قبل قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير عام ألفين واحد عشر بدات تتكون بعض الحركات السياسية التي كانت تعمل من أجل تغيير النظام السياسي المصرى وتحريك المياه الراكدة مثل حركة كفاية والوطنية للتغيير وحركة 6 ابريل وغيرها. وبدأت تلك القوي في التحرك علي جميع المستويات وفي والشارع ومن خلال وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وبدأ الاعلام الخاص والمستقل يفتح أبوابه لتلك القوي ليصل صوتها للجماهير وقد لعبت تلك لحركات دورا فاعلا في حشد الناس للنزول للشارع قبل وأثناء الأيام الأولي للثورة. وبعد انتهاء فعاليات الثمانية عشرة أيام الأولي ظهرت العديد من الحركات الشبابية التي أطلقت علي نفسها ألقابا مختلفة ولكنها تندرج جميعا تحت مصطلح القوي الثورية واستمرت هذه الحركات في عملها السياسي مواكبة الأحداث التي توالت علي مصر علي مدار السنوات التي تلت الثورة وكان لها دورا فعالا في تحريك الأحداث واتخاذ القرارات السياسية من قبل السلطة. سواء خلال فترة إدارة المجلس العسكري لشئون البلاد أو أثناء إدارة الرئيس السابق محمد مرسي وقد قدمت هذه القوي الكثير من كوادرها الذين سقطوا ما بين شهيد وجريح واحقاقا للحق فان عددا من هذه القوي ضمت شبابا مخلصين أوفياء لمصر ومحبون لوطنهم ولكن كان هناك عددا من حركات أخرى دارت حول أعضائها علامات استفهام كبيرة بل وصل الحال الي اتهام بعض قياداتها في قضايا مختلفة ومنهم من تم محاكمته وحبسه. وهكذا مضت الأيام والحركات الثورية تأخذ أشكالا مختلفة حتي قامت ثورة يونيو عام ألفين وثلاثة عشر لتنضم حركات ثورية جديدة للمشهد مثل حركة تمرد التي كان لها دورا كبيرا ومحركا للشعب ومحفزا له ليشارك في فعاليات تلك الثورة بل نستطيع أن نجزم أن حركة تمرد كانت أحد أسباب نجاح ثورة يونيو. والآن ونحن نستعد للانتخابات الرئاسية ومن بعدها الانتخابات البرلمانية بات علي تلك القوي والحركات ان تعيد حساباتها فالدولة لم تعد في حاجة لثورة او للتحركات جماهيرية بل أصبحت في حاجة الي الاستقرار والعمل السياسي الفعال من اجل إقامة حياة ديمقراطية حقيقية وهذا يحتاج لعمل وطني وسياسي من خلال منابر فاعلة مثل الأحزاب السياسية. وهنا أصبح من الضروري علي هؤلاء الشباب الانخراط في العمل السياسي العام والانضمام الي الاحزاب المتاحة او انشاء احزاب جديدة حتي يستطيعون استكمال دورهم الوطني والمشاركة في بناء الدولة الحديثة اما استمرار تلك القوي تحت مسمي قوي ثورية فلم يعد له ضرورة أو مكانا في ساحة العمل السياسي المصري القادم خاصة بعد إتمام استحقاقات المرحلة الانتقالية وبداية انطلاق الجمهورية الجديدة .