بدء المؤتمر الصحفي لإعلان نتيجة قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة 2026    حزب الغد يتقدم بمقترح لتعديل قوانين الانتخابات الأربعة لرئيس مجلس الشيوخ    تفاصيل اجتماع وزير التموين مع رؤساء مضارب القابضة الغذائية    ميناء دمياط يشهد تصدير 41712 طن بضائع عامة    وفد ياباني يزور مستشفى أبو الريش لدعم وتطير الرعاية الصحية للأطفال    نقيب الزراعيين يطالب بتخصيص عام 2026 للزراعة والأمن الغذائى    فضيحة فساد تهز الاتحاد الأوروبى .. اتهام مسئولين كبار بالتلاعب والاحتيال وتضارب المصالح    مجموعة مصر.. رئيس زيمبابوي يدعم المنتخب ب400 ألف دولار قبل أمم أفريقيا    جلسة منتظرة بين إدارة الزمالك ورموز القلعة البيضاء لهذا السبب    موعد مباراة ريال مدريد و ديبورتيفو ألافيس في الدوري الإسباني    جون سينا يعلن اعتزال المصارعة الحرة WWE بعد مسيرة استمرت 23 عامًا .. فيديو    إصابة 5 أشخاص بتسمم غذائي بمدينة الخصوص في القليوبية    محافظ أسوان يشدد على مسئولى التموين بضرورة متابعة المجمعات وسلاسل الهايبر ماركت    إخماد حريق داخل منزل فى منشأة القناطر دون إصابات    محافظ أسوان يتابع جهود مكافحة مرض السعار ويوجه بتكثيف حملات حماية المواطنين    كاميرات المراقبة أظهرت برائته.. محمد صبحي يخرج عن صمته في أزمة سائق سيارته    فيلم «اصحى يا نايم» ينافس بقوة في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    بعد فيديو محمد صلاح.. أحمد السقا: أموت وأدخل النار أهون من اللي حصل فيا    أمجد الحداد: الإنفلونزا التنفسية الفيروس الأكثر انتشارا حاليا في مصر    وكيل صحة سوهاج ينفي وجود عدوى فيروسية بالمحافظة    ألمانيا.. إحباط هجوم إرهابي على سوق عيد الميلاد واعتقال 5 أشخاص    السفير محمود كارم: التقرير السنوي لحالة حقوق الإنسان يأتي في ظرف إقليمي بالغ التعقيد    إعلان نتائج لجان الحصر السكنى بعدد من المحافظات وفقا لقانون الإيجار القديم    لماذا زار طلاب جامعة بني سويف شركة النصر للكيماويات الوسيطة؟    موعد مباراة بايرن ميونخ وماينز في الدوري الألماني.. والقنوات الناقلة    يرتدي غطاء رأس يعلوه تاج مزدوج.. تفاصيل التمثال الضخم للملك أمنحتب الثالث بعد إعادة نصبه بالأقصر    عبلة سلامة تتصدر التريند بحلقة عمرو يوسف وتوجه رسالة للجمهور    الناشرة فاطمة البودي ضيفة برنامج كلام في الثقافة على قناة الوثائقية.. اليوم    "صحح مفاهيمك".. "أوقاف الفيوم" تنظم ندوة توعوية حول التعصب الرياضي    الإعلام الإسرائيلي يربط حادث إطلاق النار في سيدني بمعاداة السامية    الصحة: لا توصيات بإغلاق المدارس.. و3 أسباب وراء الشعور بشدة أعراض الإنفلونزا هذا العام    ضم الأبناء والزوجة للبطاقة التموينية إلكترونيًا.. خطوة بسيطة لتوسيع الدعم    وزير الكهرباء: التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الجديدة دعامة رئيسية لاستقرار وكفاءة الشبكة الكهربائية    "الغرف التجارية": الشراكة المصرية القطرية نموذج للتكامل الاقتصادي    «متحف الطفل» يستضيف معرضًا فنيًا عن رحلة العائلة المقدسة في مصر    "الفني للمسرح" يحصد أربع جوائز عن عرض "يمين في أول شمال" بمهرجان المنيا الدولي للمسرح    حكم الوضوء بماء المطر وفضيلته.. الإفتاء تجيب    امين الفتوى يجيب أبونا مقاطعنا واحتا مقاطعينه.. ما حكم الشرع؟    فليك: بيدري لاعب مذهل.. ولا أفكر في المنافسين    أرتيتا: إصابة وايت غير مطمئنة.. وخاطرنا بمشاركة ساليبا    وزارة التضامن تقر قيد 5 جمعيات في محافظتي الإسكندرية والقاهرة    مصطفى مدبولي: صحة المواطن تحظى بأولوية قصوى لدى الحكومة    نظر محاكمة 86 متهما بقضية خلية النزهة اليوم    جوتيريش يحذر: استهداف قوات حفظ السلام في جنوب كردفان قد يُصنَّف جريمة حرب    السيطرة على حريق نشب بسيارة نقل ثقيل أعلى الطريق الدائري ببهتيم القليوبية    الرياضية: جناح النصر لا يحتاج جراحة    لماذا لم يعلن "يمامة" ترشحه على رئاسة حزب الوفد حتى الآن؟    المديريات التعليمية تبدأ إعلان جداول امتحانات نصف العام    الداخلية تنفى وجود تجمعات بعدد من المحافظات.. وتؤكد: فبركة إخوانية بصور قديمة    وزيرا خارجية مصر ومالي يبحثان تطورات الأوضاع في منطقة الساحل    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 14ديسمبر 2025 فى المنيا    الصحة: تقديم 19.2 مليون خدمة طبية بالمنشآت الطبية في محافظة القاهرة    إعلام إسرائيلى : إيطاليا أعربت عن استعدادها للمشاركة فى قوة الاستقرار بغزة    اليوم..«الداخلية» تعلن نتيجة دفعة جديدة لكلية الشرطة    الشرطة الأمريكية تفتش جامعة براون بعد مقتل 2 وإصابة 8 في إطلاق نار    إسلام عيسى: على ماهر أفضل من حلمى طولان ولو كان مدربا للمنتخب لتغيرت النتائج    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة الجمعة في الحرمين الشريفين.. مقبلون على شهر كريم وموسم للطاعات والأعمال الصالحة .. رمضان تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران.. عبادة الله أشرف المقامات التى يحظى بها الإنسان
نشر في صدى البلد يوم 01 - 04 - 2022


خطيب المسجد الحرام:
* إننا نفرح برمضان لما فيه من أسباب الفوز بالجنان والنجاة من النيران
* غاية خلق الإنسان أن يعبد خالقه
* عبادة الله أشرف المقامات وأسمى المبتغيات نعت بها الملائكة المقربين
* أنزل الله كتبه وبعث أنبياءه ورسله من أجل تحقيق العبودية
* العبادة تعظم بحسب زمانها ومكانها
خطيب المسجد النبوي:
* نزل بكم شهر الخيرات يعظم فيه العمل الصالح وتضاعف الحسنات ويتجاوز عن الكبائر
* تعالوا إلى سعادتكم الأبدية أجيبوا ربكم إلى ما خلقتم له افتحوا قلوبكم لنداء الله
* النبي كان يبشر أصحابه برمضان ويحثهم على العمل فيه
تناولت خطبتا الجمعة من المسجدين الحرام والنبوي، الحديث عن شهر رمضان باعتباره موسم للعبادات عظيم ، إنه شهر الصلاة والصيام والقرآن ، شهر الجود والبر والإحسان ، وهو نفحة من نفحات الرب على عباده ، يفيض فيه من رحمته وعفوه ، وجوده وكرمه ، وفيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، وتصفد مردة الجان ، وينادي منادي الله ، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
ومن مكة المكرمة ، قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى قد فطر بني آدم على عبادته، لذا ينبغي تقوى الله عز وجل في السر والعلن وعدم الاغترار بالدنيا.
فطر بني آدم على عبادته
وأوضح «المعقيلي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن غاية خلق الإنسان أن يعبد خالقه جل جلاله ، وعلى مدار العبادة ينبغي أن تقوم حياة العبد كلها ، « قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ».
واستشهد في أنه تعالى قد فطر بني آدم على عبادته، بقوله تعالى : « وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا»، فعبادة الله تعالى أشرف المقامات ، وأسمى المبتغيات ، نعت بها الملائكة المقربين « وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُوْنَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبّحُونَ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ»، وقال عز شأنه عن أنبيائه ورسله: « وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الأَيْدِى وَلأَبْصَارِ».
وأضاف أنه تعالى شرف نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية ، وهو في أعلى مقامات الأصفياء ، وقد أسري به إلى بيت المقدس ، وعرج به إلى السماء ، فقال: « سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا».
من أجل تحقيق العبودية
ونبه إلى أنه من أجل تحقيق العبودية ، أنزل الله كتبه ، وبعث أنبياءه ورسله ، مبشرين ومنذرين ، ليخرجوا الناس من ظلمات الجهل ، إلى نور هذا الدين ، فأكمل الخلق وأفضلهم ، وأقربهم إلى الله وأحبهم ، هم أهداهم وأتمهم عبودية ، فربنا عز شأنه ، يحب عباده المتقين ، وهو غني عنهم ، فلا تنفعه عبادة الطائعين ، ولا تضره معصية العاصين .
ودلل بما جاء ففي صحيح مسلم ، يقول الله عز وجل ، في الحديث القدسي : «يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوْا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا .... يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ».
العبادة تعظم بحسب زمانها ومكانها
وأشار إلى أن العبادة تعظم ، بحسب زمانها ومكانها ، وها نحن مقبلون على شهر كريم ، وموسم للعبادات عظيم ، إنه شهر الصلاة والصيام والقرآن ، شهر الجود والبر والإحسان ، وهو نفحة من نفحات الرب على عباده ، يفيض فيه من رحمته وعفوه ، وجوده وكرمه ، وفيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، وتصفد مردة الجان ، وينادي منادي الله ، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
وأكد أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام مع إمامه في صلاة التراويح ، حتى ينصرف الإمام منها ، كتب له قيام ليلة، وللصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولكل مسلم في رمضان ، في كل يوم وليلة ، دعوة مستجابة ، فهنيئا لمغتنم أيام رمضان ولياليه .
ولفت إلى كم من أناس صاموا معنا رمضان الماضي ، أكلوا فيه وشربوا ، ولبسوا الجديد وتنعموا ، ثم حل بهم الأجل ، فداهمهم هادم اللذات ، وقاطع الشهوات ، ففارقوا الأحباب ، وتوسدوا التراب ، ونحن كذلك سائرون على الأثر ، ولو سلم من الموت أحد ، لسلم منه سيد البشر، « وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْن مّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ».
بلوغ رمضان نعمة
وتابع: فنسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان ، فبلوغ شهر رمضان نعمة جليلة ، وفضل من الله تعالى عظيم ، حتى إن العبد بصيام رمضان وقيامه ، يسبق بالأجر الشهيد الذي لم يدرك رمضان ، فلذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا جاء رمضان ، يبشر أصحابه ، فرحا بقدومه.
واستند لما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيْهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»، رَوَاهُ أَحْمَدُ، «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ».
نفرح برمضان لأسباب
وأفاد أننا نفرح برمضان ؛ لما فيه من أسباب الفوز بالجنان ، والنجاة من النيران ، نفرح برمضان ؛ لأنه شهر مدارسة القرآن ، والتعلق به علما وعملا ، تلاوة وتدبرا ، فما سعدت القلوب ولا ابتهجت ، ولا اطمأنت وسكنت ، بمثل ذكر الله وطاعته وعبادته ، « الَّذِيْنَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ونبينا صلى الله عليه وسلم ، كان يدارس جبريل القرآن ، في كل ليلة من ليالي رمضان .
واستدل بما في الصحيحين ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ"، لذلك كان السلف الكرام، يكثرون من ختم القرآن ، فإذا جاء رمضان ، زادوا في الختمات لشرف الزمان ، فشهر رمضان ، شهر التلاوة والتدبر، والقراءة والتفكر ، بمدارسة آي الفرقان ، وفهم كلام الرحمن ، آناء الليل وأطراف النهار ، فالسعادة والطمأنينة ، في تعظيم كتاب الله وتلاوته، والرجوع إليه واتباع هديه ، والشقاء في الإعراض عنه وهجره.
وحذر من الذنوب والمعاصي فهي تقسي القلب ، وتصرف صاحبها عن أبواب الخير، فلنقدم بين يدي رمضان ، توبة صادقة ، فباب التوبة مفتوح ، وفضل الرب يغدو ويروح ، يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل ، ومن رحمته ينادي عباده فيقول : « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
إذا كانت الإساءة منا كثيرة
وواصل: فإن كانت الإساءة منا كثيرة ، فعفو الله أكثر ، وإن كان الزلل منا عظيما ، فمغفرته جل جلاله أعظم ، وإن كثرت منا الخطايا، فرحمته أوسع، وفي سنن الترمذي : يقول الرب جل جلاله في الحديث القدسي : «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».
وبين أن من خير ما نستقبل به رمضان ، تنقية النفوس من الشحناء ، والكراهية والبغضاء ، فرمضان ، موسم للصفح والعفو ، وربنا تبارك وتعالى عفو يحب العفو ، ويحب أهل العفو ، فمن أراد أن يعفو الله عنه ، فليعف عن خلقه ، ومن أحب أن يتجاوز الله عنه، فليتجاوز عن عباده ، فمن عامل الخلق باليسر والمسامحة ، عامله الخالق بمثل ذلك في الدنيا والآخرة ، والعفو في حق الأقربين آكد، لما تقتضيه القرابة من المخالطة ، وما يتبع ذلك من حصول الإساءة .
شهر الصيام
وأوضح إن شهر الصيام ، شهر العتق من النيران، من دار الذل والهوان ، فلله تبارك وتعالى عتقاء من النار ، في كل يوم وليلة من رمضان ، فلنجتهد ما استطعنا ، في إعتاق رقابنا ، ولنر الكريم المنان من أنفسنا خيرا ، بالتقرب إليه بأنواع الطاعات ، من الفرائض والمستحبات ، فالمحروم من حرم المغفرة في رمضان ، ففي سنن الترمذي: قَاْلَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ».
وواصل : أي: التصق أنفه بالتراب، كناية عن الخسارة والهوان، وأما ثواب الصائمين، فذاك أمر مرده إلى الكريم، وقد وعد سبحانه، أن يوفى الصابرون أجرهم يوم القيامة بغير حساب، فالصيام من أعظم أنواع الصبر، ولا يعلم إلا الله، مقدار ثوابه ومضاعفة حسناته، ففي الصحيحين: قال الله عز وجل في الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِيْ وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».
وذكر أن شهر رمضان شهر لتزكية النفوس وتربيتها ، وهو ميدان للاجتهاد في الطاعات، وتحصيل المحاسن والخيرات ، والبعد عن المعاصي ومساوئ العادات، فلا يصح أن يتخذ الصيام، ذريعة للتقصير في العمل، أو أن يكون ذريعة للتراخي والكسل، وحري بالمؤمن أن يستحضر ثواب النية الصالحة، واحتساب الأجر على الله، وكل في ميدانه.
وأردف: فالطلاب والطالبات، والمعلمون والمعلمات، في تحصيل العلم ونشره، ومنسوبو القطاع الصحي، في حفظ البدن ووقايته، ورجال أمننا في المحافظة على الأمن، والمرابطون في دفاعهم عن الوطن، وكل من كلف بواجب ، فعليه أداؤه بصدق ونزاهة، وإخلاص وأمانة، وذلك يدخل في معنى التقوى، التي هي غاية الصيام وحكمته، « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون»، وحري بالآباء والأمهات، والمربين والمربيات، أن يغرسوا المفاهيم السليمة الصحيحة، في نفوس أبنائنا وبناتنا، لنخرج جيلا صالحا، محبا للخير وأهله، نافعا لوطنه وأمته .
ومن المدينة المنورة، قال الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف : أيها الناس هلموا إلى النجاة ، أقبلوا إلى الفلاح اسلكوا الصراط المستقيم الذي ينتظم مصالح الحياة الدنيا ويرفع سالكه في الآخرة جنات النعيم.
تعالوا إلى سعادتكم الأبدية
وأضاف «الحذيفي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة : تعالوا إلى سعادتكم الأبدية ، أجيبوا ربكم إلى ما خلقتم له افتحوا قلوبكم لنداء الله سبحانه، مستشهدًا بما قال تعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ».
وأوصى المسلمين بتقوى الله عزوجل بمعرفة حقوقه والقيام بها وتزكية الأنفس بالأوامر امتثالاً وبالمنهيات بعداً وبغضاً لها وهجراً ، فالتقوى ضمان لرضوان الله عز وجل وللجنات ، وأمان من غضب الله ومن الفساد والعقوبات، منوهًا بأن ما فرض الله علينا من العبادات وما نهانا عنه من المحرمات هو بعض حقوق الله علينا .
وتابع: لأن حق الله على العباد أن يذكر فلا ينسى وأن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يحب أعظم من حب النفس والمال والأهل والولد وأن يقدم حبه على حب كل شيء وأن يتذلل له العبد ويخضع ، فالرب هو المستحق للعبادات لذاته لما اتصف من صفات الجلال والكمال والعظمة والكبرياء والرحمة والقدرة على كل شيء .
النبي كان يبشر أصحابه برمضان
وشدد على ضرورة تقوى الله بالإكثار من الحسنات والبعد عن السيئات في هذا الشهر الكريم ، فقد نزل بكم شهر الخيرات يعظم الله فيه العمل الصالح ويضاعف فيه الحسنات ويتجاوز عن الكبائر والموبقات ، كتب الله صيامه وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه فهو أفضل الشهور .
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه برمضان ويحثهم على العمل فيه ومن فّطر فيه صائماً فله مثل أجره وهو شهر جمع الله فيه العبادات الصلاة والزكاة لمن زكى فيه والعمرة فيه تعدل حجة وكثرة التلاوة والذكر والإحسان وبر الوالدين والصدقات فاستكثروا فيه من الخير واستقبلوه ياعباد الله بالتوبة من كل ذنب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.