* السلطات الايرانية استعدت لقمع الشعب وعدم تكرار سيناريو انتخابات 2009 *مجلس صانة الدستور أقصى 678 مرشح لضمان فوز المتشددين بالرئاسة *خامنئي يخشى من هبوب الربيع العربي على ايران إذا فاز المعتدلون بالانتخابات وضعت السلطات الإيرانية اللمسات النهائية على الانتخابات الرئاسية، التي ستبدأ غداً الجمعة، وبدأ الصمت الانتخابي يفرض نفسه على جميع المرشحين في أهم انتخابات في تاريخ البلاد، ويتنافس فيها سبعة مرشحين بعد انسحاب محمد عارف رضائي، ويمثلون جناحي الصراع على السلطة المحافظين والإصلاحيين. وتأتي الانتخابات الإيرانية في وقت صعب للغاية حيث توجد العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، أبرزها أزمة الملف النووي والحصار الاقتصادي الغربي والذي أدى لتدهور الاقتصاد وانهيار العملة، ونسبة بطالة عالية وتضخم خرج عن السيطرة. فضلاً عن الأزمات الخارجية التي تورطت فيها طهران ومنها الحرب الأهلية في سوريا، وسط صراعات خارجية متعددة، وموقف حزب الله في لبنان إضافة إلى العلاقات بدول الخليج. ويعد إصلاح الاقتصاد المتدهور أحد أبرز التحديات الرئيس القادم، وتتضمن برامج المرحين جميعًا أفكار وأحلام بإصلاح الموقف. إلا أن تلك الانتخابات توصف بأنها انتخابات نووية بامتياز، حيث يسيطر على البرامج أيضًا استكمال المشروعات النووية الإيرانية وعدم التخلي عنها، ومازالت إيران تؤكد أن برامجها النووية سلمية ولا تهدف للحصول على أسلحة الدمار الشامل. ويعد حسن روحاني رجل الدين والسياسية وكبير المفاوضين النوويين، وشغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي الأعلى خلال حكم خاتمي، ، أبرز مرشحي المعسكر الإصلاحي ويحظى بدعم كبيرة من الرئيسين الإصلاحيين الأسبقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. وزادت فرص روحاني عقب انسحاب الإصلاح الآخر "محمد عارف رضائي" نائب الرئيس الأسبق محمد خاتمي، ليفسح المجال للإصطلاحين لتوحيد صفوفهم، في مواجهة التيار المحافظ القوي. بينما يضم معسكر المحافظين العديد من الأسماء المهمة والبارزة التي أيضًا منها سعيد جليلي، المفاوض السابق حول الملف النووي الإيراني، والذي رفع شعار "لا تسوية ولا استسلام". ويضم التيار المحافظ أيضاً "علي أكبر ولايتي" وزير الخارجية السابق، وأحد مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي للعلاقات الخارجية. ويحظى ولاياتي بدعم قيادات دينية بارزة خاصة في مدينة قم التاريخية، ومعقل الفكر الشيعي، والتي يوجد بها أقوى رجال الدين في البلاد. بدوره دعا المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الإيرانيين إلى مشاركة واسعة في الانتخابات الإيرانية، فيما انطلقت دعوات من أجل انسحاب مرشحين في تيار المحافظين، لتعزيز فرص فوزهم وقطع الطريق أمام فوز المرشح الوحيد للإصلاحيين. وشهدت الانتخابات الإيرانية، العديد من المحطات المهمة، حيث ترشح لها نحو 686 مرشحاً من بينهم 12 امرأة، وقام مجلس صيانة الدستور الذي يعد أعلى سلطة دينية ودستورية في البلاد، ويترأسه المرشد الأعلى خامنئي باستبعاد 678 مرشحًا. وأثار القرار استياء شعبياً كبيرًا خاصة أنه تم استبعاد الرئيس الأسبق والشخصية الإصلاحية صاحبة الشعبية الجارفة "أكبر هاشمي رفسنجاني"، إضافة إلى "اسفنديار مشائي" المرشح المحافظ والمقرب من الرئيس أحمدي نجاد وصهره في الوقت ذاته. ويخشى التيار المحافظ في إيران من تكرار سيناريو انتخابات 2009، حيث اندلعت موجة احتجاجات عارمة في البلاد بعد هزيمة مرشحي التيار الإصلاحي وفوز الرئيس أحمدي نجاد، واندلعت مواجهات دامية في أنحاء إيران وسقط عشرات الضحايا وتم اعتقال المئات، حتى هدأت الأوضاع. لكن هذه المرة مع اشتعال ثورات الربيع العربي في المنطقة ستكون تكلفة احتجاجات شعبية عقب النتيجة مكلفة للغاية للنظام الحالي، وربما تؤدي إلى عبور رياح الربيع العربي من سوريا إلى ايران.