ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" بدأت فى إغلاق قواعدها السرية بأفغانستان في إشارة للبدء في الانسحاب من منطقة تحولت فيها الوكالة من جهاز استخبارات يكافح للخروج من حقبة الحرب الباردة إلى قوة لمكافحة الإرهاب لها سجونها الخاصة وفرقها شبه النظامية وطائراتها بدون طيار طراز "بريداتور". وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء أن خطوة الانسحاب تمثل نقطة تحول بالنسبة للاستخبارات الأمريكية لتوجه مواردها إلى مناطق اضطرابات أخرى. ووصف مسئولون أمريكيون عملية إغلاق القواعد السرية فى أفغانستان بأنها "خطوات أولية فى خطة تهدف إلى خفض عدد المنشآت التابعة للاستخبارات الأمريكية في أفغانستان من حوالى 12 إلى ست فقط خلال العامين المقبلين في عملية اندماج تتزامن مع انسحاب معظم القوات الأمريكية من البلاد بنهاية عام 2014 ". ونقلت الصحيفة عن كبار مسئولى الإدارة الأمريكية والاستخبارات قولهم إن "هذا الخفض يأتى متأخرا فى منطقة ينظر إلى جهود الاستخبارات الأمريكية فيها على أنها لا تتناسب مع تقلص التهديد الذي تفرضه القيادة الرئيسية لتنظيم القاعدة في باكستان". وأشارت إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تواجه مجموعة من التحديات بعيدا عن القاعدة، مثل متابعة التطورات الجارية فى منطقة الشرق الأوسط وتوصيل السلاح للمعارضة السورية..حيث ألمح مدير الوكالة جون أو برينان المعين حديثا إلى رغبة في استعادة تركيز "سى آى آيه" على عمليات التجسس التقليدية. كما نقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي، اشترط عدم ذكر اسمه قوله "عندما ننظر إلى ما بعد 2014 كيف سيكون حجم التهديد من أفغانستانوباكستان أمام حجم التهديد فى شمال إفريقيا واليمن؟". وتابعت الصحيفة إن مسئولين أمريكيين أكدوا على أن "السى آى آيه" سيحتفظ بموطيء قدم رئيسي بأفغانستان بعد الانسحاب، حيث سيكون له فى العاصمة الأفغانية كابول قاعدة هى الأكبر فى العالم بالإضافة إلى أسطول من الطائرات بدون طيار لتواصل مراقبة الحزام القبلى فى باكستان المجاورة. وأوضحت أنه لم يحدد بعد موعد انسحاب الوكالة من أفغانستان ولا حجم هذا الانسحاب، فهذا يعتمد إلى حد ما على حجم القوات التى سيقرر الرئيس الأمريكى باراك أوباما الاحتفاظ بها هناك بعد 2014. ونوهت الصحيفة بأن الإدارة الأمريكية قد تخفض قواتها فى أفغانستان من 63 ألفا حاليا إلى نحو عشرة آلاف فقط بعد 2014 ، ولكنها ألمحت فى الآونة الأخيرة إلى أنها تبحث أيضا خيار سحب القوات بالكامل، ويرجع ذلك إلى الشعور المتصاعد بخيبة الأمل إزاء الرئيس الأفغانى حامد كرزاي.