حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وليد مراد يكشف لصدى البلد سر الهبوط المبهر.. ويؤكد: رحلة مطار هيثرو توجت مسيرتي ب"جائزة السماء".. والأهم رفع اسم مصر للطيران عالميًا


الطيار وليد مراد في حوار خاص:
* التدريب بالنسبة لنا خط أحمر.. وكورونا لم تؤثر على أداء الطيارين
* يحسب للرئيس السيسي أنه لم يستغني عن أي طيار خلال أزمة كورونا
* أحداث يناير 2011 كانت الوعكة الحقيقة لمصر للطيران ولم تتعافى منها بعد
* المنافسة الشرسة للشركات التحدي الأكبر أمام مصر للطيران ونحن نمتلك القدرات
* رحلة هيثرو تجسيد لخبرات 33 عام طيران.. وطيارين مصر نفس الكفاءة والحرفية
ربما تعد لك الحياة أمرًا ليس بمقدورك تخيله في لحظة كنت تظنها هي الأصعب؛ تتمنى لو أنها تنتهي سريعًا ويعود إليك استقرارك الذي كنت عليه قبلها؛ وتكون في حقيقتها مكافأة لكدِ وسعاية السنوات.. هذا ما حدث مع الطيار وليد مراد قائد رحلة مصر للطيران التي هبطت في مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن، وأحدثت زخمًا إعلاميًا وصدىً عالميًا كبير.
قبل 10 ساعات فقط من موعد الرحلة رقم MS777 التي هبطت، في تمام الثانية ظهرًا يوم الثامن عشر من فبراير للعام 2022، في المطار الأكثر ازدحامًا بالمملكة المتحدة، هاتفه مركز عمليات مصر للطيران، بمكالمة يتحسس فيها تفرغه وإن كان بمقدوره الخروج في رحلة - طراز Boeing 787 Dreamliner - ليس لها قائد ومتوجهة إلى لندن (مدينة الضباب)؛ ليرد بأنه جاهز ومستعد كعادته.
عُرفَ مُنضبطًا لم يتوان يومًا عن تلبية أي من هذه المهمات حسبما يسميها "الكومندان"، حتى وإن كانت في غير جدوله المعتاد؛ حتى اليوم التالي لاحتفاءه بعيد ميلاده الثاني والستين مع عائلته الذي يوافق 16 فبراير من كل عام.
قبل الاسترسال عن ظروف الرحلة رقم MS777، التي أصبحت حديث العالم بعد تسجيل قائدها "وليد مراد" المنتمني للشركة الوطنية مصر للطيران هبوطًا احترافيا يليق بتاريخها العريق وخبرات كوادرها التي تبادلت قمرة القيادة على مدار سنوات تقارب نحو المائة عام؛ دعني آخذك في سطور قليلة إلى التعرف على "وليد مراد"، الذي ولد في مطلع الستينات بأحد أحياء مصر الجديدة.
مصر للطيران وترتيب الأوراق
حينها في الستينات كانت مصر للطيران تعيش مرحلة تحول في تاريخها بدخولها عصر الطائرات النفاثة وفتح خطوط جديدة لأوروبا، والحدث الأكبر حينها كان توحيد الشركة الوطنية مع مؤسسة الخطوط الجوية السورية في كيان واحد تحت اسم "شركة الطيران العربية المتحدة"، في يوليو عام 1960؛ بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
ولكن سرعان ما تفككت بعدها بعام لتعود الشركة إلى ترتيب أوراقها بهيكلة جديدة وتصبح جزءًا من الدولة تحت اسم "المؤسسة العربية العامة للطيران"؛ ويندرج تحتها شركات الطيران العربية المتحدة للخطوط الخارجية ومصر للطيران للخطوط الداخلية والشركة العامة للخدمات وتموين الطائرات وشركة الكرنك للسياحة؛ هكذا كان الوضع.
البداية مع عصر ريان
وتوالت الأحداث على الشركة ومرت ما بين تحقيق انتصار ودحر أزمة، بداية من تداعيات حرب يونيو 1967 والخسائر الاقتصادية التي تكبدتها حتى معاهدة السلام التي كانت بداية مصر للطيران للانفتاح على العالم وجنت ثمار هذا الاتفاق انتعاشًا في حركة السفر الدولي من وإلى مصر.
حتى بدأت الثمانينات أزهي عصور الشركة بتولى المهندس محمد فهيم ريان رئاستها، فأدخل طرازات جديدة ومختلفة إلى أسطولها الجوي منها طائرات الإيرباص A300-B4 لتغطية أسواق أوروبا والشرق الأوسط، وأخرى من طراز B767-200 و B767-300 البعيدة المدى.
فضلا عن التعاقد على طائرات الطراز الأشهر المعروف بالجامبو B747-300 عام 1988؛ ذلك هو العام الذي غلبه شوقه مجددًا؛ واستسلم فيها "وليد مراد" إلى الركض من جديد وراء حلم الطفولة بالتحليق في عالم الطيران.
حينها كان في الثامن والعشرين من عمره، منهيًا دراسته بكلية التجارة ومتزوجًا ويعمل في الحسابات بعدما ترك خلفه حلم الطيران مع مرحلة الثانوية العامة؛ بسبب رفض والده لرغبته في أن يصبح طيارًا وأن الأسرة ستكتفي بطيارٍ واحد ٍ فقط بينها وهو شقيقه الأكبر، نظرًا لمخاطر تلك المهنة وظروفها الصعبة.
الطيار وليد مراد مع محررة صدى البلد
لكن سرعان ما عاد حلمه يراوده من جديد؛ بعدما سمع أن القوات الجوية سوف تدشن سربًا في مطار إمبابة لنشر الوعي الجوي، وأنها ترحب باستقبال مدنيين لتعليم الطيران؛ تقدم على الفور والتحق بالسرب الشراعي الأول الذي أقيم في ذلك العام، واستطاع في أشهر قليلة أن يحصل على رخصة الطيران في أواخر الثمانينيات وعُين مُحاضرًا في السرب حتى استيفاء عدد ساعات معينة من الطيران.
ليبدأ بعدها رحلة دراسة الطيران التجاري؛ الذي كانت مرحلة تأهيلة لدخوله مصر للطيران. ليطوي خلفه مرحلة السرب الجوي التي استمرت لعامين باشر خلالهما الطيران الشراعي؛ الذي أتقن فنياته وحفظها عن ظهر قلب، وأخذ يعمل بها في الطيران التجاري حتى اللحظة الأخيرة بهبوط هيثرو – حسبما قال.
سرب القوات الجوية وحلم الطيران
وصف وليد مراد، فترة السرب الجوي أنها بمثابة وسام وفخر في مسيرته المهنية، بأن أول ترخيص طيران حصل عليه كان بالقوات الجوية، بعدها التحق بمصر للطيران، ليصبح مساعد طيار على طراز B737-500 ذات ال 104 مقاعد، الذي ضمت منه الشركة الوطنية حينها 5 طائرات لأسطولها الجوي في مطلع التسعينيات.
ثم استمر بعدها ليكون مساعدًا أيضًا لطراز A320-200 ذات المحركين، الذي كانت مصر للطيران تضم منه حينها 8 طائرات، ثم مساعدًا على طراز A 340-200 ، ثم كابتن على طراز Boeing 737-500، وكابتن على طراز Boeing 737-600، وصولا إلى طراز الدريملاينر B787 Dreamliner، الذي هبطت في مطار هيثرو، وحظيت باهتمام العالم.
عن مسيرته الحافلة وخبراته العامرة بمواقف خلال رحلات الطيران التي استغرفت من عمره أكثر من 30 ألف ساعة في سماء العالم، قال وليد مراد إنه بدأ في عمر الثلاثين مع عصر ريان الذهبي، الذي حينما سئل عنها خلال حواره مع "صدى البلد" قال: "إن فهيم ريان بالنسبة له نموذج عظيم من العناصر الإدارية الناجحة الذي استطاع خلال سنوات توليه رئاسة مصر للطيران "نحو 22 عامًا"؛ انتهت مطلع الألفينات؛ أن يحدث طفرة في تاريخ الشركة بضم أحدث طرازات الطائرات، ليست فقط تحديث الأسطول بل طرق باب صيانة وعمرة الطائرات وافتتح في بداية فترته -أول الثمانينيات- أول قاعدة مصرية لتعمير المحركات بعدما ظلت تجرى في الخارج لسنوات وبدأ يستقطب أسواق المنطقة إلى مصر".
وواصل حديثه "حينها كانت هناك محدودية في شركات الطيران؛ ومصر للطيران كانت متفردة، لم تكن تظهر بعد تلك الكيانات الكبرى التي تغزو سماء العالم الآن، لم تكن المنافسة بهذه الشراسة.. أما الآن الأمر اختلف تمامًا والمنافسة أصبحت أقوى وأكبر سواء من الشركات الأجنبية أو الخاصة المحلية، إضافة إلى سياسة السموات المفتوحة التي أصبحت مصر على أعتاب تطبيقها، ناهيك عن أسعار البترول التي تنغص حياة الشركات. فهيم ريان كانت ظروفه أفضل من العصور التي جاءت بعده، لكن لا أحد ينكر ذكاءه وتعامله في أمور وسياسات عجز من جاء بعده في أن يضاهيها".
الرحلة 990 المصرية
ومن عصر "ريان"، انتقل وليد مراد، إلى تذكر فترة رئاسته رابطة طياري الخطوط الجوية المصرية في أواخر التسعينات؛ كانت مصر تعيش خريفًا قاسيًا، وهي تداوي تداعيات صدى أزمة طائرة مصر للطيران المنكوبة الرحلة 990، التي تحطمت فوق الأطلنطي وراح ضحيتها جميع الركاب البالغ عددهم 217 راكبًا وطاقم الرحلة بالكامل.
ويتذكر "مراد" أنه وقع على عاتقه الدفاع عن الطيار جميل البطوطي الذي أحاطت به اتهامات إعلامية غربية بأنه تعمد إسقاط الطائرة بالانتحار. وتصدر "مراد" الأزمة وقتها باعتباره رئيسا لرابطة الطيارين ووقف مدافعا عنه أمام وسائل الإعلام التي كانت تحاول ذبح الطيارين المصريين في اتهام البطوطي بالانتحار.
ومن رابطة الطيارين المصريين، إلى رئاسة نادي الطيران المصري، حينها كان شابًا في عمر الثامن والثلاثين، إلى جانب الوزيرين فؤاد سلطان وعمرو عبدالآخر أحدهما محافظًا للقاهرة والآخر رئيسًا لنادي الشمس، ورغم صغر سنه أحدث طفرة على مدار 14 عامًا كان قد تسلم النادي بلا موارد وتركه بفرع جديد وفائض مالي كبير، واستطاع أن ينشئ فرقًا رياضية خلالها تمثل اسم مصر في دول الخارج.
مسيرة ثلاثة وثلاثين عامًا داخل أروقة قطاع الطيران المصري ل وليد مراد، لم تقف عند رئاسة الرابطة والنادي، بل تولى لفترة عدة سنوات أيضًا رئاسة شركة إيروسبورت التابعة لوزارة الطيران، وعين نائبًا لرئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للشحن الجوي الذي ظل يعمل تحت لوائها لمدة 15 عاما، وأيضًا كبير طيارين لمدة 7 سنوات على الطراز الذي عمل عليه لنحو عشرين عاما إيرباص A300-600 .
يناير 2011 الوعكة الحقيقة ل مصر للطيران
عاصر خلال هذه المسيرة التي بدأت مع نهاية الثمانينيات حتى تاريخ هبوط رحلة مطار هيثرو، مزيدًا من الانتصار وبعض الكبوات أيضًا، بداية من أزمة حرب الخليج مطلع التسعينات التي ظلت تداعياتها الاقتصادية تؤثر على قطاع الطيران في مصر لنحو 5 سنوات بعدها، وصولا إلى ثورة يناير 2011، التي وصفها بأنها "الوعكة" الحقيقية لمصر للطيران وما تبعها من أحداث حاولت الدولة لملمتها بعد ثورة 30 يونيو، إلى أن جاءت صدمت كورونا لتضرب بقوة الطيران المصري، الذي لم يتعاف بعد من أحداث 2011.
واعتبر "مراد"، أن تداعيات أحداث يناير تعتبر أشد الوعكات التي آلمت مصر للطيران على مدار تاريخها، فوقت محاولة الدولة لملمة شتات ما حدث ومعالجة الأمور تردي الأوضاع سياحيا وعلى مستوى حركة التشغيل، ظهرت كيانات كبرى في عالم الطيران لتنافس مصر للطيران في السوق وتضربها بقوة.
واعتبر أن أزمة حرب الخليج التي عاشتها الشركة مطلع التسعينات لنحو 5 أعوام لم تكن بالتأثير السلبي الذي أحدثته يناير، حينها كانت مصر للطيران متفردة ولم يسطع بعد نجم الناقلات العالمية الجوية في المنطقة وفي مصر التي أصبح لها حقوق، مثلما حدث خلال الخمس عشر أعوام الماضية. - حسبما قال - باعتباره كان داخل المبنى الإداري للشركة حتى عام 2017؛ تدرج خلالها بمختلف المناصب ما بين مدربًا ومفتشًا بسلطة الطيران المدني لمدة 17 عاما وكبير طيارين لنحو 7 سنوات.
الطيار وليد مراد ومحررة مصر للطيران
وخلال السبعة عشر عاما الذي قضاها كبير الطيارين وليد مراد، داخل أروقة سلطة الطيران ما بين مدربًا ومحاضرا لأجيال الطيارين الجدد، كان حريصًا على إعدادهم جيدًا، وتأكيده أن كل الأمور يجب أن تتم باحترافية عالية وطبقًا لأعلى المستويات، وكانت نصيحته الأبدية "أن الإعداد الجيد هو الذي يعطى النتيجة الاحترافية التي تصبح حديث العالم".. هذا دومًا مبدأه الذي سار عليه طوال حياته في عالم الطيران منذ بداية الثمانينيات حتى لحظة الهبوط في هيثرو هذا العام 2022، الذي لم ينس خلالها أن يرجع الفضل إلى لحظات التكوين الأولى كونه طيارًا بالسرب الشراعي الأول للقوات الجوية.
ليلة رحلة هيثرو
بالعودة إلى الرحلة MS777، التي هبطت في مطار هيثرو؛ التي كانت بمثابة مكافأة القدر له، على سعاية وكد السنوات ما بين العمل العام وتدريب أبناء مصر للطيران.. ليلتها كان قد أنهي للتو احتفاءه مع أسرته بعيد ميلاده الثاني والستين؛ فلم يكن ينتظر الخروج في رحلة عمل على جدوله؛ حتى هاتفه مركز عمليات مصر للطيران، يتحسس تفرغه وإن كان بمقدوره الخروج في رحلة على طراز B787 Dreamliner، المنضم حديثًا للشركة ويطير عليه منذ عامين، بعد ساعات.
كعادته أبدى تأهبه، وجاهزيته ليكون موجوا في مركز عمليات الشركة بمطار الإقلاع - مطار القاهرة - الذي هو على مستوى عالٍ من الاحترافية؛ قبل الرحلة بنحو ساعة ونصف الساعة، وهو ما يفعله كل طيار قبل الخروج لأي وجهة دولية كانت أو محلية، وهو التواجد بمركز العمليات للإلمام بكل التفاصيل الخاصة بالرحلة وحالتها بداية خط السير انتهاءً إلى مطار الهبوط، ليطلعه مسبقًا أن ثمة أجواء سيئة تنتظر رحلته المتجهة إلى مدينة الضباب، وأن عاصفة جوية تؤثر على الحركة الجوية فوق العاصمة البريطانية لندن؛ فأخذ طائرته وأقلع إلى مطار هيثرو لتنتظره لحظة هبوط استثنائية. حيث يقف خارج حدود مدرج الهبوط "يوتيوبر" يرصد بعدسة مقاومة الطائرات للعاصفة "يونيس"، وهي تحاول الهبوط في مطار هيثرو. تصادف حينها هبوط طائرة مصر للطيران لقائدها "وليد مراد"، ليسجل هبوطًا انسيابيا لافتًا لعدسة هذا اليوتيوبر وسط العاصمة الإنجليزية، في الوقت الذي كانت فيه غالبية الطائرات من حوله تترنح للهبوط والأخرى لجأت إلى تغيير مطار الهبوط.
"خبرة السنوات والإعداد الجيد كانت وراء هذا الهبوط"؛ هكذا قال؛ وأكمل "كل حاجة بالنسبة لنا مهمة بداية من الإقلاع حتى الوصول إلى وجهة الهبوط.. التركيز لدينا ضروري جدا .. كل حاجة بناخد بالنا منها بتركيز 100%".
وتابع قائد رحلة هيثرو: "ده شغلي ودي حرفيتي.. أنا معملتش أكتر من شغلي وأي زميل كان هيعمل نفس اللي أنا عملته.. أنا نفذت الخبرات والتدريب؛ إحنا دربنا وتدربنا على كل الظروف غير العادية والطارئة، اللي ممكن تواجهنا خلال الرحلات؛ لذلك تفاجأت بكل ردود الفعل التي حدثت"، وأضاف: "أنا كنت أمين في عملي ومخلص وصريح في كل شئ.. وما حدث هو توفيق من الله، فعلى المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح.. وإحنا بنعمل بس".
مصر للطيران مدرسة احترافية
بالحديث عن التدريب وإعداد الطيارين؛ الذي مثل تحديا حقيقيا وأزمة حول العالم، في ظل جائحة كورونا، التي علقت نشاط الطيران لشهور طويلة، قال "وليد مراد"، إن تدريب طياري مصر للطيران لم يتعطل يومًا حتى في اللحظات التي توقف فيها الطيران؛ التدريب لا يمكن المساس به أو حتى يسمح بتأثره.. فمصر للطيران سمعة ومدرسة لإنتاج هذه الكوادر الاحترافية والتدريب للطيارين يعني السلامة وغير مسموح لنا بتخطي أمور وحدود السلامة"، وبسؤاله عن قدرة الطيار على العطاء والتحليق عاليًا في السموات، أوضح أن الطيار في مصر يسمح له حتى 65 عامًا وبعض الدول الأجنبية أمدت سنوات إضافية لعدم التفريط في الخبرات.
بالانتقال إلى التحديات التي تواجه مصر للطيران بصفة خاصة وصناعة الطيران العالمي بشكل عام؛ اعتبر قائد رحلة هيثرو، أن أشرس تحدٍ أمام شركات الطيران حاليا هو المنافسة في السوق؛ فالمنافسات أصبحت أكثر شراسة عن ذي قبل، وأصبح هناك ناقلات جوية عمالقة تتسابق لإرضاء العملاء بشتى الطرق لاستقطاب المسافرين إليها، لذا أصبح الأمر يستوجب التفكير في حلول خارج الصندوق لأن الأمور اختلفت كثيرًا عن السنوات السابقة التي عاصرناها وكان خلالها عدد الشركات محدود، وأوضح: "لذا نلمتس العذر للقيادات الحالية القائمة على الأمر لأنها في واجهة أزمات تراكمت يعيشها الطيران المصري على مدار أكثر من عشر سنوات".
وقال إن مصر للطيران تمتلك من الإمكانيات والقدرات التي تجعلها تنافس بقوة، وشرف لنا أننا نمتلك أحدث طائرات على مستوى العالم، ولنا الفخر أيضًا أننا نمتلك مدرسة تخرج للعالم طيارين على أعلى مستوى من الحرفية، ودولة تقف خلف الشركة الوطنية في الأزمات"، موجها الشكر للرئيس السيسي والقيادة السياسية، على دعمه مصر للطيران لتخطي أزمة كوفيد - 19 العالمية، وأنه يحسب للدولة المصرية أنها رفضت الاستغناء عن أي طيار بالشركة الوطنية في الوقت الذي كان الطيارين في كبرى الناقلات الجوية تعاني تعسف الناقلات الوطنية لبلدانهم.
واختتم قائد رحلة هيثرو قائلا:" أنا لم ولن أتأخر عن مصر للطيران في أي وقت أو ظرف.. وأكثر ما أسعدني في ردود الفعل على الرحلة هو اسم مصر للطيران الذى دوى على منصات العالم وليس وليد مراد، لأنه في الأصل هو شغلي وعملي في كل الرحلات"، وأكمل:" أنا بحب البلد والشركة اللي خيرها عليّ من البداية للنهاية.. لذا سعيد بفخر الناس بمصر للطيران وليس وليد مراد، فمصر للطيران سمعة وطيارين مصر أيضًا على درجة عالية من الاحترافية.. وأي مسافر يكون اهتمامه الأول هو السلامة".
الطيار وليد مراد مع محررة صدى البلد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.