كشفت قمة مجلس التعاون الخليجى الأخيرة عن شعور متصاعد لدى النظام القطرى بأنه بات منبوذا ومكروها من جيرانه وعن محيطها الإقليمى، وفى محاولة منه لكسب "الطمأنينة" يتجه النظام القطرى إلى شراء الأسلحة وتكديسها من تركيا وواشنطن فى إطار ما أطلقت عليه الدوحة "برنامج درع الأمن الوطني"، وهو برنامج يقول المراقبون إنه يعبر عن إدراك قطرى بأن "برنامج درع مجلس التعاون الخليجى" قد يكون على قطر وليس لها. وبحثا عن شراء شعور أمان زائف، لم يكن غريبا ألا يجد قادة "قطر" سوى وضع أيديهم فى أيدى حلفاء آخرين "ليسوا جيرانا"، حيث تنفذ قطر برنامجا لشراء الأسلحة من تركيا والولايات المتحدة، فقد كشف كيريم كلافات أوغلو، المدير العام لمؤسسة ايريس التركية للصناعات الملاحية الدفاعية، عن أن المؤسسة تلقت طلبات شراء قطرية ل2 زورق حربى بطول 46 مترا و10 زوارق حربية بطول 33 مترا و5 زوارق بطول 23 مترا يتم بناؤها وفق تدريب عالى التقنية فيما يعد أكبر صفقة مشتريات بحرية تبرمها المؤسسة التركية فى منطقة الشرق الأوسط. كما وجهت الحكومة القطرية الدعوة لشركات عالمية متخصصة فى الإنشاءات البحرية الدفاعية من بينها Cassidian ،Honeywell Cegelec Page Europa ،Johnson Controls and Thales International وطلبت قيادة الجيش القطرى من هذه الشركات عند تقديم عروضها أن تحتوى على أحدث تكنولوجيا الإنشاء الدفاعى البحرى فى العالم للمفاضلة بين عروضها لتنفيذ المشروع. وفى ختام فعاليات مؤتمر دفاعى دولى استضافته الدوحة أواخر الشهر الماضى، أعلنت القوات المسلحة القطرية اليوم عن صفقات مع شركات أمريكية لتصنيع الأسلحة بقيمة 7.6 مليار دولار تشتمل على طائرات الأباتشي، وصواريخ "Javelin"، وأنظمة الدفاع الصاروخي "PAC 3 Patriot". وأعلنت شركة "Boeing" عن بيع ثلاث من طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جوًا من طراز "737 Boeing"، وصرّحت وزارة الدفاع الفرنسية بأن قطر وافقت على شراء 22 طائرة عسكرية من طراز NH90، من وحدة تابعة لشركة "Airbus" بقيمة 2 مليار يورو (2.76 مليار دولار أمريكي)، وناقلات تزود بالوقود من نفس الشركة من طراز A330 MRTT. ووفقًا لوكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية، فإن أنظمة "Patriot" سوف تطور من قدرة أنظمة الدفاع الصاروخي في قطر، سوف تعزز وتقوي الدفاع الوطني للدولة وتعمل على ردع التهديدات الإقليمية، كما تعمل هذه الصفقة على تعزيز العلاقة المتبادلة بين قطر والولايات المتحدة وحلفائها. وصرّح ضابط كبير في مشروع درع الأمن الوطني في قطر بأن الطائرات سوف تكون قادرة على توفير قدرات دفاعية وهجومية طويلة المدى وسوف تدعم عملية الحماية لمراكز النفط والغاز الرئيسية.