الأمريكية". وأوضح أن هذا النظام اللوجيستى يتضمن ليس فقط شراء الطائرات، ولكن شراء أنظمة أسلحة غير تقليدية وجديدة أيضا (من بينها صواريخ جو-جو، وأرض –جو، وغيرها)، وأن كل نظام أسلحة يتطلب نظام تدريب". وقال إن العائق الثالث يتمثل في التساؤل حول قدرة مصر على تحمل نفقات شراء الأسلحة الباهظة حتى لو مولتها السعودية والإمارات، مؤكدا على أن السعوديين ربما يتحفظون على دعم روسيا فى صفقة بينما يعارضون دعمها للرئيس السوري بشار الأسد. وتابع التقرير الإسرائيلي أن العائق الرابع يتمثل فى أنه من غير المحتمل أن تكون مصر مستعدة فعلا لقطع العلاقات والتخلى عن مساعدات الدفاع الأمريكية ومشتريات الأسلحة من الولاياتالمتحدة.