أكد الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن المُبادرة التي أطلقها الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، ل تدريب المأذونين على التحقيق في قضايا الطلاق هي الأولى من نوعها في العالم، ومن ثمارها الحد من نسب انتشار الطلاق في المجتمع. وقال «عمران» في تصريح ل«صدى البلد»، إن هَذه المبادرةَ التي تفضل بها مُفتي الجمهورية بهدف الإسهام في مُعالجة مشكلة الطلاق في بعض مظاهرها وبأسلوب احترافي عن طريق تدريب وتعليم المأذونين على الأحكام الفقهية الخاصة بالطلاق، لأنهم يتعاملون بصفة مُباشرة مع الأزواج عند الطلاق، حتى يتأكد المأذون قبل توثيق الطلاق في المحكمة وإنهاء العلاقة الزوجية بصحة وقوع يمين الطلاق، منوهًا بأن التدريب ومعالجة قضايا التحقيق سيتم الاعتماد فيها على أكثر من زاوية: «نفسي واجتماعي وشرعي». وأوضح أن دار الإفتاء المصرية لديها خبرة كبيرة اكتسبتها من التعامل مع الفتاوى اليوميّة التي تعرض عليها في الطلاق، ويُجيب عنها أمناء الفتوى بعد التحقيق ومعرفة تفاصيل يمين الطلاق، منوهًا بأنه يَرِد إلى دار الإفتاء 4 آلاف فتوى شهريًا عن الطلاق وتقع منها «حالة واحدة فقط»، بعد التحقيق مع الزوجين في كيفية التلفظ بيمين الطلاق وهل وقع في وقت غضب شديد لا يستطيع السيطرة فيه على نفسه وغير ذلك من الأسئلة حتى تكون الفتوى مستوفية وصحيحة ولا تدمر الأسرة. الإفتاء تطلق أول مبادرة لتدريب المأذونين على التحقيق في أسباب الطلاق مفتى الجمهورية: دار الإفتاء تستقبل 4000 شكوى يوميا وأشار إلى أن دار الإفتاء لاحظت أن هناك احتياجًا كبيرًا لدى كثير من المأذونين لمعرفة أحكام الطلاق، مما جعل الدار تُفكر في هذه المُبادرة وتفعيلها والتعاون على إنجاحها، حفاظاً على الأسرة والعلاقة الزوجية، لافتاً إلى أن المأذون حالياً يوثق الطلاق في المحكمة دون التحقيق مع الزوجين في صحة وقع يمين الطلاق، ولا يعمل على علاج المشاكل الأسرية بالموعظة الدينية.
ولفت إلى أن مبادرة دار الإفتاء المصرية، تعمق الوعي بمشكلة انتشار الطلاق، وتسهم في حلها انطلاقًا من خدمة المُواطنين المصريين، منبهاً على أن مشكلة الطلاق أمن قومي، وينبغي على الجميع أن يساهم في حلها، حفاظاً على الأسرة التي هي أمانة في أعناقنا والحفاظ عليها ضرورة اجتماعية وواجب شرعي، مستشهدًا بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» (سورة النساء:1)، مؤكدًا أن الماذونين أول الناس عرضة للحفاظ على هذه الأمانة.