أكد تقرير عن "مقاومة المضادات الحيوية" أصدرته منظمة الصحة العالمية، أن هذا الأمر أصبح يمثل تهديدا خطيرا للصحة العامة فى جميع أنحاء العالم، خاصة أنه لم يعد بالمستطاع التنبؤ بمستقبل ما قد يحدث في هذا الخصوص، وبما قد يؤثر على أي شخص في أي عمر، وأن البكتريا حين تتغير فإن المضادات الحيوية لا تعمل وتفقد تأثيرها الفعال عند استخدامها لعلاج الالتهابات. ولفت التقرير إلى أنه بدون تنسيق عاجل بين كل أصحاب المصلحة في هذا الشأن فإن الأمراض الشائعة والإصابات الطفيفة التي كانت قابلة للعلاج على مدى عقود، من الممكن أن تستعيد صفتها كأمراض قاتلة. وقال مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشئون الأمن الصحي الدكتور كيجي فوكودا، إن المضادات الحيوية الفعالة كانت إحدى الركائز لمنح حياة أطول للبشر، وحال عدم اتخاذ إجراءات فعالة لتحسين الجهود لمنع العدوى واستخدام المضادات الحيوية بشكل أفضل فإن العالم سوف يفقد المزيد والمزيد من تأثير هذه الأدوية الهامة، بما سيجعل الأثر مدمرا. وسلط التقرير العالمي الأول لمنظمة الصحة العالمية الضوء على المضادات الحيوية لسبعة أنواع مختلفة من البكتريا المسؤولة عن الأمراض الخطيرة والشائعة، وهي التهابات مجرى الدم والإسهال والالتهاب الرئوي والتهابات المسالك البولية والسيلان، مؤكدا أن مقاومة المضادات الحيوية الخاصة بتلك الأنواع مدعاة لقلق كبير. وقال التقرير إن الأدوية المضادة للبكتريا والتي كانت تستخدم على نطاق واسع لعلاج التهابات المسالك البولية كانت مقاومة الجسم لها عندما تم تقديمها لأول مرة صفرا، ولكن اليوم وفي بلدان كثيرة حول العالم صار هذا العلاج غير فعال بالنسبة لأكثر من نصف المرضى، كما تأكد أيضا فشل العلاج الذي كان يمثل الملاذ الأخير لمرض السيلان (الجيل الثالث) في بلدان مثل النمسا وأستراليا وكندا وفرنسا واليابان والنرويج وجنوب إفريقيا والسويد والمملكة المتحدة وسلوفينيا. وأضاف أن مقاومة الجسم للمضادات الحيوية تتسبب في جعل الشخص مريضا لفترة أطول بما يزيد من خطر الموت، مشددا على ضرورة استخدام المضادات الحيوية بعد وصفها من قبل الطبيب فقط، وكذلك استكمال الوصفة الطبية بشكل كامل، حتى إن شعر المريض بتحسن. وحذر التقرير من أي استخدام أو تقاسم للمضادات الحيوية مع الآخرين أو باستخدام وصفات متبقية، كما طالب العاملين الصحيين والصيادلة بوصف المضادات الحيوية فقط عند الحاجة الضرورية لها والاستغناء عنها اذا لم يكن الامر بحاجة.