أكد الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، فإن قام به البعض فازوا بالأجر وإن تركه الجميع أثموا كسائر فروض الكفايات. وطالب "عبدالجليل" الدعاة والأئمة بأن يقوموا بوظيفتهم، معلمين واَمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، بالضوابط التي تعلموها وقال عبدالجليل: أدعو الله تعالى أن يوفق من أسند إليه هذا الواجب من الأئمة والدعاة أن يقوم به على خير ما يرام، حتى لا ندع الفرصة لجماعات تدعي أحقيتها بالقيام بهذا الأمر. وأضاف "عبدالجليل" أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، موضوع عظيم، جدير بالعناية؛ لأن في تحقيقه مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير، واختفاء الفضائل، وظهور الرذائل، وقد أوضح الله جل وعلا في كتابه أن خيرية هذه الأمة ترجع إلى كونها تأمر بالعروف وتنهى عن المنكر بالإضافة إلى الإيمان بالله، كما في قوله تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ". لافتًا إلى أن المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه وفي عهد السلف الصالح كانوا يعظمون هذا الواجب، ويقومون به خير قيام، والضرورة الأشداء هذا الزمان أشد وأعظم، لكثرة الجهل وقلة العلم وغفلة الكثيرين وانتشار الشر والفساد، وكثرة دعاة الباطل, ولما فرط بنوا إسرائيل في ذلك وأضاعوه، قال الله جل وعلا في حقهم: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} ثم فسر هذا العصيان فقال سبحانه: "كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ". أما الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لأغراض أخرى: كرياء وسمعة، أو حظ عاجل أو أسباب أخرى، أو يتخلفون عن فعل المعروف، ويرتكبون المنكر، فهؤلاء من أخبث الناس، وعاقبتهم سيئة. وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه -أي أمعاؤه- فيدور في النار كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع عليه أهل النار فيقولون: مالك يا فلان؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال فيقول لهم: بلى ولكني كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه".