عن سؤال يشغل بال كثير من الشباب وهو: هل العادة السرية حرام؟ يتفق جمهور الفقهاء على حُرمة الاستمناء أو ما يعرف ب"العادة السرية"، لقول الله تعالى في القرآن الكريم: "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون". حكم العادة السرية لغرض التحليل الطبي.. هل تكون حراما؟ كيفية الطهارة من المذي للرجال والنساء وهل يجب ارتداء ملابس أخرى؟ الإفتاء تجيب هل العادة السرية حرام؟ قال الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، ردًا على سؤال: ما حكم الدين في فعل العادة السرية؟ إن من استجلب شهوته وأضاع ماءه في غير ما أحل الله فقد ارتكب إثمًا يحاسب عليه، لافتًا إلى أن من الفقهاء من أجاز العادة السرية إذا اضطر الإنسان لذلك كمن كان مريضًا وأشار عليه الطبيب بفعلها كنوع من التداوي، أو من فعلها لدفع مفسدة أعظم إثمًا كجريمة الزنا التي هي من الكبائر. وأوضح أمين لجنة الفتوى، أن من طرق التخلّص من العادة السرية أشياء مثل: عدم الخلوة بالنفس كثيرًا، غض البصر عن المحرمات، عدم الفكر في مثيرات الشهوة، ملازمة الصحبة الصالحة التي تعين الإنسان على الاستقامة، الإكثار من صوم النوافل؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ". حكم الاستمناء باليد
وقالت دار الإفتاء، إن الاستمناء حرام شرعًا، وهو إخراج المني بغير جماع في اليقظة، وذلك استفراغًا للشهوة، فالمستمني قد ابتغى لشهوته وراء ذلك، ولا يستثنى من حرمة الاستمناء إلا ما كان بيد الزوجة لزوجها وبالعكس، قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ" [المؤمنون: 5 - 7]. وأضافت الإفتاء فى فتوى لها أنه يترتب على الاستمناء ما يلي: استحقاق الإثم بالوقوع في الذنب، ولا فرق في حرمته بين الرجل والمرأة، ووجوب التوبة على من وقع في ذلك، بأن يقلع عن هذه العادة السيئة، ويندم على ما فرط في حق الله تعالى، ويعزم على عدم العودة إليها. وتابعت: حدوث الجنابة بإنزال المني بشهوة، فلابد من الغسل بتعميم الجسد بالماء المطلق بنية رفع الحدث الأكبر للتطهر، لافتةً إلى كون الاستمناء من المفطرات إذا حدث في نهار رمضان، فيجب قضاء اليوم، والتوبة من هذا الذنب، ومن ذنب الإفطار العمد في رمضان.
حكم العادة السرية في رمضان ورد إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، سؤال يقول صاحبه: "ما حكم ممارسة العادة السرية في نهار رمضان"؟ وأجاب الشيخ محمود السيد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن العادة السرية أو ما يعرف شرعا بالاستمناء، وهو تعمد إنزال المني باليد أو تعمد النظر إلى شيء يثير الشهوة، هو أمر محرم لقوله تعالى :"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ". وأشار إلى أن العادة السرية فضلًا عن أضرارها الصحية على الإنسان فهي مُحرمة، منوهًا أن من فعل هذا الأمر يفسد صومه وعليه القضاء. وأضاف، أنه مع فساد الصوم إلا أنه ينبغي على هذا الشخص أن يمسك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات في نهار رمضان مُراعاة لحرمة الشهر الكريم ثم بعد انقضاء الشهر يجب عليه أن يصوم يومًا آخر بدلًا مما أفطر فيه. يذكر أن موقع صدى البلد، يقدم برنامج "فتاوى" يوميًا في شهر رمضان، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.