من الكتب الجديدة التي ظهرت في معرض الكتاب هذا العام، دراسة "خرافة الأدب الصهيوني التقدمي" للباحث الشاب حاتم الجوهري، الباحث بدرجة الدكتوراه في الأدب العبري الحديث. والكتاب على تخصصه وطبيعته العلمية الرصينة ينطلق من فرضية واضحة وحاسمة يوضحها المؤلف في قوله: "نزعم أن فكرة وجود أدب صهيوني تقدمي وآخر رجعي هى فكرة خرافية.. أسطورة أخرى من أساطير الصهيونية العالمية بأجنحتها المتعددة نجحت في الترويج لها وتدشينها بكل ذكاء وحنكة وخبرة سياسية وفكرية وأيديولوجية". إن فكرة الأدب الصهيوني التقدمي تشبه فكرة الاحتلال اللطيف!! الاحتلال التقدمي!! هل يمكن للإنسان أن يقبل بوجود محتل لطيف وآخر سمج؟! هل نفتح ذراعينا للاحتلال التقدمي ذي الديباجات المادية والديالكتيكية، ونرفض الاحتلال القائم على ديباجات دينية عرقية؟!!. فالصهيونية كعقيدة ومشروع استعماري لا يمكن أبدًا أن توصف بالتقدمية، على نحو ما يحمله مصطلح "تقدمي" من دلالات إيجابية، ومن ثم فلا يمكن أن يوصف أدب المحتلين الصهاينة ب"التقدمي" مهما ادعوا عكس ذلك، وما ذلك الوصف إلا محاولة لتجميل وجه المشروع الصهيوني والإيحاء بوجود تيارات وفصائل داخله مختلفة عن السياق العام، ومن ثم يمكن قبولها والتعامل معها!! الكتاب يقف في خندق الرفض الجذري والمبدئي للصهيونية ولدولتها في فلسطين المسماة (إسرائيل)، بما يتضمن رفض الاعتراف والتصالح مع تلك الدولة أو قبول تقسيم فلسطين تحت شعار"حل الدولتين". الكتاب صادر عن دار الهداية بالقاهرة.