سجن حذر والي جنوب كردفان أحمد هارون من إنحراف العمل الإنساني نحو تأجيج الصراع في الولاية مما يتسبب في إطالة أمد الحرب . ووصف هارون خلال مخاطبته ورشة الطوارئ والتدخلات الإنسانية التي نظمتها مفوضية العون الإنساني الإتحادية بمشاركة المنظمات الطوعية الوطنية المختلفة بكادوجلي ، القضية الإنسانية بالولاية بأنها عرض لمشكلة تتعلق بالحرب التي تعيشها الآن والتي ليس لها أي مبرر . وقال إن التدخلات الإنسانية تظل هي معالجة الإفرازات ولكنها ليست الحل الناجع للقضية الأساسية ، وإذا لم يتم التعاطي مع المشكلة الأساسية فإن العلة ستظل مستمرة . وأشار إلى أهمية التمييز بين أجندة توطين الحرب وانهاء الحرب ، منوها بقرار الرئيس عمر البشير بسودنة العمل الطوعي والذي يمثل أفضل مناصرة وأكبر دعم للمنظمات الوطنية الطوعية وخطوة مهمة للمحافظة على الكرامة الوطنية بأن يتلقي السودان المساعدة بأيد سودانية . وقال "نحن لا نرفض مساعدة الآخرين ولكن وفقا لمبادئنا وقواعدنا وآلياتنا وعن طريق منظماتنا الوطنية" . وأردف "أن تجربة المنظمات الطوعية الاجنبية بالولاية كانت غاية في المرارة ، حيث أنه عند إندلاع الحرب اصبحت هذه المنظمات مراكز لاطلاق النار على المدنيين ، وكانت بمثابة بيوت آمنة وسخرت كل مركباتها لنقل المؤن والعتاد الحربي من أسلحة وذخائر وألغام للجهات المتمردة . ووصف والي جنوب كردفان اتفاقية السلام الشامل بأنها "من أميز الأعمال الوطنية" ، مشيرا الى أنها استطاعت أن تتعاطي مع المشكلات والأسئلة الوطنية الحية التي ظلت معلقة منذ الاستقلال دونما اجابة متفق عليها وهي تتمحور حول كيف يحكم السودان وعلاقة الدين بالدولة وعلاقة المركز بالاطراف وكيفية إدارة نظام البلاد السياسي ، الإجتماعي والإقتصادي والكثير خلاف ذلك .