بعد أن كانت تعاني مصر أزمة في الكهرباء قبل 2014، أصبحت الآن من أولى الدول المصدرة للطاقة والكهرباء وأصبحت مصباح العالم وخاصة القارة الأفريقية. وفي هذا السياق أعلنت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية عن مشروع ضخم "هاضم الحمأة"، لتوليد الكهرباء من مخلفات الصرف الصحي بتكلفة تقترب من 2 مليار جنيه. هاضم الحمأة هاضم الحمأة ووفقا لرئيس شركة الصرف الصحي اللواء محمود نافع: "المشروع ضخم وهدفه تحسين البيئة وتقليل الانبعاثات واستخدام الطاقة البديلة بمحطة التنقية الشرقية". وأضاف نافع أن محطة التنقية الشرقية معنية بتنقية المياه من المخلفات الصلبة ثم إنتاج الكهرباء، موضحا أن لهذا المشروع أثرا بيئيا إيجابيا كبيرا في تقليل الروائح المنبعثة، حيث يجرى تجفيف الحمأة وتوليد طاقة كهربائية منها لتشغيل محطة التنقية الشرقية. وأشار إلى إسناد المشروع للجهاز التنفيذي لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي مع تحالف شركتي سويس والمقاولين العرب بتكلفة تقارب 2 مليار جنيه. هاضم الحمأة الاستفادة من الحمأة ويضم مشروع "هاضم الحمأة"، 4 حواضن كبيرة سعة الواحدة 16 ألف متر مكعب، هذا بالإضافة إلى "تنك" لاستقبال الحمأة وتنك خروج الحمأة، بحسب رئيس شركة الصرف الصحي. وأكد أن المشروع يهدف إلى تعظيم الاستفادة من الحمأة الناتجة، كما يهدف إلى تحسين الوضع البيئي من خلال الحد من التلوث وتقليل الروائح الناتجة من المحطة، بتقليل الحمأة المنتجة من المحطة بنسبة 30% تقريباً واستخدام تجفيف الحمأة المهضومة في أكثر من استخدام بينها توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المحطة. سينتج عن المشروع العديد من التأثيرات الإيجابية لا سيما انخفاض نسبة رواسب مياه الصرف الصحي المنتجة بنسبة تتراوح بين 30 و35 بالمائة، بالإضافة إلى توليد الطاقة التي تتراوح بين 110 آلاف و160 ألف كليووات/ ساعة في اليوم الواحد من الغاز الحيوي، المنتج من خلال معالجة رواسب مياه الصرف الصحي، مما يتيح للمحطة تحقيق اكتفائها الذاتي من الطاقة بنسبة بين 60 و70 بالمائة. ومن جانبه قال الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، إن لدينا مشكلة في إعادة تدوير مياه الصرف الصحي بشكل كبير وتوليد الكهرباء من مياه الصرف الصحي هي فكرة مستحدثة كبيرة ومصر فاقت دول كثيرة في توليد الكهرباء وهناك مصادر كثيرة في مصر لتوليد الكهرباء وهذا المشروع يعني إضافة مصدر جديد لتوليد الكهرباء. هاضم الحمأة على خطى COP 27 وأضاف حسان أن هذا المشروع يتناسب مع آلية مؤتمر COP 27 ونتائجه عن طريق إيجاد مصادر طبيعية لتوليد الكهرباء. ومصر تستفيد استفادتين من هذا المشروع الأولى محلية في تخطي عجز الكهرباء وسيكون هناك وفرة، وحين تصل الإسكندرية لحاجتها من الكهرباء سيكون هناك فائض وهنا تأتي الاستفادة الأخرى الدولية لأن حينها مصر ستصدر الفائض للخارج لأن مصر لديها مشاريع ربط كهربائي مع الدول الأخرى. وتابع حسان هناك 1مليار و200 مليون افريقي في القارة الافريقية من بينهم 600 مليون شخص يعيشون في الظلام لذلك حين يكون لدينا فائض من الكهرباء نصدره للقارة الأفريقية حينها سنساعد في الإنارة للكثير ممن يعيشون في الظلام، كما أن شركة الصرف الصحي في مصر هي شركة الإنقاذ المتوفرة على مستوى الجمهورية. ولفت حسان أن هناك مشكلة في الإسكندرية أن صرف مياه الأمطار في الإسكندرية يكون عن طريق شبكات الصرف وهو ضغط كبير على شبكة الصرف الصحي خاصة أنها محافظة ساحلية لذلك إذا تم استغلال الماء الوفير في شبكة الصرف سيتم انتاج طاقة كبيرة، مضيفا أن الإسكندرية تعاني من سوء البنية التحتية وتهالك المباني، ومصر استغلت أزمة الكهرباء لديها وحولتها من عجز في الكهرباء لوفرة وتصدير لباقي القارة، وأصبحت مصر من أولى الدول المصدرة للطاقة. المشروع ضمن حزمة المشروعات التي دعمت الحكومة المصرية بها منظومة الصرف الصحي بالإسكندرية ضمن خطة طويلة المدى، حيث تواجه منظومة الصرف الصحي بالإسكندرية العديد من التحديات في السنوات الماضية كتقادم الشبكات والمجمعات والمحطات وتوسعات أفقية ورأسية، ونمو عشوائي وتجمعات قروية غير مخططة خلال السنوات الأخيرة حمّلت المنظومة بأحمال إضافية عن القدرات التصميمية، بخلاف أثار التغيرات المناخية من زيادة كثافات الأمطار وارتفاع أمواج البحر التي تمثل عبئا كبيرا يزيد عن القدرات التصميمية للشبكة عدة مرات.