استنكر رئيس تحرير صحيفة تركية يومية كبيرة علنا الضغوط الحكومية الواسعة النطاق على الإعلام في انتقاد صريح على غير المألوف للأسلوب الذي يمارس به رئيس الوزراء طيب اردوغان قيادة البلاد قبل الانتخابات بشهور. وقال فاتح الطايلي رئيس تحرير صحيفة خبر ترك في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الاثنين ان الضغوط الحكومية تضع رؤساء تحرير وسائل الاعلام تحت سيف الترهيب وتخلق مناخا لا يستطيعون فيه النشر بحرية. واضاف في المقابلة مع تلفزيون (سي.ان.ان. ترك) "كرامة الصحافة تداس بالأقدام. التعليمات تنهمر كل يوم من جهات شتى. هل تستطيع ان تكتب ما تريد؟ الجميع خائفون." وجاءت تصريحاته بعد تسرب تسجيلات إلى الانترنت يفترض انها لمسئولين في صحيفته وهم يعدلون التغطية الصحفية ويتلاعبون في نتائج استطلاع للرأي ويفصلون مراسلين تحت ضغوط حكومية. ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة هذه التسجيلات.. ونفت الحكومة مرارا التدخل في شؤون الاعلام لكنها لم تعلق على الفور على تصريحات الطايلي. ولم يعلق الطايلي على كل التسريبات لكنه قال ان التسجيل الخاص باستطلاع الرأي والذي تضمن صوته منزوع من سياقه ودافع عن نفسه في مواجهة أي تصور أن مؤسسته هي وحدها التي تتعرض لضغوط حكومية. وقال "الحقيقة المعروفة هي أن كل من يعملون في الاعلام يتعرضون لمثل هذه المواقف... مع الوقت سيتكشف أن الجميع في نفس وضعي." واضاف "هناك ضغوط لكن الأهم هو إلى أي مدى تنعكس هذه الضغوط على الصحيفة... هل أنا مسؤول عن العار الذي تعيش فيه تركيا؟ أنا أحاول أن أنشر صحيفة محترمة قدر الإمكان كل يوم." وسبق ان قال رؤساء تحرير ومحررون انهم تلقوا اتصالات هاتفية من مسئولين حكوميين يطلبون تغيير التغطية الصحفية او فصل صحفيين. لكنهم لا يتحدثون عادة الا بعد ان يفقدوا وظائفهم. وقال ياووز بيدار وهو من ابرز الصحفيين في تركيا لرويترز "هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها محرر كبير عن هذا لكن الطريقة الحادة التي كرر بها الطايلي قوله.. لست الوحيد في هذا.. تعني ان اعلام المؤسسات بمجمله وعلى مستوى عال يتعرض لضغوط هائلة من اردوغان." وأضاف بيدار وهو كاتب عمود في صحيفة الزمان اليوم القريبة من كولن "لكنني اشك في إمكان الخروج على النمط وهو قيام مديري الاعلام بدور الصندوق الاسود أي احتفاظهم بأسرار الحكومة والشركات لانفسهم." وتابع "المشكلة هي أن رؤساء التحرير في المؤسسات الاعلامية الكبيرة باعوا حريتهم ونزاهتهم بثمن على ما يبدو. وهم يعيشون في أكاذيب وتلاحقهم الحقيقة باستمرار."