كيف يصلي المسجونون فى محبسهم وكيف يتوضؤون، فإذا جاء وقت الصلاة ولم يسمح لهم بالخروج من الزنزانة للوضوء والصلاة فكيف يقومون بذلك؟ وفى حالة عدم استطاعتهم للوضوء والصلاة هل تسقط عنهم الفريضة؟ وكيف تتم أيضاً الطهارة من الاحتلام فى هذه الحالة إذا حدث ذلك؟. قال الدكتور السعيد محمد على مدير عام بحوث الدعوة فى وزارة الأوقاف الشريعة الإسلامية، إن فريضة الصلاة لا تسقط عن المسجون فى حالة صعوبة الوضوء والصلاة. وأوضح مدير عام بحوث الدعوة فى وزارة الأوقاف في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن الشريعة الإسلامية ميسرة والفقه مرن جداً لدرجة أنه يتناسب مع جميع الحالات لأى إنسان، وفى جميع الظروف، فلو أن هناك شخصا مسجونا يريد أن يتوضأ ويصلى ولم يسمح له بذلك، فيتوضأ ويصلى بالمستطاع وبالممكن. وتابع: أولا بالنسبة للوضوء فهو إما بالماء وفى عدم وجوده يكون بالتيمم أى بالتراب وفى هذه الحالة يكفى وجود غبار على الأرض أو على الحائط وهو عبارة عن خبطتين أو ضربتين على أحد منهما الأولى يمسح بها وجهه، والثانية يمسح بها يديه إلى المرفقين، وإذا كان الشخص فى مكان ليس فيه ماء ولا تراب فهناك ما يسمى بصلاة فاقد الطهورين أى أنه من الممكن أن يصلى من دون وضوء أو تيمم وهذا يبين مدى سماحة الدين ويسر الشريعة فى هذه المسألة. وأضاف: لو كان الشخص المسجون احتلم على سبيل المثال ويجب الغسل وهو يكون بالماء أو بالتيمم أيضا وفى حالة عدم وجودهما إذن فما يجرى على الوضوء يجرى على الغسل أى أنه يغتسل من دون ماء أو تيمم. وأشار إلى أنه في حالة عدم وجود مكان للفريضة بسبب وجود مجموعة كبيرة من المسجونين مع بعضهم بعضا ولا يوجد مساحة أو مكان خالٍ للصلاة بسبب ضيق الزنزانة أو أنها زنزانة انفرادية ففى هذه الحالة من الممكن أن يصلى وهو جالس ويومئ برأسه للركوع وللسجود. ونوه بأنه فى حالة أن هناك عملا يوميا يقوم به المسجون ويستغرق فترة طويلة فيه ومن الممكن أن يفوته صلاة أو اثنتان وفى حالة افتراض أنه غير مسموح له بترك العمل للصلاة فى ذلك الوقت، فيجوز له أن يجمع بين الصلاتين الظهر والعصر جمع تقديم أو جمع تأخير وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير وإذا لم يستطع الجمع مثلاً فى وقت الظهر والعصر ولم يعد إلى محبسه إلا متأخراً فيجوز له أن يصلى الأربعة فروض مع بعضها. واستطرد: أنه فى جميع الأحوال الدين لا يسقط عنه الفريضة فلو جاز سقوط الفريضة لسقطت فى الحروب وفى الجهاد، ولكنها لا تسقط.