نجيب ميقاتي .. هل يكون رجل المال والأعمال حلا لأزمة لبنان؟|بروفايل

يعيش لبنان أزمة سياسية طاحنة منذ تقدم حكومة حسان دياب باستقالتها على خلفية انفجار مرفأ بيروت أغسطس الماضي، الذي خلف أكثر من 200 قتيل.
ورغم مساعي القائمين على حكم البلاد تشكيل حكومة جديدة وتكليف سعد الحريري بالمهمة إلا أن جهود الحريري باءت بالفشل بعد 9 شهور من اختياره رئيسا مؤقتا للحكومة اللبنانية نتيجة رفض الرئيس ميشال عون للورقة التي تقدم بها الحريري.
الأزمة السياسية الطاحنة في لبنان ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة في البلد الذي لم ينعم يوما أهله بالراحة جراء الخلافات بين القوى والأحزاب وذلك بعد الأوضاع الاقتصادية داخل البلد.
ومع تزايد الضغط الدولي لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان، أصدر رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون مرسوما بتكليف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، بعد حصر الأخير على الأصوات النيابية اللازمة في الاستشارات النيابية الملزمة.
وقالت رئاسة الجمهورية إن الرئيس عون استدعى نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا لتكليفه برئاسة الحكومة بعد نيله 72 صوتا مقابل صوت واحد ل نواف سلام و42 صوتا لم يسموا احداً، وغياب 3 نواب.
ليس لدي عصا سحرية.. أول تعليق ل "ميقاتي" بعد تكليفه بالحكومة الجديدة في لبنان
من هو نجيب الميقاتي؟
هو محمد نجيب عزمي ميقاتي، رجل أعمال لبناني ولد في طرابلس في شمال لبنان، وتلقى تعليمه الجامعي في الجامعة الأميركية في بيروت، واستكمل الدراسات العليا في «المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال» في فرنسا وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة.
أسس نجيب ميقاتي في عام 1982 بمشاركة مع شقيقه الأكبر «طه» «شركة انفستكوم»، وهو أحد الشركاء في «مجموعة ميقاتي» التي تمتلكها أسرته، والتي تنشط في قطاع الاستثمار والاتصالات والبنوك والعقار والنقل الجوي والأزياء.
وضعت مجلة فوربس الأمريكية نجيب ميقاتي في المركز ال 409 عالميًا وال9 عربيًا لأغنياء العالم عام 2011 وذلك بثروة قدرت ب2.8 مليار دولار.
انتخب «ميقاتي» عضوا في غرفة التجارة والصناعة في بيروت بين عامي 1992 و 1996، كما حاز على عضوية اللجنة التنفيذية لغرفة التجارة العربية – الأمريكية، وعلى عضوية مجلس رجال الأعمال السوري - اللبناني.
عضو في مجلس أمانة الجامعة الأميركية في بيروت، وفي المجلس الاستشاري لكلية هاريس في جامعة شيكاغو، بالإضافة إلى عضويته في المجلس الاستشاري للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات «انترناشونال كرايسز غروب»، كما أنه يرأس منتدى استشراف الشرق الأوسط، وأيضًا منتدى الوسطية في لبنان.
لبنان.. ميقاتي: وافقت على تشكيل الحكومة بعد الحصول على ضمانات خارجية
حياة نجيب ميقاتي السياسية
دخل نجيب ميقاتي الحياة السياسية في 4 ديسمبر من عام 1998 عن طريق تعيينه وزيرا للاشغال العامة ووزيرا للنقل في عهد الرئيس سليم الحص.
وفي عهد الرئيس إميل لحود تم تشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 26 أكتوبر 2000، وبقي الميقاتي في منصبه الوزاري كوزير للأشغال العامة والنقل حتى يوم 17 أبريل من عام 2003.
وفي عام أيضا 2000 ترشح رجل الأعمال اللبناني للانتخابات البرلمانية عن أحد المقاعد السنية في طرابلس واستطاع الفوز.
ولم يترشح ميقاتي لدورة برلمانية جديدة لتعينه كرئيس للوزراء في عام 2005، ولم تطل فترة تعيينه كرئيس للوزراء فقد كانت فترة انتقالية جاءت بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري واستقالة الرئيس عمر كرامي، فقط كانت فترة توليه الحكومة من 19 أبريل إلى 19 يوليو 2005.
وفي 9 سبتمبر 2004 بالإضافة لمنصبه كرئيس للوزراء، عين وزيرًا للمهجرين وذلك بعد استقالة وزيرها بسبب رفض تعديل الدستور للتجديد للرئيس إميل لحود، وظل يتولى مهام منصبه بالوزارتين لغاية 26 أكتوبر 2004.
وفي عام 2009 عاد وترشح للانتخابات عن قضاء طرابلس بالتحالف مع تيار المستقبل وحلفائه، واستطاع تحقيق الفوز والدخول مرة أخرى إلى البرلمان.
نجاح في الجولة الأولى.. ميقاتي يقترب من تولي حكومة لبنان.. وبيان عاجل له
رئاسة الحكومة للمرة الثانية
في 25 يناير 2011 كلفه الرئيس ميشال سليمان برئاسة الحكومة وذلك بعد حصوله في الاستشارات النيابية على 68 صوتا من بين 128 نائب مقابل 60 صوتا للرئيس سعد الدين الحريري وذلك بعد سقوط الحكومة السابقة التي ترأسها الحريري بعد استقالة 11 وزيرا منها.
بينما لم يستكمل نجيب ميقاتي مهامه في تشكيل الحكومة للمرة الثانية واستقال منها في 22 مارس 2013، بسبب اعتراضه على تمديد عمل وزير العدل السابق أشرف الريفي.
رئيس وزراء للمرة الثالثة
تم تكليف نجيب ميقاتي للمرة الثالثة من الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون، بتشكيل حكومة لبنانية بعدما استطاع كسب 72 صوتا من أصل 128 نائبا بالبرلمان اللبناني، ليتم تعيينه كرئيس جديد للوزراء خلفا لسعد الحريري الذي اعتذر عن تشكيل الحكومة.