- البابا تواضروس تفاجأ باستقبال بابا الفاتيكان له بمفرده في بهو الفندق بمجرد وصوله هناك - الأربعون عاما التي يعتقد البعض أنها قطيعة بين مصر و الفاتيكان .. تمت فيها إزالة أكبرعقبة بين الكنيستين عام 88 - الدوائر الفاتيكانية عبرت عن رغبتها في عودة اللقاءات الحوارية مع الأزهر الشريف - أقباط مصر في الفاتيكان لم يرفعوا "الصليب" أثناء اللقاء و إنما رفعوا "علم مصر" كشف الأب رفيق جريش، رئيس المكتب الصحفى بالكنيسة الكاثوليكية ل"صدى البلد" صوراً من كواليس زيارة البابا تواضروس الثاني إلى كنيسة الفاتيكان لتهنئة البابا فرنسيس بابا روما الجديد بعد تجليسه على كرسى القديس مار مرقس الرسول فى نوفمبر الماضى. وقال إن القصة بدأت عندما بعث البابا فرانسي "إعلاماً" للبابا تواضروس بأنه سيتم تجليسه على كرسي القديس مار مرقس، لافتاً إلى أن هذا الإعلام يوجه لجميع رؤساء الكنائس بشكل بروتوكولي، وأن في ذلك الحين أبدى البابا تواضروس رغبته في لقاء البابا فرنسيس و تهنئته مباشرةً واقترح تاريخ 10 مايو لهذه الزيارة حيث أن هذا اليوم تحديداً يواكب ذكرى اللقاء الذي تم بين البابا شنودة و البابا بولس السادس عام 1973، منذ أربعين عاماً. وأضاف الأب جريش في تصريحات لموقع"صدى البلد" أن الفكرة لاقت ترحيباً كبيراً من بابا الفاتيكان ، وعبر عن ذلك عملياً حيث بمجرد وصول البابا تواضروس إلى فندق "سانتا مارثا" وجد البابا فرنسيس بمفرده تماماً في استقباله في بهو الفندق دون أن يكون مصحوباً بأي مرافقين، مع العلم أن هذا الإجراء لم يكن مجدولاً في الزيارة، و التقى الباباوان و جلسا معاً و التقطا بعض الصوربشكل ودي و خالٍ من الرسميات، و هو نفسه ما تم أثناء سفر البابا تواضروس حيث ودعه بابا الفاتيكان بعيداً عن الإجراءات الرسمية. و تابع: جاء اللقاء الرسمي في 10 مايو بحسب جدول الزيارة وبلغت 90 دقيقة وهي مدة طويلة جداً بالمقارنة باللقاءات التي تتم مع رؤساء الدول التي لا تتجاو مدة من 10 إلى 15 دقيقة على الأكثر. وأضاف: ضمن هذه الزيارة تم لقاء شخصي بين الباباوين ثم لقاءات بالوفود و تم تبادل الهدايا والصور، وكان الختام بصلاة مشتركة بالطقس القبطي استمرت نصف ساعة واُقيمت باللغات الثلاثة القبطية والإنجيلية والعربية. وعن الجالية المصرية هناك قال الأب جريش: إنها لم تكن لها مطالب و كانوا سعداء إلى أقصى حد بلقاء البابا تواضروس و االتبرّك به ، و على هذا فقد أقام لهم البابا قُداسين، و أكثر مالفت نظرنا هناك أن العلم الذي رفعه الأقباط المصريون هناك كان علم مصر ولم يكن شارة دينية. وتابع: تضمنت الرحلة لقاء البابا بدوائر الوحدة القبطية و الكنائس الشرقية، كما التقى عدد من الكرادلة في لقاءات جانبية، وتوجه أخيراً لزيارة متاحف الفاتيكان و قبر القديس مار مرقس. وعن ملاحظات الفاتيكان حول الكنيسة المصرية قال الأب جريش: التقيت بممثلى الدوائر الفاتيكانية وسجلوا رغبتهم القوية في عودة اللقاءات الحوارية مع الأزهر الشريف، ولا شك أن لديهم مخاوف من صعود الإسلام المتشدد إلى الحكم في كل من مصر وسوريا، لاسيما و أن الفاتيكان تراقب مصر في كل شيء و يعلمون ما يحدث بها أولاً بأول لأنها تمثل لهم أهمية دينية وحضارية وروحية كبيرة. وعن الدهشة التي أصابت المصريين بزيارة البابا تواضروس للفاتيكان بعد انقطاع استمر 40 عاماً قال جريش إن الكنيستين لم تكن بينهما قطيعة وكانتا تتبادلان الزيارات و لكن لم يكن الباباوات بشخوصهم يقومون بها و إنما مساعدون لهم، و تمت لقاءات عديدة جمعت الكنيستين منها ما كان يترأسها البابا شنودة، و يكفي أن تكون أكبر مشكلة عقائدية بين الكنيستين قد تم حلها و التصالح بشأنها عام 1988 تحت عنوان "الاتفاق اللاهوتي"،عندما أصدرت الكنيستان مشتركا حول"طبيعة المسيح"وهي القضية التي كانت سبباً لخلاف كبير بين الكنيستين منذ عام 451 من الميلاد. كما صرح جريش بأن الخميس القادم هو موعد عودة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية سالماً إلى أرض الوطن بعد أن ينهي جولته في ميلانو بإيطاليا.