رأت صحيفة "يني تشاغ" التركية المعارضة لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أنه هو الرابح الأساسي في أحداث متنزه جيزيه بارك باسطنبول ولعب بطريقة صحيحة من خلال تصعيد الموقف المتأزم بدلاً من تهدئته. وأضافت الصحيفة أنه كان على أردوغان ان يصعد من الموقف حيث بدأت أسهم بورصة اسطنبول في الهبوط الملحوظ قبل أحداث جيزيه بارك اضافة الى بروز بعض السلبيات الاقتصادية وبالتالي ربط أردوغان الأحداث بما اسماه ب "لوبي الفوائد" لإنقاذ سياسته. وأضافت الصحيفة " أن سياسة الحكومة التركية فشلت في الشأن السوري واتجهت للتصعيد في محاولة للتغطية على هذا الفشل من جانب وتأمين وقوف الناخبين مع اردوغان من جانب اخر، ولكن من ناحية اخرى يجب القول ان فشل المعارضة الذي بات واضحا للجميع اظهر انه لا يوجد بديل لاردوغان" . ويبدو أن حكومة اردوغان يسهل عليها الاختيار بين طريق التصعيد وطريق التهدئة بما يحقق مصالحها ، حيث قامت الحكومة بتهدئة الشارع التركي الذي شعر بالغضب حيال مفاوضات السلام مع الزعيم الانفصالي الكردي عبدالله اوجلان والمسجون بجزيرة ايمرالي ببحر مرمرة منذ القبض عليه في عملية استخباراتية في كينيا في تسعينيات القرن الماضي. نسى الشعب العديد من المواقف السلبية التي تبنتها حكومة العدالة والتنمية اهمها منع الاحتفالات بالمناسبات الوطنية ورفع احرف ج. ت. "الجمهورية التركية" من على الاسم الرسمي للبنك الزراعي وبدأ العمل مجددا على الظهور في لباس المظلوم للحصول على مزيد من الاصوات كما هو الحال قبل الانتخابات البرلمانية عام 2002 لانه يعلم ان الشعب التركي يتعاطف دائما مع المظلوم. واضافت صحيفة يني تشاغ ان احداث جيزيه بارك شتت انتباه المواطن التركي وجعلته ينسى فشل سياسة اردوغان الداخلية والخارجية. وترى الاغلبية العظمى من المحللين السياسيين ان اردوغان هو الرابح من احداث ميدان تقسيم ولكن في نفس الوقت حذر عدد من المحللين الموالين لسياسة اردوغان الحكومة التركية ومنهم الكاتب الصحفي يوسف كابلان في صحيفة يني شفق "الفجر الجديد" الناطقة باسم حزب العدالة والتنمية، حيث اشار كابلان الى ان الامور قد تصل الى مرحلة يصعب فيها السيطرة على تركيا ومن الصعوبة معرفة نتيجة الفوضى واتجاه الاحداث الجارية في البلاد. واكد كابلان انه لا يمكن لتركيا ان تتحمل هذه التطورات حتى موعد الانتخابات ولهذا السبب يجب تمهيد الطريق لتوجيه البلاد لانتخابات مبكرة مع تقديم وعود للشعب باجراء تغييرات هيكلية عميقة على الدستور المدني دون المماطلة في هذا الشأن والا فقد تتجه تركيا الى كارثة لن يستطيع احد ان يخفف من وطأتها على البلاد. ومن جانبه ، ذكر الكاتب الصحفي ايلكر جتلاك المعارض لسياسة اردوغان ان رئيس الوزراء التركي بدأ يثير التفرقة بين السنة والشيعة في اطار مشروع الشرق الاوسط الكبير حتى انه بدأ يتلفظ بجمل من نوعية "قتل 53 سني في بلدة ريحانلي"، مؤكدا ان هذه اللعبة التي تسمى باستراتيجية الصراع من داخل الاسلام تنطوي على مخاطر جمة لانه لا توجد امام اردوغان فرصة اخرى للبقاء في السلطة.