قال الباحث الأثري حنا أمون مفتش آثار بالمنيا أن البهنسا تعد من اهم المناطق الاثرية فى مصر حيث جمعت التاريخ بمراحله المختلفة بدءا من العصور المصرية القديمة حتى العصر الإسلامى وكذلك اليونانية والبيزنطية والمسيحية، حيث عرفت فى النصوص المصرية القديمة باسم"بر-مجد" اى مكان الالتقاء، وقد ورد ذكرها فى المصادر الكلاسكية اليونانية الرومانية باسم " اوكسيرنخوس" ويعني سمك القنومة الذى كان يقدسه اهل البلد. وأوضح الباحث في تصريحات خاصة ل"صدي البلد": "البهنسا" تعد من اشهر الأسقفيات فى الكرازة المرقسية إبان القرن الخامس الميلادى، وان عدد كنائسها زاد عن 12 وكانت بها أديرة كثيرة، فلا عجب من وجود صورة لشخص فى حالة تبرك او تعبد. وحول ما إذا كانت أول صورة للمسيح فى العالم، قال أنه يذكر البعض ان السيد المسيح عند قيامته ترك اللفائف التى كانت على وجهة فارتسمت عليها صورته وتلك موجودة فى أحد المتاحف بروما، مشيراً الى أن "لوقا البشير" كان مصورا باهرا استأذن السيدة العذراء فى رسم صورة لها وهى حاملة فى ابنها، وأصبحت الصورة متداولة في الكنائس وقيل أن نسخا منها موجودة في دير مارمرقس فى القدس، حيث يذكر الرحالة فانسليب "من كتاب دليل المتحف القبطى ص62" ان تاريخ فن التصوير المصرى المسيحى يرجع الى العصر المسيحى الأول والى زمن الرسل تلاميذ المسيح. وأضاف: " وهذه الصورة لم تكون أول صورة للسيد المسيح في العالم على افتراض أنها حقاً له حتى تثبت الكتابات الموجودة أسفلها والدراسات التى تجرى عليها ذلك، فقد ذكرنا وجود صور للسيد المسيح من القرون الأولى التى تسبق القرن السادس بكثير، ويلاحظ ان المقبرة التى وجدت بها الصورة انها لكاتب ونحن نعلم مكانه الكتبة فى تلك العهود فى المجتمع فلماذا لا تكون تلك الصورة لهذا الكاتب للسيد المسيح نفسه لكنها ليست الصورة الاولي او الأقدم له فى العالم. وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد قالت إن فريقا إسبانياً من علماء المصريات ربما يجدون أقدم صور للمسيح عيسى عليه السلام موجودة فى مقبرة تعود إلى القرن السادس الميلادي في البهنسا. حيث نقلت الصحيفة عن جوسيب بادرو رئيس الفريق الإسباني أن المقبرة يعتقد أنها لكاتب وأسرة مسيحية، وبها أول صورة تعود للفترة المسيحية الأولى لشاب شعره مجعد قليلا ويرتدى سترة قصيرة ويده مرفوعة للتبرك، ويفترض أنها تعد أول صورة معروفة للمسيح فى العالم.