سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم في محلات الصاغة    «طوفان الأقصى» تعصف بمسؤولين إسرائيليين.. الاستقالات تضرب جيش الاحتلال    قبل مواجهة الترجي.. ماذا يفعل الأهلي في نهائي أفريقيا أمام الأندية العربية؟    هدف تاريخي ينتظر محمد صلاح في مباراة ليفربول ووست هام يونايتد اليوم    «الأرصاد»: تشكل سحب رعدية على عدة مناطق ونشاط للرياح على أغلب الأنحاء    56 مليون جنيه إيرادات فيلم شقو في 17 يومًا بالسينمات    عمرو دياب يتألق في أضخم حفلات صيف البحرين (صور)    أستاذ «اقتصاديات الصحة»: مصر خالية من شلل الأطفال بفضل حملات التطعيمات المستمرة    «صحة كفر الشيخ» تنظم قافلة طبية لمدة يومين ضمن «حياة كريمة»    الأوراق المطلوبة لاستخراج شهادات فحص المقبلين على الزواج للمصريين والأجانب    «الداخلية»: تحرير 441 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1255 رخصة خلال 24 ساعة    الداخلية تشن حملات للتصدى لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز    صوامع الإسكندرية تستقبل 2700 طن قمح محلى منذ بدء موسم التوريد    وزيرة البيئة تستعرض تحديات تمويل المناخ للدول النامية خلال مشاركتها بالدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا    سينما المكفوفين.. أول تعاون بين مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ووزارة التضامن    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    طارق يحيى: المقارنة مع الأهلي ظالمة للزمالك    كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بتسيس قضايا حقوق الإنسان    «الداخلية»: حملات أمنية لضبط حائزى المخدرات والأسلحة تضبط 56 قضية ب4 محافظات    "الشيوخ" يناقش جودة التعليم والتوسع في التصنيع الزراعي، الإثنين المقبل    المقاولون العرب" تنتهي من طريق وكوبري ساكا لإنقاذ السكان بأوغندا"    حزب الله يعلن استشهاد 2 من مقاتليه في مواجهات مع الاحتلال    حماس تتسلم رد إسرائيل بشأن الصفقة الجديدة    نظام امتحانات الثانوية العامة في المدارس الثانوية غير المتصلة بالإنترنت    اليوم.. استئناف محاكمة المتهمين بقضية تنظيم القاعدة بكفر الشيخ    تفاصيل جريمة الأعضاء في شبرا الخيمة.. والد الطفل يكشف تفاصيل الواقعة الصادم    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شرق تركيا    بعد رأس الحكمة وقرض الصندوق.. الفجوة التمويلية لمصر 28.5 مليار دولار    برج الثور.. نصيحة الفلك لمواليد 27 أبريل 2024    كيف أدَّى حديث عالم أزهري إلى انهيار الإعلامية ميار الببلاوي؟.. القصة كاملة    السبت 27 أبريل 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت اليوم    هيئة كبار العلماء: الالتزام بتصريح الحج شرعي وواجب    متى يحق للزوجة الامتناع عن زوجها؟.. أمين الفتوى يوضح    «اللتعبئة والإحصاء»: 192 ألفا و675 "توك توك" مرخص في مصر بنهاية عام 2023    قبل 3 جولات من النهاية.. ماهي فرص "نانت مصطفى محمد" في البقاء بالدوري الفرنسي؟    بعد بقاء تشافي.. نجم برشلونة يطلب الرحيل    وزارة الصحة: 3 تطعيمات مهمة للوقاية من الأمراض الصدرية    سياسيون عن ورقة الدكتور محمد غنيم.. قلاش: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد.. النقاش: تحتاج حياة سياسية حقيقية.. وحزب العدل: نتمنى من الحكومة الجديدة تنفيذها في أقرب وقت    علي جمعة: الشكر يوجب على المسلم حسن السلوك مع الله    كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية    المتهم خان العهد وغدر، تفاصيل مجزرة جلسة الصلح في القوصية بأسيوط والتي راح ضحيتها 4 من أسرة واحدة    وزير الري: الاستفادة من الخبرات العالمية فى استثمار الأخوار الطبيعية لنهر النيل    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    بعد ارتفاعها.. أسعار الدواجن اليوم 27 أبريل| كرتونة البيض في مأزق    استقرار أسعار الذهب في بداية التعاملات يوم السبت 27 أبريل 2024    حكم الشرع في الإسراع أثناء أداء الصلاة.. دار الإفتاء تجيب    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    الأهلي ضد الترجي.. نهائي عربي بالرقم 18 في تاريخ دوري أبطال أفريقيا    دوري أبطال إفريقيا|عبد القادر: الأهلي تأهل للنهائي بجدارة.. وجاهزين ل الترجي التونسي    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    يسرا اللوزي تكشف سبب بكائها في آخر حلقة بمسلسل صلة رحم.. فيديو    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود بكري يكتب : معركة الوعي "11"
نشر في صدى البلد يوم 10 - 11 - 2021

إن تقدم ونهوض الدول يرتبط بشكل كبير بمستوى "الوعي" لدى شعوبها ، فهو يُعبر عن حالة يكون فيها العقل في إدراك تام للتجارب والمتغيرات المحيطة، وبالتالي يصبح للفرد القدرة على تكوين موقف محدد تجاه الواقع الذي يعيشه، والوعي بهذا المعنى عكس الغفلة ، والتي تعني السلبية في التعامل بعيدًا عن استخدام العقل والمنطق في تبني المواقف، والغفلة هنا قد تكون ناتجة عن التعصب أو الأمية.

هذا المفهوم للوعي ، الذي يشير إلى امتلاك الإنسان للعلوم والثقافة والمركز الاجتماعي والسياسي ، لا يمثل الجانب الأساسي، وإنما يجب أن يقترن كل ذلك بأخلاقيات وقيم سامية وذوق وحسن اختيار ومعرفة عميقة لمعنى الجمال ، لأن إغفال هذه المعاني يعني إلغاء لجانب مهم في الإدراك العقلي للمتغيرات المحيطة ، وهذا يأتي في حالات التعصب وغيرها.
وفي ضوء ذلك ، يمكن القول إنه على الرغم من تعدد أنواع الوعي "السياسي، الاجتماعي، القانوني ، الثقافي ، .. " ، إلا أن أهمها وأخطرها "الوعي الذاتي أو السلوكي" الذي يكتسبه الفرد منذ طفولته المبكرة ، وخلال نوعية تنشئته الاجتماعية، وتأثره بأوامر وتوجيهات والديه، واكتسابه القيم فيما يخص الخير والشر، والحلال والحرام، والحق والباطل، والعدل والظلم؛ وهذه القيم تُشّكل سُلطة داخلية مستمرة حتى في غياب والديه، وبعدما يبلغ مراحل متقدمة من عمره، فالفرد يتلقى ثقافته ويتكون وعيه خلال الجماعات التي يرتبط بها، ومن أهمها وأساسها " الأسرة".

وللأسف، فعلى الرغم من توافر نسب مقبولة من الوعي المعرفي لدى شريحة من أفراد المجتمع، إلا أن الوعي السلوكي والقيمي لا يزال لم يتحقق مقابل هذا الوعي المعرفي ، فمجتمعاتنا مليئة بسلوكيات سيئة وشاذة، منها على سبيل المثال وليس الحصر: عدم احترام الآخر أو تقدير الكبير، عدم الاهتمام بمنشآت الدولة وإهمالها بل وإفسادها والتعامل معها على أنها ملك للدولة وليست ملكا للمواطن، التعدي على المال العام، أنماط الاستهلاك غير المحسوبة والمبالغ فيها، إلقاء القمامة في الشوارع العامة وفي غير الأماكن المخصصة لها، عدم احترام الأنظمة العامة وخصوصيات الأفراد، تصدر اليوتيوبرز ومطربي المهرجانات المشهد العام واقتداء بعض الشباب بهم، التقليد الأعمى لكل ما هو غربي حتى لو لم يناسب عاداتنا وقيمنا، التوثيق الصوتي والمرئي للجرائم وأعمال العنف ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إطلاق الشائعات والأفكار الشاذة، التهجم على بعض الرموز الوطنية، إلقاء التهم دون أدلة أو براهين، انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان، اللامبالاة، انحدار الذوق العام ... كل هذه السلوكيات وغيرها تؤكد أن هناك خللًا قويًا في مستوى "الوعي السلوكي" الذي يؤثر في نمو المنظومة الاجتماعية والوعي العام، بل ويؤثر أيضًا في الوطن واستقراره ومقدراته.
فالوعي السلوكي مطلب وطني له تأثيره القوي في المنظومة الأمنية والاجتماعية والصحية والأخلاقية، ولا يجب إغفاله ونحن نخوض غمار معركة الوعي وتعزيز الانتماء الوطني، ولابد من تكثيف إطلاق الحملات التوعوية التخصصية الموجهة للآباء والأمهات وللشباب أيضًا، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة، والمدارس والجامعات، والمؤسسات الدينية والثقافية، وكافة الجهات المعنية، لضمان الوصول إلى مختلف الفئات التي لا تدرك أثر انعدام الوعي السلوكي على الوطن ومقدراته.

وختامًا ، وفي ذات السياق ، أود أن أشيد بجهود نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي في هذا الشأن ، والتي أكدت أن الوعي والتغيير السلوكي التحدي الأكبر لنا، وأن الوزارة تعمل على 12 قضية تمثل القوى الناعمة لمصر منها : قضايا النظافة، مجابهة مشكلة التعاطي والإدمان، الاهتمام بذوي الهمم، وذلك من خلال إطلاق حملات، من أمثلتها حملة "بالوعي مصر بتتغير للأفضل".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.