اريد من العقلاء في جماعة الإخوان المسلمين ان يدركوا ان المواجهة لم تعد بينهم وبين قوات الأمن او النظام الحاكم كما كانت في يوم من الأيام. ولكن للأسف الشديد ان المواجهة الآن بين الإخوان وفصائل كثيرة من الشعب..طوال تاريخ الإخوان كانت معظم معاركهم مع الأمن ابتداء بالعصر الملكي وانتهاء بما قبل ثورة يناير..كانت هناك خصومات في عهد الملك فاروق انتهت باغتيال حسن البنا ثم كانت الخصومات مع ثورة يوليو وجمال عبد الناصر وانتهت بإعدام سيد قطب وعبد القادر عودة ثم كانت الخصومات مع انور السادات وانتهت باغتياله من التيار الإسلامي وخلال سنوات طويلة كانت جماعة الإخوان المسلمين جماعة محظورة رغم كل الفرص السياسية التي منحها النظام السابق..لقد تغيرت الحسابات بعد وصول الإخوان الي السلطة وفشلهم في تحقيق احلام المصريين في الحرية والعدالة الاجتماعية ولا اعتقد ان الإخوان نجحوا في المواجهات الأخيرة رغم ما حدث فيها من خسائر لأنهم خسروا جزءا كبيرا من الشارع المصري الذي وقف معهم في الانتخابات.. إذا كان الإخوان قد خسروا في السلطة فقد خسروا مرة ثانية في الاعتصامات وقطع الطرق والتضييق علي الناس والاعتداء عليهم اكبر دليل علي ذلك تلك المواجهات التي شهدتها محافظات كثيرة دارت فيها المعارك بين الإخوان والمواطنين العاديين بعيدا عن اجهزة الأمن..حدث ذلك في بورسعيد وطنطا والبحيرة ودمياط والدقهلية والقليوبية والسبب في ذلك ان الناس ضاقت بالأزمات اليومية التي حملتها الإعتصامات والمظاهرات من واجب العقلاء في جماعة الإخوان المسلمين ان يراجعوا الآن موقفهم بحيث تشمل المراجعة الفترة التي سيطروا فيها علي حكم مصر وما ارتكبوه خلالها من اخطاء ولماذا ابتعد الشارع عنهم بعد ان وقف معهم حتي وصلوا الي السلطة بجانب اخطاء عدد من رموز الإخوان وهي اخطاء قاتلة بدأت بالغرور والتعالي علي الناس وانتهت بخسائر فادحة علي المستوي البشري حين فرط الإخوان في اعداد هائلة من الناس الذين وقفوا معهم طوال تاريخهم وحين وصلوا الي السلطة تخلوا عن الجميع..ما حدث للإخوان في عام واحد درس عميق يحمل عنوانا كيف تخسر شعبا. نقلا عن الاهرام