قال محللون ومسئولون فى قطاع البترول المصري، إن شركات النفط الصينية، تسعى لاقتناص بعض الفرص في السوق المصرية، في ظل رغبة شركات غربية تقليص نشاطها في الفترة الأخيرة. وقال عبدالله غراب وزير البترول والثروة المعدنية المصرى الأسبق، إن الصين نهمة جدا للطاقة بسبب ارتفاع معدل نموها بين 8 إلى 10% سنويا، ما جعلها تعتمد بشكل متزايد على النفط المستورد، بعدما أضحت ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولاياتالمتحدة. وأضاف غراب فى مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء، أن النفط يعتبر أحد أهم محددات السياسة الخارجية بالنسبة لبكين، وهو ما يفسر رغبة الشركات الصينية فى التوسع فى أفريقيا ومصر تحديدا خلال العام الجارى. وكانت شركة أباتشي الأمريكية للنفط والغاز، قد قررت بيع 33 % من أصولها في مصر إلى مجموعة سينوبك الصينية المملوكة للدولة مقابل 3.1 مليار دولار، وهو ما يقلص أنشطتها في البلاد في ظل اضطرابات سياسية تعانى منها مصر. وأتمت شركة "زينوا" الصينية عملية استحواذ فى أغسطس آب الماضى على حصص شركة "فيجاس" اليونانية فى مناطق امتيازها فى مصر فى صفقة قدرت بنحو 500 مليون دولار. ويقدر إجمالى احتياطيات ثلاث مناطق تساهم فيها فيجاس بنحو 95 مليون برميل زيت، وتريليون قدم مكعب من الغاز. وقال وزير بترول مصر الأسبق، إنه رغم بيع شركة أباتشى أصول لها ، إلا أنها تدرك أهمية الحفاظ على نشاطها فى مصر وعدم التخلى عنه تماما لصالح الشركات الصينية. وأضاف :" الجميع يدرك أن انتاج أباتشى من الغاز والزيت فى مصر يمثل حلقة نجاح الشركة على المستوى العالمى، لذا فإن الشركات الصينية تركز على انتهاز الفرص المتوافرة فى مصر". وحسب بيانات صادرة عن شركة أباتشى، فإن أصولها في مصر تساهم بنحو 20% من إنتاجها العالمي من النفط والغاز و27% من إجمالي إيراداتها العام الماضي. وقال أيمن عبدالمنصف، نائب رئيس هيئة البترول المصرية للإنتاج، إن الجانب المصرى يركز على الاستفادة من استثمارات وخبرات شركات البترول العاملة فى مصر بغض النظر عن جنسيتها. وتعانى مصر من ثبات فى كميات إنتاج الزيت على مدار السنوات الثلاث الماضية عند مستويات تتراوح بين 670 و690 ألف برميل يوميا من الزيت والمتكثفات.