حنان شقوير تكتب: الأيكولاليا عند الأطفال «ترديد الكلام»

الأيكولاليا هي حالة كلامية تتميز بالترديد اللاإرادي لما يقوله الأخرون من كلمات أو مقاطع أو أصوات دون فهم وتبدو وكأنها مجرد صدي للكلام، فهي عبارة عن قصور في فهم اللغة الأستقبالية مثال عندما تسأل المعلمة الطفل أسمك إيه؟ فيرد قائلا أسمك إيه؟ويطلق عليها أيضا المصاداه أو ترديد الكلام أو المحاكاة.
وتعد الأيكولاليا بمثابة مرحلة طبيعية في النضج اللغوي لدي الطفل الذي يعاني من قصور في الفهم وبالتالي تأخر في أكتساب اللغة، لكن في حالة طفل التوحد فأنها تعوق نموه اللغوي لأنه يقف عندها، وتستمر الأيكولاليا عند الطفل الطبيعي حتي عمر سنتان ونصف حيث تختفي بمجرد أكتساب الطفل اللغة، أما في حالة طفل إضطراب طيف التوحد فأنها تستمر معه كأسلوب للتفاعل مع الأخرين وتقل في بعضالحالات مع التأهيل، كما تظهر الأيكولاليا أيضاً عند أطفال الأعاقة العقلية والتأخر اللغوي، وللأيكولاليا أهمية عند طفل الأوتيزم حيث أن الكلمات التي يتم تكرارها تصبح معلومات مختزنه لديه يرجع اليها فيما بعد، ومن أنواع الأيكولاليا الأكثر إنتشاراً الأيكولاليا المباشرة "الفورية" و الأيكولاليا المؤجله، ويبدأ الطفل الذاتوي بترديد الكلمات أو الأغاني بنفس اللهجة التي يسمعها من الأخرين ويردد الكلام بنفس شدة الصوت الذي يوجه اليه بعد السماع مباشرة وهذا في الأيكولاليا المباشرةأما فيالأيكولاليا من النوع المؤجلةأحيانا يقوم بتكرار أخر كلمة فقط من الجملة التي يسمعها مثال عند سؤاله شايف إيه في التليفزيون؟ يرد يقول التليفزيون.ويقوم الطفل بتكرار عبارة أو كلمات قد سمعها من شخص أخر بعد مرور فترة من الوقت قد تكون أيام أو أسابيع أو شهور وقد تصل إلي سنة، ويعد الحل الأمثل للأيكولاليا"ترديد الكلام"هو أن يتم عمل إغلاق سمعي بمعني قيام المعلمة بأصدار سؤال للطفل أسمك إيه بصوت منخفض وتقوم بالرد بصوت عالي أحمد ويمكن الأستعانة بشادو تيتشر "معلمة الظل" حيث تقف المعلمة أمام الطفل والشادو تيتشر خلفه وتسأل المعلمة أسمك أيه؟ وترد الشادو تيتشر خلف الطفل وتقول أحمد أو ممكن الأستعانة بورقة كبيرة مكتوب بها الأجابة ترفعها المعلمة بعد كل سؤال.
وأخيراً وليس أخراً نود أن نطمئن كل أم من الممكن أن تلاحظ علي طفلها وجودالأيكولاليا عنده أنه ليس بالضرورة أن يكون طفل إضطراب طيف توحد لذلك لابد أن لا نتسرع في التشخيص حيث كما سبق وأن أوضحنا أنه من الممكن أن يكون الطفل غير ذاتوي لكنه في نفس الوقت يعاني من تأخر وقتي في الفهم وبالتالي في إكتساب اللغة، حفظ الله لنا أبنائنا فهم مستقبلنا ومستقبل وطنا.