تتواصل العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 مما أدى إلى استشهاد نحو 35 ألف فلسطيني وإصابة نحو 78 ألفا آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى كارثة إنسانية جعلت حياة سكان القطاع على حافة المجاعة. وأدت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى نزوح حوالي 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عن منازلهم وتسببت في دمار واسع النطاق في العديد من البلدات والمدن. تصويت 143 دولة اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، قرارًا بأحقية دولة فلسطين للعضوية الكاملة فى الأممالمتحدة، ويوصى مجلس الأمن بإعادة النظر بهذه المسألة إيجابيًا. وصوّتت 143 دولة لصالح القرار، وامتنعت 25 عن التصويت، ورفضته 9 دول. ووفق مشروع القرار فإن دولة فلسطين مؤهلة لعضوية الأممالمتحدة وفقًا للمادة 4 من الميثاق، ومن ثم ينبغى قبولها فى عضوية الأممالمتحدة، وبناءً على ذلك، يوصى القرار مجلس الأمن بإعادة النظر فى هذه المسألة بشكل إيجابي، فى ضوء هذا القرار، وفى ضوء فتوى محكمة العدل الدولية الصادرة فى 28 مايو 1948، وبما يتفق تمامًا مع المادة 4 من ميثاق الأممالمتحدة. وانطلقت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، جلسة التصويت على مشروع قرار جديد بشأن أحقية دولة فلسطين بالعضوية الكاملة، وتعزيز مكانتها فى المنظومة الأممية، أسوة ببقية دول العالم. وكانت دولة فلسطين قدمت فى مطلع شهر أبريل الماضي، طلبًا لمجلس الأمن للنظر مجددا فى الطلب الذى قدمته فى 2011 لنيل العضوية الكاملة فى الأممالمتحدة، حيث تحظى فلسطين حاليًا بوضع دولة مراقب، بقرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012. وأيّد مشروع القرار الذى قدمته الجزائر و"يوصى الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوًا فى الأممالمتحدة" 12 عضوًا (من أصل 15 فى مجلس الأمن) وعارضته الولاياتالمتحدةالأمريكية، وامتنعت كل من بريطانيا وسويسرا عن التصويت، حيث استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض "الفيتو"، لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة. ووفقًا لميثاق الأممالمتحدة، يتم قبول دولة ما عضوًا فى الأممالمتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى ل9 أعضاء من مجلس الأمن، من أصل 15 عضوًا، بشرط ألا يصوت أى من الأعضاء الدائمين الخمسة (روسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، والولاياتالمتحدة) ضد الطلب. شعب عانى لأكثر من سبعة عقود وقد رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة لصالح قرار اعتماد دولة فلسطين عضوًا كاملًا في الأممالمتحدة، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وثمّن الرئيس الفلسطيني مواقف الدول التي صوتت لصالح القرار الذي ينسجم مع القانون الدولي، ويعبر عن الإجماع الدولي في عزل الاحتلال وجرائمه وانتهاكاته الخطيرة للشرعية الدولية، مؤكدًا أن هذا التصويت الدولي الكاسح لصالح حق الشعب الفلسطيني هو دليل قاطع على وقوف العالم موحّدًا خلف قيم الحق والعدل والحرية والسلام التي تمثلها القضية الفلسطينية، وضد جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. وأكد أنه على ضوء هذا التصويت، ستواصل دولة فلسطين مسعاها للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة بقرار من مجلس الأمن، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين أن تقوم بذلك. وأكد "عباس"، أن هذا القرار الأممي سيدعم مساعي دولة فلسطين في مجلس الأمن الدولي لإعادة التصويت على العضوية الكاملة، داعيًا الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن دعمها المنحاز لصالح الاحتلال، واحترام إرادة الدول والشعوب الداعمة للحق والحرية والتصويت لصالح حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة، والامتناع عن استخدام الفيتو الذي بات معزولًا ووحيدًا في مواجهة الشرعية والحق الذي تمثله فلسطين وقضيتها العادلة. وقال الرئيس الفلسطيني إن الإجماع الدولي الذي تجلى في الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم حصول دولة فلسطين اليوم على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة أعاد الإيمان بالشرعية الدولية والقانون الدولي، مضيفًا أن هذا القرار يحمي حل الدولتين ويجسد حق الشعب الفلسطيني المشروع في دولته المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية، وهو ركيزة مهمة من ركائز تحقيق السلام في المنطقة. وشدد على أن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم رهن بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية. وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على وجوب إنهاء العدوان الإسرائيلي في كل من الضفة وغزةوالقدس والانسحاب الكامل والفوريّ للقوات الإسرائيلية عن قطاع غزة، ووصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في غزة وعودة النازحين لأماكن سكناهم ومنع التهجير، والذهاب إلى تنفيذ الحل السياسي المستند لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لإنهاء الاحتلال عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدسالشرقية على حدود العام 1967. مصر تطالب بتكثيف الجهود الدولية رحبت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الجمعة، بتصويت أغلبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القرار الذي قدمته المجموعة العربية، لدعم أهلية دولة فلسطين في العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية. واعتبرت مصر أن صدور هذا القرار التاريخي، بمثابة تجسيد لواقع وحقيقة تاريخية على الأرض، واعتراف بحقوق شعب عانى لأكثر من سبعة عقود من الاحتلال الأجنبي، منوهة بأهمية توقيت صدور هذا القرار في مرحلة دقيقة تمر بها القضية الفلسطينية في ظل اعتداءات إسرائيلية غير مسبوقة على الشعب الفلسطيني وحقوقه. ودعت مصر جميع الدول التي لم تتخذ بعد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أن تمضي قُدُمًا نحو اتخاذ هذه الخطوة المهمة والمفصلية لدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. كما طالبت مصر مجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بالتعامل بالمسؤولية المطلوبة مع الوضع الخطير الذي يشهده قطاع غزة، لا سيما مدينة رفح الفلسطينية التي تتعرض لمخاطر إنسانية جمّة، نتيجة السيطرة الإسرائيلية على المعابر ومنع تدفق المساعدات الإنسانية. وجددت مصر مطالبتها بأهمية تكثيف الجهود الدولية من أجل تحقيق رؤية حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. ماذا قالت امريكا ؟ قال ممثل الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة روبرت وود، اليوم الجمعة، إن "النتيجة لن تتغير" إذا عُرض طلب حصول فلسطين على العضوية الكاملة مجدداً أمام مجلس الأمن . وأوضح وود في كلمة أمام الجمعية العامة أن القرار "لا يغيّر من وضع الفلسطينيين كبعثة مراقبة غير عضوة ولا يمنحها حق التصويت"، مشدداً على أن "الدولة الفلسطينية لن تتحقق إلا عبر عملية بها مفاوضات مباشرة بين الأطراف". وأكد وود في الوقت ذاته على التزام واشنطن بتكثيف انخراطها مع الفلسطينيين وبقية المنطقة "للنهوض بتسوية سياسية تمهد الطريق إلى قيام دولة فلسطينية وبعدها عضوية في الأممالمتحدة". وكانت البعثة الأمريكية في الأممالمتحدة، قد أصدرت بياناً، قبيل الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم ، بشأن قرار عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، مشددة على أنها ستصوت ب"لا"، داعية الدول الأعضاء إلى القيام بذلك. اسرائيل وتمزيق ميثاق الأممالمتحدة قام سفير إسرائيل فى الأممالمتحدة، جلعاد أردان، اليوم الجمعة، بتمزيق ميثاق الأممالمتحدة بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوصية لمجلس الأمن بإعادة النظر فى عضوية الفلسطينيين بشكل إيجابى. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن قرار الأممالمتحدة يمنح جائزة لحركة حماس ويمس بمفاوضات الصفقة. وقال كاتس إن القرار السخيف الذى اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة يبرز التحيز الهيكلى للأمم المتحدة والأسباب التى جعلت المنظمة، تحت قيادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تتحول إلى مؤسسة غير ذات صلة. مصير القرار وتعليقا على القرار، اعتبر قانونيون أن تصويت هذا العدد من الدول - 143 دولة بينها دول أعضاء في مجلس الأمن مقابل معارضة 9 دول - إنه ذات وضع قانوني أقوى ودليل على زيادة تأييد الدول للحقوق الفلسطينية، موضحين أن هذا القرار لا أثر فعلي له لصالح القضية.