نظم البرلمان العربي بالقاهرة اليوم، الأحد، احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية تحت عنوان "تعزيز أصوات من أجل الديمقراطية.. دور البرلمان العربي" بمشاركة أحمد محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، والدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، وأعضاء البرلمان العربي. وقال الجروان، في كلمته خلال الاحتفالية، إن "الاحتفال باليوم العالمي للديمقراطية هذا العام يشكل مناسبة مهمة يتعين استثمارها لتأكيد دور البرلمانات الوطنية والإقليمية والدولية في تعزيز القيم والمبادئ والمؤسسات الديمقراطية"، مشددا على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للتطوير المؤسسي والتوعية والتعريف بأنشطة البرلمانات المختلفة وأنشطة التقييم الذاتي للممارسة الديمقراطية وما يواجهها من تحديات وتحقيق التواصل بين المواطنين ومؤسسات المجتمع كافة. وأعرب عن تطلعه أن يكون الاحتفال بيوم الديمقراطية وسط أعضاء البرلمان العربي بداية لبناء علاقات تفاعل وحوار دائم بين البرلمان العربي والمواطنين ومؤسسات المجتمع في وطننا العربي الكبير. وأضاف أن "يوم الخامس عشر من سبتمبر هذا العام يأتي وسط تحولات سياسية كبيرة يشهدها وطننا العربي، وعمليات انتقال نحو الديمقراطية وبناء مؤسسات تكتنفها صعوبات وتحديات كبيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وتطلعات متزايدة لشعوبنا في إنجاز عمليات تحول كبرى". وتابع الجروان: "نسعى كبرلمان عربي من خلال تنظيم هذه الفاعلية في اليوم العالمي للديمقراطية إلى تأكيد التزامنا بالديمقراطية كقيمة ومبدأ وممارسة والتزامنا بالسعي إلى تطوير المؤسسات الديمقراطية وبخاصة على صعيد مؤسسات العمل الجماعي العربي". وأشار إلى أنه تأكد هذا الالتزام بداية في الأنظمة والقواعد الحاكمة لعمل البرلمان وفي مقدمتها النظام الأساسي، قائلا: "نحن برلمان يعتمد الشورى والديمقراطية اختيارا ومنهجا، ومؤسسة للحوار والقرار الديمقراطي وتعزيز المشاركة الشعبية في منظومة العمل العربي المشترك". وأكد رئيس البرلمان العربي الالتزام بالديمقراطية كممارسة في تعزيز حقوق ومشاركة المرأة بمراعاة تمثيلها في عضوية البرلمان وأمانته وتشكيل اللجان والوفود البرلمانية. وقال إن "هدف الاحتفالية بالحوار مع المشاركين يأتي لاستكشاف أفضل السبل لإقامة شبكة علاقات مؤسسية وتفاعلية مع المواطنين ومؤسسات المجتمع في الوطن العربي". ولفت إلى أن قضايا الحوار بين البرلمان والمجتمع العربي تتنوع بقدر تنوع المشكلات والتحديات التي تواجه الممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان على الصعيد الإقليمي، موضحا أنه يجمعنا هدف مشترك حول ضرورة تطوير وتعزيز مؤسسات العمل المشترك المعنية بهذه القضايا، وفي مقدمتها الآليات المرتبطة بالميثاق العربي لحقوق الإنسان، وبدفع مشروع المحكمة العربية لحقوق الإنسان إلى الأمام. ونوه الجروان إلى أنه في مثل هذا اليوم منذ 16 عاما وعلى أرض القاهرة عام 1997 أصدر مجلس الاتحاد البرلماني الدولي الإعلان العالمي للديمقراطية الذي يشكل خطوة مهمة ودليلا شاملا بشأن أسس وأبعاد الديمقراطية، وقد اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها عام 2007 يوما عالميا للديمقراطية ودعت إلى تنظيم فعاليات كل عام لهذا اليوم إسهاما في تعزيز القيم والمبادئ والممارسة الديموقراطية. ومن جانبه، قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، في كلمته خلال احتفالية البرلمان العربي بيوم الديمقراطية العالمي، إن "جامعة الدول العربية تعكف حاليا على تطوير البرلمان العربي وتشجيعه على تنفيذ دوره المنوط به في ترسيخ الديمقراطية وتشجيع ممارستها"، مشيرا إلى أن الطريق للديمقراطية ليس سهلا وسيكون طويلا ولكن إصرار المشاركين سيعجل به. وأكد أن "المواطن العربي، في المرحلة الجديدة التي نعيشها، والتي تشهد تحولات كبرى، لن يقبل بعد اليوم بالتنازل على حقوقه الأساسية في الديمقراطية، وسيعمل جاهدا للحصول عليها والوصول لها". وأضاف العربي أن "ما شهدناه من تطورات في الوطن العربي خلال الفترة الماضية والتى قامت فيها الشعوب بتحركاتها الطامحة في الحرية والديمقراطية، لن تسمح بالعودة للوراء وستبدأ مسيرتها نحو الديمقراطية". وأشار إلى أن "البرلمان العربي أنشئ استجابة لتطلعات المجتمعات في الديمقراطية، وليكون معبرا عن آمال الشعوب وتطلعاتها في تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون". وتابع: "نحن في العالم العربي لانزال في بداية الطريق، والجامعة العربية هى الأخرى في طريق تطويرها، فميثاق الجامعة العربية كتب قبل إنشاء الأممالمتحدة، وكان الشكل الأساسي هو عصبة الأمم، والآن فإن الميثاق يمثل الجيل الأول، لذا كان لابد من آليات لتطوير الميثاق، ليواكب المتغيرات الحالية". وقال العربي إن "البرلمان العربي في البداية أيضا، لكن ما ألاحظه من اهتمامات رئيس البرلمان، تشير إلى أنه يحقق تطورا كبيرا".