تعد عملية إقرار الميزانية الفيدرالية الأمريكية، هي من أكثر الأمور متابعة في أمور الاقتصاد حول العالم، لما لها من تأثير في كل أرجاء دول العالم، وذلك مع هيمنة القطب الأوحد الذي تستحوزه الولاياتالمتحدة منذ انتهاء الحرب الباردة، وزاد من أهميتها الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة، هذا بجانب سخونتها في الداخل الأمريكي، وهذا ما شاهدناه خلال ال48 ساعة الماضية وانتهاء إقرارها. وفي 10 نقاط نرصد أبرز ملامح تلك الميزانية، والدول المرتبطة بها، وتفاصيلها، والقضايا المحلية والدولية التي تدخل في تلك الميزانية ... ميزانية فيدرالية .. هذا هو معناها والجهات التي تمولها الميزانية الفيدرالية للولايات المتحدة تتضمن إنفاق الحكومة الفيدرالية الأمريكية وعوائدها، وتنفق الحكومة ميزانيتها في المقام الأول على برامج الرعاية الصحية والتقاعد والدفاع، حيث يقدّم مكتب الميزانية في الكونغرس تحليلاً شاملاً للميزانية. وينص دستور الولاياتالمتحدة (المادة الأولى، الباب 9، الفقرة 7) على «لا تصرف أي أموال من خزينة الدولة إلا تبعًا لاعتمادات يحددها القانون، ويجب بيان إيرادات ونفقات جميع الأموال العامة ونشرها من وقت لآخر»، وبذلك في كل عام، يقدم رئيس الولاياتالمتحدة طلبًا بالميزانية إلى الكونجرس للسنة المالية التالية وفقًا لما ينص عليه قانون الميزانية والمحاسبة لعام 1921. يجب على الرئيس تقديم الميزانية اعتبارًا من يوم الإثنين الأول من شهر يناير، وفي موعد لا يتجاوز يوم الاثنين الأول من شهر فبراير، وتغطى الميزاينة حتى شهر سبتمبر من العام التالي "هنا سبتمبر 2023". ولا يمكن للوكالات الفيدرالية إنفاق الأموال إلا إذا تم تفويض الأموال وتم تخصيصها، وعادة، تكون لدى لجان الكونجرس المنفصلة سلطة قضائية للتفويض وصرف الاعتمادات، ولجان الميزانية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأمريكي حالياً هي 12 لجنة فرعية، وهي مسؤولة عن صياغة مشاريع الاعتمادات العادية ال 12 التي تحدد مبالغ الإنفاق التقديرية لمختلف البرامج الفيدرالية. ويجب أن تمرر مشاريع قوانين الاعتمادات على كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ ثم يتم توقيعها من قبل الرئيس من أجل منح الوكالات الفيدرالية سلطة قانونية لإنفاقها، وتمول هذه الموازنة عمل مؤسسات الدولة الفيدرالية الأمريكية من الشرطة إلى الدبلوماسية والقوات المسلحة. الولاياتالمتحدة ترحب بقرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء العنف في ميانمار الولاياتالمتحدة تكشف عن سلاح بحري خطير .. فيديو الإقرار قبل بداية الأسبوع .. تجنب تعطيل الحكوم "تخيل إن الحكومة معظمها هتاخد أجازة، والموظفين يقعدوا في البيت من غير مرتب لحين توفير ميزانية لهم" .. هذا ليس سيناريو لفيلم كوميدي، ولكنه واقع حقيقي كاد يحدث بالولاياتالمتحدةالامريكية، نهاية الأسبوع الماضي إذا لم يتم إقرار الميزانية، قبل بداية هذا الأسبوع. وكانت الحكومة مهددة بهذا الأمر في بداية الاسبوع الماضي، وذلك قبل أن يقوم الرئيس الأمريكي بالاتفاق مع مجلس النواب على توفير تمويل لمدة أسبوع لحين إقرار الميزانية، ففي السياسة الأمريكية، تعطل الحكومة عن العمل هو موقف تتوقف فيه الحكومة عن توفير الخدمات، فيما عدا «الأساسية» منها، وتشمل، عادةً، الخدمات التي تستمر رغم تعطل الحكومة عن العمل كلاً من الشرطة، ومكافحة الحرائق، وخدمة الأرصاد الوطنية والهيئات التي تتبع لها، وخدمة البريد، والقوات المسلحة، والمرافق، والمراقبة الجوية، والخدمات الإصلاحية (نظام العقوبات)، وذلك في حالة عدم إقرار الميزانية من قبل مجلس النواب. وهذا كان سيحدث في حالة عدم إقرارها في الموعد النهائي، ولكن أنهى هذا الأمر موافقة مجلس النواب الأمريكي، مساء الجمعة، على مشروع قانون الموازنة الفيدرالية للسنة المالية 2023. الخلاف الأكبر عند إقرارها .. قضية الهجرة كادت أن تعطلها وأقر مجلس النواب الأمريكي، الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، مشروع قانون لتمويل الحكومة بقيمة 1.66 تريليون دولار، ويفترض أن تمول هذه الموازنة عمل مؤسسات الدولة الفيدرالية الأمريكية من الشرطة إلى الدبلوماسية والقوات المسلحة والسياسة الاقتصادية وغيرها، حتى سبتمبر 2023. وكان مجلس الشيوخ قد أقر مشروع القانون المؤلف من أربعة آلاف صفحة بدعم من الحزبين تمثل في موافقة أغلبية بلغت 68 صوتا، وذلك بدعم من 18 من الأعضاء الجمهوريين الخمسين بمن فيهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وأيد مشروع القانون تسعة فقط من أصل 213 من الجمهوريين في مجلس النواب. التصويت على الموازنة .. حزبي قبل السيطرة الجمهورية لم يكن تمرير الميزاينة بالأمر الهين نتيجة لتقارب الأصوات بين الديمقراطيين والجمهوريين، وذلك رغم الهيمنة الديمقراطية المؤقتة، قبل سيطرة الجمهريين بداية من يناير المقبل وقسم النواب الجدد للتجديد النصفي للمجالس النواب الامريكي. وتمت الموافقة على مشروع قانون الإنفاق للسنة المالية التي تنتهي في 30 سبتمبر على أساس تصويت حزبي إلى حد كبير بموافقة 225 صوتا مقابل 201، بعد موافقة مجلس الشيوخ في اليوم السابق. موازنة الجيش .. الأكبر في تاريخ أمريكا تتضمنت الموازنة حصة للدفاع قدرها 858 مليار دولار، وهو الرقم الذي تم زيادته بعد أن كان كلا الطرفين يرفضون بشدة خطة بايدن للإنفاق العسكري البالغة 813 مليار دولار باعتبارها منخفضة للغاية لمواجهة التهديدات العالمية ومواجهة آثار التضخم على البنتاغون. وذهبت الأموال الإضافية لشراء المزيد من الأسلحة بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتخفيف آثار التضخم على برامج وزارة الدفاع والقوات والبناء. مساعدات أوكرانيا .. استمرار تمويل الحرب ضد روسيا وكان من الأمور الخاصة بالجانب العسكري المباشر، هو تخصيص بند مالي في الميزانية الجديدة للحرب الأوكرانية، وذلك بخلاف ما يمكن أن تنفقه الحكومة من ميزانية الجيش. وبالفعل توصل الطرافان إلى تخصيص 45 مليارا من المساعدات العسكرية والإنسانية والاقتصادية لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وبزيادة 15 مليار دولار عن العام الماضي، حيث كان مخصص لها 30 مليار دولار. ميزانية المناخ .. تراجع عن تعهدات شرم الشيخ تضمن قانون الإنفاق الذي أقره مجلس الشيوخ أقل من مليار دولار للمساعدة المناخية للدول الفقيرة على الرغم من وعد بايدن في شرم الشيخ بمبلغ 11.4 مليار دولار سنويًا لتخفيف الآثار المناخية ومساعدتها على التحول إلى الطاقة المتجددة ، لكن مشروع قانون الإنفاق الضخم البالغ 1.7 تريليون دولار للحفاظ على استمرار عمل الحكومة الأمريكية ، والذي أقره مجلس الشيوخ يوم الخميس ، يتضمن أقل من مليار دولار في المساعدة المناخية لهذه البلدان. ويتضمن مشروع القانون ، الذي من المتوقع أن يوافق عليه مجلس النواب ويوقعه الرئيس ، 270 مليون دولار لبرامج التكيف ، خاصة لدول آسيا وجزر المحيط الهادئ ، إلى جانب 260 مليون دولار في استثمارات الطاقة النظيفة ، التي تستهدف إفريقيا. سيتم تخصيص 185 مليون دولار أخرى ل "برامج المناظر الطبيعية المستدامة". فيما قال مسؤولو الإدارة إن الهدف هو تقديم المساعدة بحلول عام 2024 وأن الأموال يمكن أن تأتي من مصادر أخرى غير الاعتمادات المباشرة من الكونجرس، لكن احتمال القيام بذلك يصبح بعيدًا جدًا بمجرد سيطرة الجمهوريين ، الذين رفضوا إلى حد كبير فكرة تقديم المزيد من المساعدة للأضرار المناخية ، على مجلس النواب في يناير، بينما قالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن هدف 11 مليار دولار هو " أولوية قصوى بالنسبة لنا وحاسمة لنجاح أجندة الرئيس بايدن للمناخ. وقد أوضح الرئيس أنه سيقاتل لرؤية هذا ممولًا بالكامل. زيلينسكي يشكر الكونجرس على اعتماد مشروع قانون يوفر 45 مليار دولار لأوكرانيا البيت الأبيض: بايدن يشيد بإقرار الكونجرس مشروع التمويل الحكومي بقيمة 1.66 تريليون دولار تعديل قانون من القرن التاسع عشر ... لمواجهة تهديدات ترامب ونفذ المشرعون ما قالوه مرارًا وتكرارًا من إنهم يريدون منع حدوث هجوم آخر من طراز 6 يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي مرة أخرى، و كجزء من حزمة الإنفاق الحكومي ، أقر الكونجرس أول تشريع انتخابي فيدرالي لهذا الهدف. يشتمل قانون الإنفاق الشامل على قسم من شأنه إصلاح قانون الفرز الانتخابي ، وهو قانون عام 1887 يحكم فرز أصوات الهيئة الانتخابية في الكونغرس، حيث استهدف الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفاؤه غموض القانون في محاولاتهم لإلغاء انتخابات 2020. ميزانية إسرائيل .. 3.3 مليار دولار مساعدة أمنية متعددة وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، تم الإعلان عن حصة المساعدات المقدمة إلى إسرائيل، والضفة الغربية، وقطاع غزة ، حيث ستخصص الولاياتالمتحدة في العام المقبل 3.3 مليار دولار لإسرائيل للمساعدة الأمنية. وأضافت الصحيفة، "كما في العام الماضي، سيتم تخصيص 500 مليون دولار للدفاع الصاروخي ومنها القبة الحديدية و72.5 مليون دولار للحماية من الطائرات بدون طيار، والطائرات بدون طيار وكذلك الأنفاق"، وتابعت "هذا العام، تم التعهد أيضًا بتمويل إضافي جديد بقيمة 6 ملايين دولار لصالح إنشاء برنامج منح للأمن السيبراني". فلسطين ودعمها .. خاص لها وخاص بترويج السلام وكذلك أشارت صحيفة يديعوت إلى أن تلك الميزانية تتضمن جانب مساعدات إنسانية واقتصادية لفلسطين، وأوضحت أن الولاياتالمتحدة ستستثمر 225 مليون دولار للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة، بزيادة قدرها 6 ملايين دولار عن العام الماضي، و40 مليون دولار أكثر من الميزانية الأصلية المطلوبة. وأفادت بأنه سيتم تخصيص 50 مليون دولار ستكون لغرض الترويج لاتفاقية سلام إسرائيلي فلسطيني من خلال الصندوق الذي سمي على اسم عضوة الكونغرس السابقة نيتا لافي.