بعد40 سنة علي الحرب اكتشفت أن في أسرتنا بطلا.. بطل حقيقي كانت له مساهمات جبارة في حربي الاستنزاف وأكتوبر. ورغم العلاقة القوية مع ابن خالي دكتور مهندس أحمد حسن مأمون. فإنه لم يكن يحكي لنا أو حتي يفاخر كما هي الطبيعة البشرية بما فعله, فقد كانت السرية المطلقة أساس عمله لسنوات طويلة في مركز البحوث الفنية بالبحرية المصرية بعد أن تخرج في كلية الهندسة نهاية الخمسينيات وانضم ضابطا مهندسا إلي سلاح البحرية. أخيرا شجعته ذكري الأربعين سنة وبدأ يحكي بعض أعماله ومنها عندما أرسلت القوات المسلحة إلي المركز في منتصف عام73 صورا تفصيلية وخرائط كثيرة لخط بارليف بعد أن نجحت فرق الاستطلاع المصرية في تصوير كل جزء فيه, وكان سؤال القوات المسلحة للمركز: ما الأفكار التي يمكن أن تقدموها للمساعدة في عبور هذا الخط وكسره ؟ يقول أحمد انه كان في ذلك الوقت عميدا للمركز وكبيرا للمصممين فيه وبعد دراسات مطولة وجد أن يركز المركز بحوثه علي المواسير التي عبأتها إسرائيل بالنابالم وجعلت فوهات نهايتها علي سطح القناة بحيث تحولها إلي نار ملتهبة تحرق من يجرؤ علي عبور القناة. ولهذا طلبنا أن تحدد لنا الضفادع البشرية فوهات هذه المواسير لسدها. وجاءت الصور تكشف أن الإسرائيليين صنعوا هذه الفوهات بطريقة سافلة إذ كانت كل فوهة مختلفة في قطرها وطولها بل كان بعضها مطبق عمدا لجعل سدها مستحيلا, ومع ذلك تمكنا من تليين المستحيل وصنع سدادة ماستر تعمل علي جميع أشكال الفوهات. وبحيث يتم سد فوهة أي ماسورة في فترة لا تتجاوز نصف دقيقة وعلي أساس أن يحمل كل ضفدع بشري من الذين سيعبرون القناة ثلاثة أجهزة مما يمكنهم من غلق فوهات عشرات المواسير المنصوبة علي200 كم طول القناة في أقل من ساعة زمن. لكن هذه كانت واحدة من عديد مبتكرات العقل المصري الذي فاجأ الإسرائيليين الذين اعتقدوا أن المصري أقل من مواطنيهم علما وفكرا وإبداعا, إلي أن جاءت حرب أكتوبر وكانت المواجهة الحقيقية! نقلا عن الاهرام