رصدت وسائل الإعلام البلجيكية اليوم بجميع توجهاتها احتفال المصريين بالذكرى الأولى للإطاحة بنظام الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك. واستهلت الصحف حديثها عن هذا الحدث باستحضار اللحظات التى عاشتها مصر اعتبارًا من 11 فبراير عام 2011، وهو تاريخ توقف التليفزيون الرسمى للدولة عن بث برامجه لكى يعلن عمر سليمان، نائب الرئيس فى ذلك الوقت، فى بيان مقتضب نبأ تنحى مبارك، ووصفت الصحف البيان بالتاريخى لأنه جاء لينهي حقبة من الحكم المتواصل، امتد لما يزيد على ثلاثين عامًا. من جانبها أسهبت صحيفة، ايكو، فى استعادة مشهد الجماهير المصرية المحتشدة فى ذلك اليوم بميدان التحرير، وسط القاهرة، وقالت "لقد أطلقت الجماهير المحتشدة فى ذلك اليوم، العنان لفرحة عارمة، حيث تجمع آلاف المتظاهرين وهم يرقصون ويغنون ويعانق بعضهم البعض، رافعين أيديهم يتضرعون إلى السماء. وأشارت إلى أن هذا المشهد المهيب الذى سرعان ما عم البلاد كان يتجسد تحت أعين العسكريين وكان الهتاف الطاغى على الساحة حينئذ هو"الجيش والشعب يد واحدة". لكن بين ذلك المشهد والمشهد الحالى، يوجد تباين واضح ، حيث حلت -وفقا للصحيفة- مشاعر اليأس محل الفرحة والإحباط محل الأمل فى الشارع المصرى. ويرصد المراقبون البلجيكيون فى تعليقاتهم، حالة من خيبة الأمل تسيطر على المصريين نتيجة لشعورهم بأن الفترة الانتقالية قد طالت، إضافة إلى تدهور الظروف الاقتصادية وانهيار قطاع السياحة إلى أدنى مستوى. وتقول صحيفة "لو فيف" وقد أبرزت صورة لوحة للمصريين الذين سقطوا شهداء خلال الاحتجاجات التى عمت البلاد طوال الفترة السابقة إن مصر تحتفل اليوم بالذكرى الأولى لسقوط مبارك بإطلاق دعوة إلى العصيان المدنى من أجل ممارسة الضغوط على السلطة الحاكمة للبلاد ودفعها إلى الرحيل ولكن هذه الدعوات، بحسب الصحيفة، أدت إلى انقسام الشعب المصرى، لاسيما أن القوى السياسية والإخوان المسلمين الذين سيطروا على البرلمان المنتخب حديثا قد اعترضوا على ذلك. وتستخلص الصحيفة أن المصريين وبعد مرور 12 شهرًا على رحيل مبارك الذى أطاحت به ثورة شعبية استمرت 18 يومًا، لم ينتشوا بعد بانتصار ثورتهم . أما التليفزيون البلجيكى فلقد بث صورة حية للمصريين اليوم فى الشوارع ونقل عن أحد المواطنين اعتزاز الشعب المصرى بهذه الذكرى "لأنها طوت صفحة سوداء فى تاريخ مصر المعاصر"، و"قضت على فساد كان قد استشرى بطول البلاد وعرضها"، فيما اعتبر مواطن آخر أن اجتياز مصر للصعوبات هو أمر طبيعى "فكل الثورات والحركات الشعبية تمر حتمًا بمرحلة مخاض عسيرة"، مُعربًا عن أمله فى غدٍ أكثر إشراقًا لمصر.