أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025    هيئة «الرقابة المالية» تستهدف إطلاق سوق المشتقات في مصر خلال 2026    وزير البترول يبحث مع شركات التعدين الأسترالية فرص الاستثمار في مصر    حماس تجدد التزامها باتفاق الهدنة: حريصون على إنجاحه وتنفيذه على أرض الواقع    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي شغل سلسة من المناصب في "حزب الله"    شجرة وحيدة ناجية.. مستوطنون يبيدون حقل زيتون بالضفة    حجازي يتصدر تشكيل نيوم لمواجهة الخليج في الدوري السعودي    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 107 مليون جنيه خلال أسبوع    مصرع 4 تجار مخدرات وأسلحة وضبط آخرين بحوزتهم مواد مخدرة بقيمة 76 مليون جنيه بالغربية والشرقية    البابا تواضروس: أدعوكم أن تتعرفوا على بلادنا مصر بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة    مفتي الجمهورية يؤدي صلاة الجمعة في العاصمة الماليزية برفقة رئيس الوزراء    وزير الدفاع والفريق أحمد خليفة يلتقيان رئيس أركان القوات البرية الباكستانية    "حماس" تسلّم جثتي إسرائيليين مساء اليوم    بيسكوف: العقوبات الأمريكية ستكون بلا جدوى كسابقاتها    مستقبل وطن ينظم مؤتمرات حاشدة لتشجيع المواطنين على المشاركة في انتخابات النواب| فيديو    الوداد المغربي يتعاقد مع حكيم زياش    الغزاوي: واثق في وعي الجمعية العمومية ومشاركة الأعضاء يوم 31 أكتوبر واجب تجاه تاريخ الأهلي    تفاصيل مشاركة وزير الشئون النيابية في منتدى البرلمانيين العربي الآسيوي    خبير: مصر نجحت في تعزيز موقعها داخل السوق الأوروبي ب «الصادرات الزراعية»    بالأسماء، إصابة 4 أشخاص في تصادم سيارتين ملاكي على طريق المنصورة جمصة    لأول مرة مهرجان الموسيقى العربية يعزز نجاحه المحلي وينطلق دوليًا بثلاث حفلات لنجوم الطرب المصري في الإمارات    منة هيكل: جناح توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير تجربة فريدة    من التمر إلى الزيتون.. رحلة النباتات المباركة بين العلم والإيمان    "الصحة" تعلن محاور المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    فى اليوم العالمي، ماهو شلل الأطفال وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه    في جولة ليلية مفاجئة، نائب وزير الصحة يحيل مدير مستشفى حلوان العام للتحقيق    مؤتمر سلوت عن الخطأ الصغير وحاجة كيركيز وجاكبو لتواصل أفضل    آس: رافينيا خارج الكلاسيكو ومدة غيابه تمتد لشهر    محمد وهبي - مُعلم خجول أصبح بطلا للعالم.. ورحلة خاصة ل فهم اللعبة واكتشاف المواهب    ترامب: لن نطلب موافقة الكونجرس لشن هجمات على عصابات المخدرات    الجدل يتجدد في أمريكا حول إلغاء التوقيت الصيفي واعتماد توقيت دائم    أمن القاهرة يوجه ضربات حاسمة لعصابات السرقة    "الداخلية" ضبط 13 شركة ببني سويف للنصب علي راغبي السفر إلي الخارج    انطلاق القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء المصرية إلى شمال سيناء    جمارك مطار أسيوط تضبط تهريب كمية من مستحضرات التجميل    جذوره تعود لآل البيت.. من هو إبراهيم الدسوقي بعد تعليق الدراسة أسبوعًا بسبب مولده؟    من العدم إلى الخلود.. الداعية مصطفى حسني من جامعة القاهرة: الإنسان يمر ب4 مراحل (تفاصيل)    بينها «مؤتمر الذكاء الاصطناعي واجتماع فولبرايت».. الحصاد الأسبوعي للتعليم العالي (تفاصيل)    عالم أزهري: أكثر اسمين من أسماء الله الحسنى تكرارًا في القرآن هما الرحمن والرحيم    الأمم المتحدة: 30 مليون سوداني بحاجة عاجلة للمساعدات    إصابة شاب في تصادم سيارة بسور استراحة محافظ مطروح    إعدام 187 كيلو مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك خلال حملات تموينية في أسوان    وزيرة التنمية المحلية: إزالة أدوار مخالفة في حي الزيتون بالقاهرة واتخاذ إجراءات قانونية حازمة تجاه المخالفين    أوسكار رويز يطير للإمارات 4 نوفمبر لحضور مباريات السوبر المصرى    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. وحكم الاستماع إليها من الهاتف    سر ساعة الإجابة يوم الجمعة وفضل الدعاء في هذا الوقت المبارك    أفضل الأدعية والأذكار المستحبة في يوم الجمعة وفضائل هذا اليوم المبارك    الوزير: افتتاح مصنع جديد في صناعة الضفائر الكهربائية للمركبات قريبا    بعثات أثرية فرنسية وإيطالية تواصل أعمالها فى مناطق آثار الفيوم    أبراج تشارك حياتها الخاصة مع متابعيها على السوشيال ميديا.. أبرزهم برج الحمل    مجلة فوربس: رئيس الرعاية الصحية ضمن أبرز 10 قادة حكوميين بالشرق الأوسط لعام 2025    خطة مانشستر يونايتد لضم نجم نوتنجهام فورست    فردوس عبدالحميد: كنت خجولة طول عمري والقدر قادني لدخول عالم التمثيل    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    بعد «أقدم ممر فى التاريخ» و«موكب المومياوات».. مصر تستعد لإبهار العالم مجددًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير    مهند في ورطة، بيان من محامي شقيقة كيفانش تاتليتوج بعد ضجة أنباء اعتقالها بتركيا    المشهراوي: لا بد من إطلاق إعمار غزة سريعًا لتثبيت صمود الشعب    وكيل صحة الفيوم تفتتح أول قسم للعلاج الطبيعي بمركز يوسف الصديق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة الجمعة في الحرمين الشريفين.. مقبلون على شهر كريم وموسم للطاعات والأعمال الصالحة .. رمضان تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران.. عبادة الله أشرف المقامات التى يحظى بها الإنسان
نشر في صدى البلد يوم 01 - 04 - 2022


خطيب المسجد الحرام:
* إننا نفرح برمضان لما فيه من أسباب الفوز بالجنان والنجاة من النيران
* غاية خلق الإنسان أن يعبد خالقه
* عبادة الله أشرف المقامات وأسمى المبتغيات نعت بها الملائكة المقربين
* أنزل الله كتبه وبعث أنبياءه ورسله من أجل تحقيق العبودية
* العبادة تعظم بحسب زمانها ومكانها
خطيب المسجد النبوي:
* نزل بكم شهر الخيرات يعظم فيه العمل الصالح وتضاعف الحسنات ويتجاوز عن الكبائر
* تعالوا إلى سعادتكم الأبدية أجيبوا ربكم إلى ما خلقتم له افتحوا قلوبكم لنداء الله
* النبي كان يبشر أصحابه برمضان ويحثهم على العمل فيه
تناولت خطبتا الجمعة من المسجدين الحرام والنبوي، الحديث عن شهر رمضان باعتباره موسم للعبادات عظيم ، إنه شهر الصلاة والصيام والقرآن ، شهر الجود والبر والإحسان ، وهو نفحة من نفحات الرب على عباده ، يفيض فيه من رحمته وعفوه ، وجوده وكرمه ، وفيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، وتصفد مردة الجان ، وينادي منادي الله ، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
ومن مكة المكرمة ، قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى قد فطر بني آدم على عبادته، لذا ينبغي تقوى الله عز وجل في السر والعلن وعدم الاغترار بالدنيا.
فطر بني آدم على عبادته
وأوضح «المعقيلي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن غاية خلق الإنسان أن يعبد خالقه جل جلاله ، وعلى مدار العبادة ينبغي أن تقوم حياة العبد كلها ، « قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ».
واستشهد في أنه تعالى قد فطر بني آدم على عبادته، بقوله تعالى : « وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا»، فعبادة الله تعالى أشرف المقامات ، وأسمى المبتغيات ، نعت بها الملائكة المقربين « وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُوْنَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبّحُونَ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ»، وقال عز شأنه عن أنبيائه ورسله: « وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الأَيْدِى وَلأَبْصَارِ».
وأضاف أنه تعالى شرف نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية ، وهو في أعلى مقامات الأصفياء ، وقد أسري به إلى بيت المقدس ، وعرج به إلى السماء ، فقال: « سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا».
من أجل تحقيق العبودية
ونبه إلى أنه من أجل تحقيق العبودية ، أنزل الله كتبه ، وبعث أنبياءه ورسله ، مبشرين ومنذرين ، ليخرجوا الناس من ظلمات الجهل ، إلى نور هذا الدين ، فأكمل الخلق وأفضلهم ، وأقربهم إلى الله وأحبهم ، هم أهداهم وأتمهم عبودية ، فربنا عز شأنه ، يحب عباده المتقين ، وهو غني عنهم ، فلا تنفعه عبادة الطائعين ، ولا تضره معصية العاصين .
ودلل بما جاء ففي صحيح مسلم ، يقول الله عز وجل ، في الحديث القدسي : «يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوْا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا .... يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ».
العبادة تعظم بحسب زمانها ومكانها
وأشار إلى أن العبادة تعظم ، بحسب زمانها ومكانها ، وها نحن مقبلون على شهر كريم ، وموسم للعبادات عظيم ، إنه شهر الصلاة والصيام والقرآن ، شهر الجود والبر والإحسان ، وهو نفحة من نفحات الرب على عباده ، يفيض فيه من رحمته وعفوه ، وجوده وكرمه ، وفيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النيران ، وتصفد مردة الجان ، وينادي منادي الله ، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
وأكد أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام مع إمامه في صلاة التراويح ، حتى ينصرف الإمام منها ، كتب له قيام ليلة، وللصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولكل مسلم في رمضان ، في كل يوم وليلة ، دعوة مستجابة ، فهنيئا لمغتنم أيام رمضان ولياليه .
ولفت إلى كم من أناس صاموا معنا رمضان الماضي ، أكلوا فيه وشربوا ، ولبسوا الجديد وتنعموا ، ثم حل بهم الأجل ، فداهمهم هادم اللذات ، وقاطع الشهوات ، ففارقوا الأحباب ، وتوسدوا التراب ، ونحن كذلك سائرون على الأثر ، ولو سلم من الموت أحد ، لسلم منه سيد البشر، « وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْن مّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ».
بلوغ رمضان نعمة
وتابع: فنسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان ، فبلوغ شهر رمضان نعمة جليلة ، وفضل من الله تعالى عظيم ، حتى إن العبد بصيام رمضان وقيامه ، يسبق بالأجر الشهيد الذي لم يدرك رمضان ، فلذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا جاء رمضان ، يبشر أصحابه ، فرحا بقدومه.
واستند لما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيْهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»، رَوَاهُ أَحْمَدُ، «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ».
نفرح برمضان لأسباب
وأفاد أننا نفرح برمضان ؛ لما فيه من أسباب الفوز بالجنان ، والنجاة من النيران ، نفرح برمضان ؛ لأنه شهر مدارسة القرآن ، والتعلق به علما وعملا ، تلاوة وتدبرا ، فما سعدت القلوب ولا ابتهجت ، ولا اطمأنت وسكنت ، بمثل ذكر الله وطاعته وعبادته ، « الَّذِيْنَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ونبينا صلى الله عليه وسلم ، كان يدارس جبريل القرآن ، في كل ليلة من ليالي رمضان .
واستدل بما في الصحيحين ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ"، لذلك كان السلف الكرام، يكثرون من ختم القرآن ، فإذا جاء رمضان ، زادوا في الختمات لشرف الزمان ، فشهر رمضان ، شهر التلاوة والتدبر، والقراءة والتفكر ، بمدارسة آي الفرقان ، وفهم كلام الرحمن ، آناء الليل وأطراف النهار ، فالسعادة والطمأنينة ، في تعظيم كتاب الله وتلاوته، والرجوع إليه واتباع هديه ، والشقاء في الإعراض عنه وهجره.
وحذر من الذنوب والمعاصي فهي تقسي القلب ، وتصرف صاحبها عن أبواب الخير، فلنقدم بين يدي رمضان ، توبة صادقة ، فباب التوبة مفتوح ، وفضل الرب يغدو ويروح ، يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل ، ومن رحمته ينادي عباده فيقول : « قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
إذا كانت الإساءة منا كثيرة
وواصل: فإن كانت الإساءة منا كثيرة ، فعفو الله أكثر ، وإن كان الزلل منا عظيما ، فمغفرته جل جلاله أعظم ، وإن كثرت منا الخطايا، فرحمته أوسع، وفي سنن الترمذي : يقول الرب جل جلاله في الحديث القدسي : «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».
وبين أن من خير ما نستقبل به رمضان ، تنقية النفوس من الشحناء ، والكراهية والبغضاء ، فرمضان ، موسم للصفح والعفو ، وربنا تبارك وتعالى عفو يحب العفو ، ويحب أهل العفو ، فمن أراد أن يعفو الله عنه ، فليعف عن خلقه ، ومن أحب أن يتجاوز الله عنه، فليتجاوز عن عباده ، فمن عامل الخلق باليسر والمسامحة ، عامله الخالق بمثل ذلك في الدنيا والآخرة ، والعفو في حق الأقربين آكد، لما تقتضيه القرابة من المخالطة ، وما يتبع ذلك من حصول الإساءة .
شهر الصيام
وأوضح إن شهر الصيام ، شهر العتق من النيران، من دار الذل والهوان ، فلله تبارك وتعالى عتقاء من النار ، في كل يوم وليلة من رمضان ، فلنجتهد ما استطعنا ، في إعتاق رقابنا ، ولنر الكريم المنان من أنفسنا خيرا ، بالتقرب إليه بأنواع الطاعات ، من الفرائض والمستحبات ، فالمحروم من حرم المغفرة في رمضان ، ففي سنن الترمذي: قَاْلَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ».
وواصل : أي: التصق أنفه بالتراب، كناية عن الخسارة والهوان، وأما ثواب الصائمين، فذاك أمر مرده إلى الكريم، وقد وعد سبحانه، أن يوفى الصابرون أجرهم يوم القيامة بغير حساب، فالصيام من أعظم أنواع الصبر، ولا يعلم إلا الله، مقدار ثوابه ومضاعفة حسناته، ففي الصحيحين: قال الله عز وجل في الحديث القدسي: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِيْ وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».
وذكر أن شهر رمضان شهر لتزكية النفوس وتربيتها ، وهو ميدان للاجتهاد في الطاعات، وتحصيل المحاسن والخيرات ، والبعد عن المعاصي ومساوئ العادات، فلا يصح أن يتخذ الصيام، ذريعة للتقصير في العمل، أو أن يكون ذريعة للتراخي والكسل، وحري بالمؤمن أن يستحضر ثواب النية الصالحة، واحتساب الأجر على الله، وكل في ميدانه.
وأردف: فالطلاب والطالبات، والمعلمون والمعلمات، في تحصيل العلم ونشره، ومنسوبو القطاع الصحي، في حفظ البدن ووقايته، ورجال أمننا في المحافظة على الأمن، والمرابطون في دفاعهم عن الوطن، وكل من كلف بواجب ، فعليه أداؤه بصدق ونزاهة، وإخلاص وأمانة، وذلك يدخل في معنى التقوى، التي هي غاية الصيام وحكمته، « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون»، وحري بالآباء والأمهات، والمربين والمربيات، أن يغرسوا المفاهيم السليمة الصحيحة، في نفوس أبنائنا وبناتنا، لنخرج جيلا صالحا، محبا للخير وأهله، نافعا لوطنه وأمته .
ومن المدينة المنورة، قال الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف : أيها الناس هلموا إلى النجاة ، أقبلوا إلى الفلاح اسلكوا الصراط المستقيم الذي ينتظم مصالح الحياة الدنيا ويرفع سالكه في الآخرة جنات النعيم.
تعالوا إلى سعادتكم الأبدية
وأضاف «الحذيفي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة : تعالوا إلى سعادتكم الأبدية ، أجيبوا ربكم إلى ما خلقتم له افتحوا قلوبكم لنداء الله سبحانه، مستشهدًا بما قال تعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ».
وأوصى المسلمين بتقوى الله عزوجل بمعرفة حقوقه والقيام بها وتزكية الأنفس بالأوامر امتثالاً وبالمنهيات بعداً وبغضاً لها وهجراً ، فالتقوى ضمان لرضوان الله عز وجل وللجنات ، وأمان من غضب الله ومن الفساد والعقوبات، منوهًا بأن ما فرض الله علينا من العبادات وما نهانا عنه من المحرمات هو بعض حقوق الله علينا .
وتابع: لأن حق الله على العباد أن يذكر فلا ينسى وأن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يحب أعظم من حب النفس والمال والأهل والولد وأن يقدم حبه على حب كل شيء وأن يتذلل له العبد ويخضع ، فالرب هو المستحق للعبادات لذاته لما اتصف من صفات الجلال والكمال والعظمة والكبرياء والرحمة والقدرة على كل شيء .
النبي كان يبشر أصحابه برمضان
وشدد على ضرورة تقوى الله بالإكثار من الحسنات والبعد عن السيئات في هذا الشهر الكريم ، فقد نزل بكم شهر الخيرات يعظم الله فيه العمل الصالح ويضاعف فيه الحسنات ويتجاوز عن الكبائر والموبقات ، كتب الله صيامه وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه فهو أفضل الشهور .
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه برمضان ويحثهم على العمل فيه ومن فّطر فيه صائماً فله مثل أجره وهو شهر جمع الله فيه العبادات الصلاة والزكاة لمن زكى فيه والعمرة فيه تعدل حجة وكثرة التلاوة والذكر والإحسان وبر الوالدين والصدقات فاستكثروا فيه من الخير واستقبلوه ياعباد الله بالتوبة من كل ذنب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.