بدأت في الهند اليوم الخميس أكبر مراحل الانتخابات العامة إذ من المنتظر أن يشارك فيها نحو ربع الناخبين البالغ عددهم الإجمالي 815 مليون ناخب في أسبوع شهد ضربات جديدة لحزب المؤتمر الحاكم ومكاسب للمعارضة الهندوسية القومية. وتجرى انتخابات الخميس في 120 دائرة انتخابية عبر 12 ولاية تمتد من جامو وكشمير في جبال الهيمالايا حيث يتعين نقل بعض مستلزمات الانتخابات جوا الى بعض مراكز الاقتراع النائية وحتى ولاية كارناتاكا في جنوب البلاد وعاصمتها بنجالور وهي مركز لقطاع تكنولوجيا المعلومات وعمليات الاسناد ومناطق مزارع قصب السكر في غرب البلاد. وقطعت البلاد إلى الآن أكثر من نصف الطريق في التصويت الذي يجرى على تسع مراحل لاختيار برلمان جديد في أكبر انتخابات يشهدها العالم فيما يكافح حزب المؤتمر الحاكم للصمود في وجه المعارضة الهندوسية القومية. وحاول ناريندرا مودي مرشح حزب بهاراتيا جاناتا المعارض لرئاسة الوزراء اجتذاب الناخبين باطلاق الوعود بإنقاذ الهند من أبطأ معدل نمو اقتصادي تشهده البلاد في عشر سنوات وتوفير الوظائف لقطاع الشباب الكبير. وأبرز قرار مفوضية الانتخابات توجيه اللوم لأحد كبار مساعدي مودي لإلقائه خطبا اعتبرت مسيئة للأقلية المسلمة تأكيدات معارضي الحزب بأنه قوة مثيرة للانقسام. لكن أحدث استطلاع للرأي أجرى في النصف الأول من أبريل توقع أن يفوز حزب بهاراتيا جاناتا وحلفاؤه بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب بالبرلمان البالغ عدد مقاعده 543 مقعدا بينما كانت تتوقع استطلاعات سابقة عدم قدرتهم على تحقيق الأغلبية. وقال مورالي موهان وهو مهندس برمجيات (39 عاما) بعد أن أدلى بصوته في إحدى ضواحي بنجالور "مودي قد يكون التغيير الذي نحتاجه." "أريد أن أرى عملا بناء وتنمية اقتصادية في البلاد." وقال بريتهام برابهو وهو مهندس برمجيات يبلغ من العمر 32 عاما وكان أول من أدلى بصوته في مركز اقتراع فتح ابوابه الساعة السابعة صباحا في ضاحية بشرق بنجالور "نريد أن يفوز مودي هذه المرة. ولهذا نحن هنا في الصباح الباكر ونبذل أقصى جهدنا من أجله". وفي إحدى الدوائر الريفية في ولاية مهاراشترا في غرب البلاد يتنافس ثلاثة مرشحين يحملون نفس الاسم فيما يعرف باستراتيجية "استنساخ المرشحين" التي تستخدمها الأحزاب أحيانا لإرباك الناخبين وتفتيت التأييد للمعارضين. وتستمر الانتخابات حتى 12 مايو ومن المقرر اعلان النتائج يوم 16 مايو. ولا يزال يطارد مودي شبح أعمال العنف بين الهندوس والمسلمين في ولاية جوجارات بغرب البلاد والتي اندلعت حين كان رئيسا لوزراء الولاية قبل 12 عاما. وقتل في أعمال العنف أكثر من ألف شخص أغلبهم مسلمون. وينكر مودي الاتهامات بامتناعه عن وقف العنف وانتهى تحقيق أجرته محكمة عليا الى عدم التوصل إلى أدلة لمحاكمته. واتهم في مقابلة أجراها مع قناة تلفزيون إيه.إن.آي الهندية الإخبارية أمس الأربعاء الصحفيين بتشويه صورته بسبب أعمال الشغب. وقالت شافينا خان (21 عاما) وهي مدرسة في قرية كامشت في ولاية مهاراشترا "الناس نسيت ما فعله مودي بشعب هذه الدولة اعتقد أن إنقاذ حياة الناس أهم من التنمية." وصوتت خان لحزب المؤتمر القومي وهو حليف لحزب المؤتمر. وأصدرت السلطات الانتخابية قرارا يوم الأربعاء يوجه اللوم لآميت شاه مدير حملة حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية أوتار باراديش أكبر الولاياتالهندية سكانا بسبب خطبه.