كنت منذ أمد بعيد احلم بأن ينقشع الخداع والنفاق، والاستخفاف بعقول المصريين من قبل علية القوم .. وليس المقصود بهم النظام الحاكم فقط ،بل وكل من أهتدي بنهجهم، من استخفاف بالعقول لزيادة المكاسب الشخصية. ولكن بعد حدوث ثورة غيرت رأس نظام ،مازال الاستخفاف قائما ، في شتى مناحي الحياة المصرية سياسيا وشعبيا .. فالأحزاب السياسية مثلا الصغيرة والأصغر ،إذا لم تحصل علي مكاسب تريدها ،فتحاول الاستخفاف بعقول الجمهور فتتهمهم بالجهالة ،وأنها أكثر دراية منهم بشئونهم واختياراتهم. فهناك نائب من حزب لم يحصل إلا علي 10 مقاعد، انفق عليها 10 ملايين جنيه، صرح بألفاظ ينبغي أن يحاسب عليها، فقد قال سيادة النائب الأكثر وعيا من قومه: " إن المصريين اختاروا عن جهالة من يمثلهم " في إشارة إلى منح الملايين أصواتهم للتيار الإسلامي. ولم يع هذا النائب أن الشعب أكثر وعيا منه، فهو من استطاع أن يعزل نواب الوطني بدون قوانين ،وأعطوا الفرصة للمشاهير الذين يتشدقون ليلا نهارا بالديمقراطية والحرية، و احترام حقوق الفرد إلى آخره – وهم ابعد ما يكونوا عن ذلك – فهم أول المنتهكين للحقوق،وآخر المتبعين لكلمة حق، اذا كانت في صالح خصومهم السياسيين . ولا يتمثل الاستخفاف بعقول المصريين في نائب فقط، بل في أفراد حكومة ومسئولين كبار في الدولة،وكذلك إعلاميين يريد البعض منهم، وهم قلة تعد على الأصابع أن يسيروا الملايين وفق أفكارهم ، ويا ليت في الحق والخير . و لم يتوقف الأمر عند إعلاميين وصحفيين ،بل وصل إلي أشخاص لا يمتوا للصحافة بصلة، ولكن عندما توضع أسماؤها على صحيفة أو موقع فينسب إليهم الشرف الصحفي . فلم يراع هؤلاء الحق، فحرفوا الكلم عن مواضعه ،واتبعوا أهواءهم ، فيكتبوا ما يجول في صدورهم، مستخفين بعقول زملائهم وقرائهم ، فيفبركون أخبارا عن صحف أجنبية ،وشخصيات وجهات مجهولة ،فينتشر الكذب و يصبح المخادع بطل همام أتي بما لم يأت به الأولون ،في ظل نقابة شامخة بمبناها خاوية على عروشها بسبب أفكار بعض القائمين عليها . الذين تاهوا في ضروب طموحاتهم الشخصية ،وكيفية تحقيقها ،والظهور بشكل الضحية المنهكة أمام الجمعية العمومية ، فأتاحوا للعابثين بالعقول والأفكار أن يستمروا في مشروعهم ،وأصبح التسابق على الأخبار المغلوطة ،أهم من قيمة العمل ذاته وما يمكن أن يحققه في طرح صورة نقية للمواطن البسيط . ولذلك لا عجب من الهجوم على الصحفيين من قبل كل الفئات في المجتمع ، لذا يجب أن نتكاتف جميعا ونبدأ ثورة الإطاحة بهؤلاء ،لإعادة العزة والكرامة للصحفي ،وكل أفراد الشعب. ولنعارض باستمرار وليتقبل كل ،منا اعتراض الآخر. ،فقد ولي عهد الإطراء ،فمن يحسن الصنيع صغيرا كان أم كبيرا ،فلنربت علي كتفيه ،ونقبل جبينه ،ونشكره ، ومن يستعلي ويستخف بعقولنا فلا ينتظر من زرع شوكا أن يجني إلا جراحا .