تصريحات المسئولين بأن سد النهضة لا يمثل خطورة ستستخدم ضدنا فيما بعد الحل العسكرى لابد أن يكون آخر حل بعد استنزاف كل المفاوضات لا مانع من إذاعة الاجتماع مع الرئيس استعرض الخبير الاستراتيجي، اللواء سامح سيف اليزل، الاستراتيجيات التي من الممكن أن تتبعها مصر حال خوضها حرباً ضد إثيوبيا بسبب إصرارها على بناء سد النهضة، واستبعد اليزل خيار إنزال قوات برية على الأراضي الإثيوبية، وقال إن هناك خيارين إما الضرب عن طريق صواريخ أو عن طريق الطائرات الحربية. فبشأن إمكانية استخدام الصواريخ قال إن صواريخ كروز هي الأكثر استخداما الآن بسبب دقتها في إصابة الأهداف بجانب إمكانية إطلاقها من البحر أو الجو أو الأرض، إلا أن مصر لا تمتلك هذا النوع من الصواريخ، ولذلك على الجيش أن يطور أسلحته طبقاً لاحتياجاته. أما بشأن الخيار الجوي، قال: إن هذا الخيار هو الأمثل لمصر حيث إننا لديها الطائرات والصواريخ التي تمكنها من إصابة السد ولكن العائق يكمن في بعد المسافة عن إثيوبيا حيث إن الطائرات تحتاج للتعبئة بالوقود مرتين ولذلك مصر في حاجة إلى تأييد الجانب السوداني للهبوط على أراضيها. وأوضح اليزل خلال لقائه في برنامج "بهدوء" على قناة "سي بي سي"، أن المشكلة التي من الممكن أن تواجهها مصر هي رفض السودان لذلك خاصة مع وجود مؤشرات علي احتمال توقيعها على اتفاقية "عنتيبي"، مشيراً إلى أن البديل هو اللجوء إلى دولة إريتريا بسبب مشاكلها مع إثيوبيا. قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكرى، إنه "لا مانع من إذاعة الاجتماع مع الرئيس لتوضيح المواقف السياسية من أزمة سد النهضة الإثيوبى، ولكن عند الحديث عن الجوانب التى تتعلق بالأمن القومى المصرى والتدابير شديدة الحساسية كان يجب أن يتم إغلاق الجلسة". وأكد اليزل، فى مداخلة هاتفية على قناة "صدى البلد" ببرنامج "البلد اليوم"، أنه "كان يجب على القائمين على إدارة الجلسة أن يعلموا الحاضرين أن الجلسة مذاعة على الهواء، ولا شك أن ما حدث أقل ما يوصف به أنه غير صحيح وخطأ كبير". وعن أزمة سد النهضة قال: "هناك تصريحات من مسئولين كبار فى الدولة تقول إن سد النهضة أمر طبيعى، وهذه التصريحات ستستخدم ضدنا فى يوم من الأيام". وأكد سيف اليزل أن "الحل العسكرى لابد أن يكون آخر حل، وبعد استنزاف كل الأدوات فى المفاوضات والضغط والوسائل الدبلوماسية". كما استنكر سيف اليزل عدم اطلاع المشاركين في الحوار الوطني على ملف سد النهضة، والخوض في الحديث عن مسألة أمن قومي دون دراية، مبدياً اندهاشه من تصوير الحوار الذي من المفترض أن يكون "سري للغاية". وقال اليزل: "كيف يدلي الحاضرون بآرائهم في قضية أمن قومي، يخص أقصى ما تصل به الدولة من سرية دون أن يكون لديهم معلومات، والله هذا كلام هزل لا يصح في دولة مثل مصر". وأشاد اليزل بموقف عمرو موسى -رئيس حزب المؤتمر- الذي اشترط أن يقرأ ملف سد النهضة قبل مشاركته في الحوار، وحينما لم يصله الملف اعتذر عن الحضور. وبعيداً عن امتلاك المشاركين في الحوار لمعلومات عن القضية التي يناقشوها، استنكر الخبير الإستراتيجي تصوير الحوار من الأساس، وقال: الجلسة سرية للغاية، فلماذا يتم تصويرها بالكاميرات؟.. إذا كانوا يريدون توثيقاً للحدث، فكان كافياً جداً أن يتم تسجيلها صوتيا، وحتى لو تم تقرير تصويرها فيديو، فلماذا يتم التصوير ب5 كاميرات؟.