يحاول الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الحكومة اليوم، العودة من جديد لمقر مجلس الوزراء بوسط القاهرة وهى المرة الثانية التى تحاول فيها الحكومة العودة لمقرها الأصلى بعد أن حاولت من قبل يوم الأربعاء الماضى، حيث إنه منذ تشكيلها وعلى مدى شهرين فشلت حكومة الجنزورى فى الاستقرار بمقرها واضطرت للتنقل ما بين معهد التخطيط القومى ووزارة التخطيط وهيئة الاستثمار ومقر مجلس الوزراء. بدأت أزمة المقر قبل تشكيل حكومة الجنزورى وفى آخر فترة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، حين اندلعت أحداث محمد محمود بين المتظاهرين ووزارة الداخلية والتى استمرت عدة أيام وأسفرت عن عدد كبير من الضحايا حيث حاصر المتظاهرون بعدها مجلس الوزراء وأجبروا شرف وحكومته على الرحيل عن المجلس. وفى الأيام الاولى لبدء تشكيل حكومة الدكتور كمال الجنزورى كان "شرف" وحكومته فى هيئة الاستثمار يعقدون الاجتماعات لتسيير أعمال الدولة، بينما كان الجنزورى فى معهد التخطيط القومى يجرى مقابلاته لتشكيل الحكومة، وحين تزاحمت الوفود فى مقر المعهد لمقابلته اضطر الجنزورى للذهاب لوزارة التخطيط حيث استكمل رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة التى أدت اليمين وبدأت أول اجتماعاتها بوزارة التخطيط. وبعد عدة أيام كانت المظاهرات عرفت طريقها لمقر "الجنزورى" بوزارة التخطيط وحاصرته وقطعت شارع صلاح سالم وحاول المتظاهرون الفئويون فى إحدى المرات تحطيم بوابات الوزارة واقتحامها. واضطر الجنزورى بعدها للذهاب لهيئة الاستثمار التى أصبحت مقرًا شبه دائم لحكومته حتى عاد لمقر مجلس الوزراء بوسط البلد الأربعاء الماضى، بعد الاحتفال بالعيد الأول للثورة، وعقد أول اجتماع لمجلس الوزراء، لكن تصاعد الأحداث بعد كارثة بورسعيد وارتفاع حدة المُواجهات بين الشرطة والمتظاهرين بالمنطقة أدى لعودة الجنزورى وحكومته مرة أخرى لهيئة الاستثمار. واليوم يُعيد الجنزورى الكَرة مرة أخرى ويحاول نقل اجتماعاته لمقر مجلس الوزراء لعلها تنجح هذه المرة فى البقاء بمقرها قبل أن تنتهى فترة هذه الحكومة دون ان تهنأ بمقرها الأصلى عدة أيام.