احتلت القضية الفلسطينية الاهتمام الأكبر لسياسة مصر الخارجية وتصدرت الأولوية، فدائما ما تؤكد الدبلوماسية المصرية في محافل دولية عدة أهمية بلورة تحرك دولي مشترك لوقف العنف ولاحتواء التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الدائرة المفرغة من العنف إلا بإيجاد حل جذري عادل وشامل. الرئيس السيسي ونظيرة الفلسطيني اجتماع خماسي للتهدئة في فلسطين أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن مصر تستضيف، اليوم الأحد، في شرم الشيخ، اجتماعا خماسيا بمشاركة مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين ومن مصر والأردن والولاياتالمتحدة لدعم التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد أبو زيد، في بيان للخارجية نشرته على صفحتها ب"فيسبوك"، إن الاجتماع يأتي في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى "تحقيق التهدئة، وسيكون بمشاركة مسئولين سياسيين وأمنيين رفيعي المستوى" من الدول الخمس. وأضاف أن الاجتماع يأتي استكمالا للمناقشات التي شهدها اجتماع العقبة يوم 26 فبراير الماضي بهدف دعم الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، "وللعمل على وقف الإجراءات الأحادية والتصعيد وكسر حلقة العنف القائمة وتحقيق التهدئة"، بما يمهد لخلق مناخ ملائم يسهم في استئناف عملية السلام. وكشف أبو زيد أن مشاركة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الاجتماع تأتي في إطار السعي نحو وضع آليات لمتابعة وتفعيل ما يتوافق عليه المشاركون في تلك الاجتماعات. الخارجية المصرية دور مصر للوصول الى اتفاق لمنع الانفجار وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن اجتماع شرم الشيخ الذي يضم وفودا من فلسطين ومصر وأمريكا يأتي في سياق الجهود التي تبذل من قبل الاطراف لمنع ووقف حالة التصعيد والاجرام الإسرائيلي القائم على الأرض منذ قدوم هذه الحكومة الفاشية المتطرفة. وأوضح الحرازين، في تصريحات خاصة ل "صدى البلد"، أن حكومة نتنياهو المتطرفة تحاول إشعال المنطقة، خاصة بحالة الانفلات التي يمارسها وزراء نتنياهو، وعلى رأسهم بن غفير وسموتريش لتنفيذ المخطط الهادف للتهويد ومواصلة الاستيطان والاقتحامات وعمليات القتل والإعدام بدم بارد. وأضاف: "لذلك سعت كل من مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية والأردن لعقد اجتماعات للتوصل إلى تفاهمات واتفاقات، وكان أول هذه اللقاءات بالعقبة، ولكن هذا الأمر لم يرق لأعضاء حكومة الاحتلال الذين أشعلوا النار في بلدة حوارة لإفشال ما تم الاتفاق عليه، وجاءت الدعوة المصرية لنزع هذا الفتيل، خاصة قبل شهر رمضان حتى يتم تهدئة الأوضاع وخلق مسارات سياسية تفضي إلى العودة لعملية سلام شاملة تنهى هذا الاحتلال". وتابع: "لذلك تعمل مصر مع جميع الأطراف الفاعلة للوصول إلى صيغ وتفاهمات ملزمة للطرف الإسرائيلي الذي يعمل على تفجير الأوضاع، حيث كان لمصر الجانب الأكبر في المراحل السابقة من حيث التدخل لوقف العدوان في أكثر من مناسبة". وأشار الحرازين إلى أنه وفقا لذلك، فإن القاهرة تعمل على الوصول إلى اتفاق يوقف مثل هذه القضايا التي تستهدف تفجير الأوضاع، خاصة الإجراءات أحادية الجانب من قبل حكومة الاحتلال خاصة الاستيطان والاقتحامات وعمليات القتل والتهويد وهدم البيوت، ومدى التزام هذه الحكومة بالاتفاقيات الموقعة ووقف الإجراءات العقابية التي تتخذها هذه الحكومة. واختتم: "ولذلك الطرف الفلسطيني حاضر ليضع مطالبه على الطاولة أمام الجميع، وهناك تعويل كبير على الدور المصري وضرورة الضغط على حكومة الاحتلال من قبل الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي للجم تلك التصرفات". والمتابع لمواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي المتواصلة في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، يتأكد له أن هناك مساعي حثيثة تخطو لها القيادة السياسية ومن خلال مشاركتها في جميع المحافل الدولية لإرساء عملية السلام وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة التي تساهم في تهدئة الأمور ورفع المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة هذا العدوان، سواء في القدس أو غزة أو في باقي الأراضي الفلسطينية. الدكتور جهاد الحرازين