* الانتخابات تأتي في إطار أزمات عديدة تواجه الحزب الحاكم *حزب أردوغان يتهم المعارضة العلمانية بمحاولة تشويه صورة حكومته *في حالة نجاح أردوغان في الفوز بنسبة 45 %أو أكثر يحق له الترشح لرئاسة الجمهورية يتوجه الأتراك غدًا الأحد إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية، والتي يراها مراقبون اختبارًا لشعبية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكثر من كونها انتخابات بلدية. تأتي هذه الانتخابات المحلية في ظل أجواء عصيبة يعيشها حزب أردوغان الحاكم (العدالة والتنمية)، حيث يواجه أزمات عديدة مفتعلة من قبل المعارضة، والتي تسعى لوضع حد لشعبية حكومة أردوغان التي مكنتها من الفوز مرارًا في الانتخابات السابقة. ويشارك 52 مليون ناخب تركي في الإدلاء بصوته في الانتخابات المحلية التي تكتسب أهميتها الخاصة من الصراع السياسي الدائر بين الحكومة ومعارضيها، بحسب سكاي نيوز عربية. ويتهم حزب أردوغان المعارضة العلمانية بمحاولة تشويه صورة حكومته؛ كان آخر هذه المحاولات استخدام موقع التواصل الاجتماعي في بث تسجيلات قال: إنها ملفقة؛ من أجل إسقاطه في الانتخابات القادمة. كما يتهم أردوغان الداعية فتح الله غولن المقيم بالولاياتالمتحدة، بتشكيل كيان مواز للدولة، بالتغلغل الممنهج داخل أجهزة الدولة في مقدمتها الأمن والقضاء. وفي حالة نجاح أردوغان في الفوز بنسبة 45 في المئة أو أكثر في الانتخابات فإنه سوف يكون من حقه الترشح لرئاسة الجمهورية التركية، وحال فوزه بنسبة أقل من 40 في المئة، أو فقدان أصوات المدن الحاسمة مثل إسطنبول وأنقرة، فإن مركزه سوف يكون في خطر. أردوغان البالغ من العمر 60 عاما، قام باستقطاب المجتمع التركي في الفترة الأخيرة عن طريق تمرير مجموعة من القوانين غير الليبرالية، التي تقوم بحماية نفسه ورفاقه من مزاعم الفساد التي هزت حكومته من خلال حظر موقعي "تويتر" و"يوتيوب" قبل الانتخابات، ويخشى العديد من المراقبين أن تتجه تركيا نحو الحكم الاستبدادي. وتنصح صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأتراك بالبحث عن قائد جديد لتركيا بديل عن أردوغان حتى إن كان من داخل حزب العدالة والتنمية، لا سيما أن المشكلة الأساسية هي الانقسام الذي يواجه تركيا بين أردوغان وفتح الله جول القائد المسلم السني القوي الذي يقيم في الولاياتالمتحدة، والذي له كثير من الرجال داخل المؤسسات التركية والهياكل الأمنية والقضائية. وأن الحرب بين أردوغان وجول تدمر المؤسسات التركية المستقلة، بعد أن كان يتم الترحيب بتلك المؤسسات على أنها مثال للديمقراطية للإسلام المعتدل، وأن الحرب بدأت بتسريبات تشير إلى أعمال فساد من قبل أردوغان ورجاله ثم قام أردوغان بالرد بحظر موقع توتير، وأن هذا العمل سوف يؤثر تأثيرا كبير على مكانة البلاد. وتضيف الصحيفة: كما أن تعثر البلاد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وانخفاض النمو الاقتصادي من 9 في المئة إلى 2 في المئة يجعل نهاية أردوغان السياسية قريبة. ولذلك فإن الانتخابات التي تبدأ غدا الأحد سوف تكون خطا فاصلا في قيادة أردوغان مهما كانت النتيجة، كما أن الطريق إلى الأمام بالنسبة إلى تركيا هو استعادة السلطة والنزاهة للمؤسسات في البلاد، وأن فوز أردوغان بتأييد كاف في الانتخابات قد يبقيه في سدة الحكم ولكن سمعته كرجل دولة قد تمزقت. ومن جانبه قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن «التنظيم الموازي» يسعى إلى جمع أصوات لحزب «الشعب الجمهوري» وحزب «الحركة القومية» وحزب «السلام والديمقراطية»، لافتًا إلى أنهم يمكن أي يتحالفوا فيما بينهم إلا أن تحالف حزب «العدالة والتنمية» الحاكم هو تحالف مع الشعب ولا شيء غيره. جاء ذلك في كلمة له أمام تجمع لأنصاره في منطقة «كارتال» بمدينة إسطنبول، قبيل الانتخابات المحلية، التي ستجري، الأحد، حيث وجه «أردوغان» خطابه إلى أنصار أحزاب «الشعب الجمهوري والحركة القومية والعدالة والتنمية» داعياً إياهم إلى منح أصواتهم لمن يعمل ويسعى لا من يكتفي بالأيديولوجيات دونما عمل وإنجاز. وأوضح «أردوغان» أن حزب «الشعب الجمهوري» كان على رأس بلدية منطقة «كارتال» ل5 سنين ولم ينجز أي شيء، وإنما اكتفى ب«الأيديولوجيا والكذب»، داعياً الناخبين إلى التصويت لحزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات.