القصة إجمالًا تبدو تخيُلية، وترديد كلمة اختفاء الإسكندرية لا يصبح مستساغًا بالنظر إلى تاريخ المدينة وعراقتها وجذورها الضاربة في التاريخ، لكن ما أثاره رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في قمة المناخ، آثار التساؤلات والريبة والسخرية والتعجب والخيال. ماذا قال بوريس جونسون ؟ رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قال إن ساعة نهاية العالم تدق، ف المحركات والمضخات التي نضخ من خلالها الكربون في الهواء تسبب أضرارا كبيرة للكوكب وتزيد من درجات الحرارة بسرعة كبيرة بسبب التغيرات المناخية. وكان قادة العالم، الاثنين، أطلقوا العديد من التحذيرات خلال افتتاح قمة المناخ في جلاسكو، مؤكدين أن القمة تشكل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم من هذه الظاهرة المدمرة التي ستغرق مدنا بأكملها. وتابع: "بعد استماعنا إلى آراء العلماء، علينا ألا نتجاهلها، لأنه مع ارتفاع درجة الحرارة أكثر من درجتين مئويتين، فإننا نخاطر بالإنتاج الغذائي، يجتاح الجراد الأراضي الزراعية، وإذا ارتفعت درجة الحرارة 3 درجات مئوية فقد تزداد وتيرة الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر". وأضاف: "إذا ارتفعت درجات الحرارة بأكثر من 4 درجات مئوية قد تغيب مدن بأكملها مثل الإسكندرية وشنجهاي وميامي، وغيرها من المدن التي ستضيع تحت أمواج البحر". ماذا قالت الحكومة المصرية ؟ في البداية رد المهندس محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الري، من خلال برنامج على مسؤوليتي مع الإعلامي أحمد موسى على قناة صدى البلد حيث قال إنه سيكون هناك تغيرات مناخية لها تأثير واضح على مستوى سطح البحر، لافتًا إلى أن مصر تعلم حجم هذه التغيرات، والسيول في مصر أصبحت أكثر خطرًا عن السابق. وأضاف محمد غانم أن مصر بدأت في تدشين مشروعات حماية الشواطئ ومنها مدينة الإسكندرية، مؤكدًا تنفيذ 120 كيلو متر، والعمل على تنفيذ 110 كيلومترات آخرى. كيف نحمي الاسكندرية من الاختفاء متحدث الري، أوضح أنه تم تنفيذ مشروع لحماية قلعة قايتباي وتطوير المنطقة المحيطة بها، ومشروع لحماية شاطئ الإسكندرية من خلال بلوكات خرسانية تستطيع حمايته من التغيرات المناخية والنوات البحرية، مشيرًا إلى أن أعمال حماية الشواطئ تحمي استثمارات بعشرات المليارات، وكذلك المواطنين. وتابع محمد غانم أنه جاري العمل على حماية الطريق الدولي بكفر الشيخ؛ بسبب تجمعات الرمال التي تدفعها الرياح؛ من خلال إنشاء ساتر من الخوص والذي استطاع حماية محطة كهرباء واستثمارات بالملايين، لافتًا إلى أن منطقة شمال الدلتا هي الأكثر تأثيرًا بالتغيرات المناخية. من جانبه علق محافظ الاسكندرية اللواء محمد الشريف، على الأمر قائلًا: السيول والأمطار تزداد كل عام في محافظة الإسكندرية منذ 2015 وتسبب مشكلات كبيرة فيها، وخاصة النوات التي تؤدي إلى أمواج عاتية". وأكد أن الدولة تعمل جاهدة لوضع حواجز إسمنتية لحماية الشواطئ في العديد من المناطق كمنطقة القلعة، والمناطق التي تشهد زيادة في ارتفاع منسوب المياه ومخاطر، موضحا أن تلك الحواجز إما تحت المياه أو مرتفعة عن السطح. ماذا لو اختفت الاسكندرية ! السؤال بات مطروحًا بشكل قوي متبوعًا بالكثير من علامات التعجب والفرضيات الساخرة والأجوبة الأكثر سخرية. ومعلوم أن الاسكندرانية في مصر لهم خصائصهم الديموغرافية الخاصة، ولغتهم السائغة التي تختلف عن اللغة القاهرية الدارجة وبعض المسميات والمصطلحات التي قد تختفي - فرضًا إذا اختفت الاسكندرية -. ومن أهم الكلمات التي لن نستطيع ترديدها كلمة ( فلافل ) الاسم المستخدم في الشام للأكلة الأكثر شعبية في القاهرة وهي الطعمية. كلمة (مستيكة ) أيضًا لن تجد من يرددها في توصيف أو تعريف الحلوى أو البونبون أو اللبان وهي كلمة في الأصل ايطالية قبل أن تتحول إلى اسكندرانية. الاسكندرانية أيضًا يركبون وسيلة مواصلات يسمونها ( المشروع ) نوع من أنواع وسائل المواصلات ويسمى ميكروباص في القاهرة. الجبنة الرومي هي أكلة محببة للمصريين جميعا وتُعرف بهذا الإسم في كل محافظات مصر، لكنها في الاسكندرية تُعرف بالجبنة التركي. هذا على سبيل المثال لا الحصر، حيث عدّد رواد السوشيال هذه الأمثلة على سبيل السخرية من الخبر، لكن الاسكندرية تمثل لمصر ما هو أكبر من ذلك، من حيث التاريخ والعُمق الحضارة وأعلامها الذين رفعوا رأس مصر في كافة المجالات، لا سيمًا وأنها عروس البحر المتوسط بأكمله.