سألت الزميلة لميس الحديدى المشير عبدالفتاح السيسى المرشح الرئاسى فى أول حوار تليفزيونى له "هل كان لك دور فى تعيين اللواء محمود حجازى رئيسا لأركان القوات المسلحة لعلاقة النسب التى تربطه بك وباعتباره من أهل الثقة ؟ " وجاءت إجابة السيسى كعادته عفوية وصادقة وحاسمة قائلا "الجيش كله أهل ثقة .. وأنا لا يمكن أن أقبل على نفسى وعلى على الشعب المصرى أن أقوم بمثل هذا الإجراء". وشخصيا أعجبنى طرح هذا السؤال وأعجبتنى إجابة السيسى الحاسمة والصادقة لإغلاق الباب أمام المزايدين وأصحاب الفكر التآمرى والذين لم يجدوا فى تاريخ المشير السيسى شائنة أو نقيصة يصطادونه منها فتفتقت عقولهم المريضة وأذهانهم التى عشعش فيها الفساد على اختلاق واقعة قيام السيسى بدور لترقية اللواء محمود حجازى – أحد قادة المجلس العسكرى العظام - لرتبة فريق وتعيينه رئيسا للأركان خلفا للفريق صدقى صبحى الذى أصبح وزيرا للدفاع. والحقيقة أن من وراء هذه الشائعة هم من يضمرون الشر للقوات المسلحة ويسعون بهذه الخرافات لهز صورة قادتها أمام الرأى العام وأيضا اظهار المشير السيسى كمرشح رئاسى بمظهر غير لائق والتأثير المعنوى على القادة والضباط .. ولكن خاب ظنهم لأن الشعب المصرى كله يثق فى قواته المسلحة العظيمة وفى قادتها الذين كانوا أبطالا مع قائدهم الفريق اول عبدالفتاح السيسى فى 30 يونيو. لاشك هذه التفاهات التى رددها أصحاب النفوس المريضة لا ولن يكون لها أى صدى لدى المواطن المصرى ولا أى تأثير على المشير السيسى ولا على الرجل المحترم الفريق محمود حجازى اللذان يعلمان بالطبع أن تلك محاولات يائسة من جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها للنيل من القوات المسلحة. أما بخصوص الفريق محمود حجازى رئيس الأركان فالرجل له تاريخه العسكرى المشرف وتقلد جميع المناصب القيادية وحصل على جميع الدورات العسكرية التى تؤهله لمنصب رئيس الأركان وآخرها منصب مدير المخابرات الحربية والذى لا يمكن بالطبع إغفال دوره العظيم بحكم منصبه فى 30 يونيو وما قبلها وبعدها. وإذا كان المشير السيسى أصبح بطلا شعبيا ومحبوب المصريين لدوره العظيم فى 30 يونيو فلا يجب أن ننسى أن هناك أبطالا آخرون كانوا معه وهم أعضاء المجلس العسكرى وفى مقدمتهم الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان آنذاك والذى أصبح وزيرا للدفاع وأيضا اللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية آنذاك والذى أصبح رئيسا للأركان وبالتالى فأن الفريق حجازى لم يقفز على منصب وانما تدرج فى المناصب القيادية العليا واثبت كفاءة وبطولة دون أن تكون لعلاقة النسب بينه وبين السيسى أى دخل. والفريق حجازى عرفناه لأول مرة من خلال شاشات الفضائيات بوطنيته الفياضة وبأسلوبه الهادئ الرصين وفكره العميق خلال فترة المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى عندما كان يتم استضافته مع زملائه من القادة كممثلين للمجلس العسكرى للاجابة على استفسارات الرأى العام وتوضيح الأمور المتعلقة بالقوات المسلحة عقب ثورة 25 يناير ..وشخصيا كان الرجل يجذبنى من أسلوب حديثه وإدراكه لابعاد الأوضاع السياسية والأمنية أثناء الثورة وكان واجهة مشرفة ومقنعة للمجلس العسكرى فى ظل الهجوم الظالم على المجلس عقب 25 يناير. لست فى موضع الدفاع عن المشير السيسى أو الفريق محمود حجازى رئيس الأركان فالرجلان بطلان من أبطال القوات المسلحة التى استردت مصر من يد الجماعة الارهابية، وهما ليسا فى حاجة الى دفاع وسيذكر التاريخ دورهما العظيم وباقى أعضاء المجلس العسكرى فى ثورة 30 يونيو ..ولكن من باب العقل والمنطق والعدل والإنصاف يجب التأكيد على الآتى : 1 – العقل والمنطق يقول أن السيسى الذى عرفناه واختبرناه فى المواقف المصيرية، والذى وضع رقبته على كفه انقاذا للوطن ليس من شيمه ولا طبيعته التدخل لتعيين الأقارب والأصهار ولا من طبيعته خيانة الوطن. 2 – ليس من المنطق أن يتم فرض رئيسا للأركان على المجلس العسكرى وعلى وزير الدفاع الحالى من وزير دفاع قدم استقالته حتى لو كان المشير السيسى نفسه. 3 – القوات المسلحة المصرية لها تقاليد وقواعد وضوابط فى اختيار وتصعيد القيادات العسكرية للمناصب القيادية العليا وعلى رأسها منصب رئيس الاركان ولا يمكن بأى حال من الأحوال مخالفة هذه القواعد والتقاليد العسكرية لأن لذلك عواقب وخيمة. 4 – منصب رئيس الأركان فى قواتنا المسلحة لخطورته ومسؤليته وأهمية دوره الاستراتيجى فى أمن الوطن وكفاءة القوات المسلحة لا يوجد أدنى احتمال للمجاملة فى اختياره لأنه يتطلب مواصفات قيادية محددة معروفة لقادة القوات المسلحة، وبالتالى لا يمكن بل يستحيل تعيين قائد فى هذا المنصب إلا اذا كان تاريخه العسكرى ومواصفاته تؤهله لهذا المنصب. 5 – الفريق محمود حجازى من كبار قادة وأعضاء المجلس العسكرى ومن اقدم أعضائه وتوليه منصب رئاسة الأركان تم بالشكل المعتاد باختيار وزير الدفاع القائد العام الفريق اول صدقى صبحى وبموافقة أعضاء المجلس العسكرى فى الوقت الذى كان فيه السيسى خارج الوزارة بعد استقالته.