وزير الخارجية يؤكد أهمية مواصلة تفعيل دور الآلية الثلاثية بين مصر والجزائر وتونس لتوحيد المؤسسات الليبية    الزمالك يوجه الشكر لمدرب فريق الطائرة    18 يناير أولي جلسات محاكمة الزوج المتهم بإنهاء حياة زوجته بالمنوفية بعد 4 أشهر من الزواج    جهاز تنمية المشروعات يمد معرض تراثنا حتي السبت 20 ديسمبر    رئيس قطاع الفنون التشكيلية يتابع أعمال تطوير "متحف بيت الأمة"    لافروف مشيدا بمصر: زيادة التبادل التجاري وتعاون استراتيجي في قناة السويس    محافظ المنيا يعلن افتتاح 4 مساجد في 4 مراكز ضمن خطة وزارة الأوقاف لتطوير بيوت الله    أمم إفريقيا - استبعاد حسام عوار من منتخب الجزائر.. واستدعاء لاعب أنجيه    إنبي ينتظر عرض الاتحاد السكندري لضم ثنائي الفريق    القومي للمرأة يشارك في فعاليات معرض فود أفريكا    الداخلية عن بوست لشخص يدعي تعرضه للضرب:«خلاف على مكان بيع الخضار»| فيديو    تحرش لفظي بإعلامية يتسبب في وقوع حادث تصادم بالطريق الصحراوي في الجيزة    في ختام 2025، الإسماعيلية تحتفي بكوكب الشرق بحفل في المسرح الروماني    فظللت أستغفر الله منها ثلاثين سنة.. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الجمهورية    خالد عبد الغفار يشدد على ضرورة تقديم دعم عاجل ومستدام للنظام الصحي الفلسطيني    750 عبوة غذائية للأسر الأكثر احتياجًا ضمن قافلة الخير بالعامرية أول في الإسكندرية    10 يناير موعد الإعلان عن نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025    الأردن يرحب بإلغاء عقوبات "قيصر" ويؤكد دعمه لجهود إعادة البناء في سوريا    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ووزيرة التنمية المحلية ومحافظ سوهاج يتفقدون ممشى كورنيش النيل    الداخلية توضح حقيقة السير عكس الاتجاه بطريق قنا - الأقصر الغربي    المهندس أشرف الجزايرلي: 12 مليار دولار صادرات أغذية متوقعة بنهاية 2025    لقاء أدبي بفرع ثقافة الإسماعيلية حول أسس كتابة القصة القصيرة    وائل كفوري يمر بلحظات رعب بعد عطل مفاجى في طائرته    وزير الصحة يلتقي الأطباء وأطقم التمريض المصريين العاملين في ليبيا    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر رجب.. في هذا الموعد    جوارديولا يعلن غياب 4 لاعبين عن السيتي أمام وست هام    الصحة: تنفيذ برنامج تدريبي لرفع كفاءة فرق مكافحة العدوى بمستشفيات ومراكز الصحة النفسية    لمربي الثروة الحيوانية والداجنة .. 20 توصية لمواجهة التقلبات الجوية الباردة    توصيات ندوة أكاديمية الشرطة حول الدور التكاملي لمؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث    جامعة عين شمس تواصل دعم الصناعة الوطنية من خلال معرض الشركات المصرية    عماد أبو غازي: «أرشيف الظل» ضرورة بحثية فرضتها قيود الوثائق الرسمية.. واستضافة الشيخ إمام في آداب القاهرة 1968 غيرت مساره الجماهيري    حماس: محادثات ميامي لن تفضي لوقف خروقات إسرائيل للهدنة    بوتين لزيلينسكي: ما دمت على عتبة الباب لماذا لا تدخل؟ الرئيس الروسي يسخر من نظيره الأوكراني    يبدأ رسميًا 21 ديسمبر.. الأرصاد تكشف ملامح شتاء 2025 في مصر    "تموين المنوفية" يضبط 70 ألف بيضة فاسدة قبل طرحها بالأسواق في السادات    انطلاق مبادرة لياقة بدنية في مراكز شباب دمياط    ندوة تناقش 3 تجارب سينمائية ضمن مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    النتائج المبدئية للحصر العددي لأصوات الناخبين في جولة الإعادة بدوائر كفر الشيخ الأربعة    فضل قراءة سورة الكهف.....لا تتركها يوم الجمعه وستنعم بالبركات    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابه    سلام: العلاقة بين مصر ولبنان تشمل تفاعلا في المسار واتفاقا في الرؤى    نواف سلام: العلاقة بين مصر ولبنان أكثر من تبادل مصالح إنها تكامل في الرؤية وتفاعل في المسار وتاريخ مشترك    ضبط 20 متهمًا أثاروا الشغب بعد إعلان نتيجة الانتخابات بالإسماعيلية    رئيس هيئة الرعاية الصحية يشهد ختام مشروع منحة FEXTE الفرنسية    "الوزراء": الحكومة تمنح تيسيرات لزيادة عدد الغرف الفندقية وتحويل بعض المنشآت السكنية    وزيرة التخطيط تختتم الحوار المجتمعي حول «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية»    وفاة طبيب متأثراً بإصابته إثر طلق ناري أثناء مشاركته بقافلة طبية في قنا    تعرف على مسرحيات مبادرة "100 ليلة عرض" في الإسكندرية    الزمالك في معسكر مغلق اليوم استعداداً للقاء حرس الحدود    اليوم.. الأهلي يواجه الجزيرة في دوري سيدات اليد    أطعمة تقوي المناعة.. كيف يساعد الغذاء الجسم على مواجهة الإنفلونزا؟    الدفاع الروسية: قواتنا سيطرت على 4 بلدات أوكرانية خلال الأيام الماضية    الداخلية تضبط 20 شخصا من أنصار مرشحين بسبب التشاجر فى الإسماعيلية    جامعة السوربون تكرم الدكتور الخشت بعد محاضرة تعيد فتح سؤال العقل والعلم    أستاذ لغويات: اللغة العربية تمثل جوهر الهوية الحضارية والثقافية للأمة    أبو الغيط يرحب بانتخاب برهم صالح مفوضًا ساميًا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة    المنتخب يخوض أولى تدريباته بمدينة أكادير المغربية استعدادا لأمم إفريقيا    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعمال لا ينبغي فعلها مع الوضوء.. على جمعة يوضحها
نشر في صدى البلد يوم 06 - 12 - 2020

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن الوضوء هو أهم شروط الصلاة، فلا يقبل الله صلاة العبد إلا إذا كان على الطهارة، وهو شرعًا معناه إيصال الماء إلى الأعضاء الأربعة مع النية في ذلك، فيبتدأ المسلم بغسل الوجه، ثمّ غسل اليدين، ثمّ يمسح على رأسه، ثمّ يغسل رجليه، ولفظ الوضوء مأخوذ من الوضاءة بمعنى الحسن والنظافة.
وأضاف "جمعة"، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن مكروهات الوضوء تعني أن هناك أعمالًا لا ينبغي فعلها مع الوضوء، وإن حدثت منه فإن ذكر مكروه وليس حرام، بمعنى أنه لا يأثم عليه والأولى ترك هذه الأعمال.
وأوضح أن من مكروهات الوضوء بأنها: ترك أي شيء من سنن الوضوء، الإسراف في الماء، الزيادة على ثلاث، الاستعانة بمن يقوم بأعمال الوضوء للمسلم بغير عذر (كالاستعانة بالخادم مثلًا)، المبالغة في المضمضمة والاستنشاق للصائم.
وتابع قائلًا: ننتقل الآن إلى مبحث آخر من المباحث المهمة في كتاب الطهارة والمتعلق بمبحث الوضوء، وهو آداب قضاء الحاجة.
وأكد على أن الإسلام دين الحياة، ودين النظام، علم الإنسانية آداب التعايش مع كون الله، كما علم الإنسان كيفية التعايش مع نفسه، ولذلك وضع آدابًا للطعام، وأدابًا للشراب، وآدابًا للنوم، وآدابًا للحديث، وآدابًا للجلوس، وآدابا للقيام، وآدابًا لقضاء الحاجة، وكل هذه الأشياء عرفتها الحضارة الغربية بعد ذلك باسم « الإتيكيت » أي أدبيات التعايش مع المجتمع الإنساني، فالإسلام سباق في وضع تلك الأدبيات، وعلم الدنيا كلها هذه الأمور.
والأولى أن يجمع من يتطهر من البول والغائط بين حجر الاستنجاء (المنديل الورق) والماء، وإن أراد الاقتصار على أحدهما (المنديل الورق أو الماء) فالماء أولى.
اقرا أيضًا| هل أكل لحم الجمل ينقض الوضوء ؟ رأيان للعلماء والإفتاء تحسم الجدل
فضل الوضوء
أولًا: الوضوء يجعل المسلم من الغر المحجلين يوم القيامة، ففي الحديث الشريف: «إن أمتي يأتون يومَ القيامةِ غرًا محجّلين من أثرِ الوضوءِ، فمن استطاع أن يطيلَ غرتَه فليفعلْ»، ومعنى الغر هو البياض الذي يكون في جبهة الفرس، والتحجيل هو البياض الذي يكون على قوائم الفرس، ومعنى أن يكون المسلمون يوم القيامة غرًا محجلين أي يسطع النور من وجوههم وأيديهم وأرجلهم من آثار الوضوء في الدنيا، وهذا مما اختص الله به هذه الأمة دون غيرها من الأمم.
ثانيًا: الوضوء به ينال المسلم محبة الله تعالى، قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ».
ثالثًا: الوضوء سبب من أسباب دخول الجنة، فمن توضأ فأحسن وضوءه، ثمّ نطق بالشهادتين، فتحت له أبواب الجنة الثمانية ليدخل من أي باب منها، روى مسلم (234) وأبو داود (169) والنسائي (148) والترمذي (55) وابن ماجة (470) وأحمد (122) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عن عُمَر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».
رابعًا: الوضوء يرفع درجات المسلم، ويكفر سيئاته، فعن أَبي هريرةَ -رضي الله عنه-أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: «أَلا أَدُلُّكُمْ عَلى مَا يمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلى يَا رسولَ اللَّهِ. قَالَ: إِسْباغُ الْوُضُوءِ عَلى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخطى إِلى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذلكُمُ الرِّباطُ» رواه مسلم.
خامسًا: الوضوء به تنحل عقدة من عقد الشيطان التي يربطها على قافية المسلم حينما ينام، أخرج البخاري في "صحيحه" (1142)، ومسلم في "صحيحه" (776)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ».
سادسًا: الوضوء هو شطر الإيمان، بالوضوء يحقق للمسلم الطهارة الحسية والمعنوية، فالطهارة الحسية هي ما يتعلق بالقاذورات والنجاسات، وأما الطهارة المعنوية فهي ما يتعلق بالمعاصي والذنوب، فعن أبي مالكٍ الحارث بن عاصمٍ الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور -الوضوء- شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأان - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نورٌ، والصدقة برهانٌ، والصبر ضياءٌ، والقرآن حجةٌ لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها» (رواه مسلم).
سابعًا: الوضوء قبل النوم سبب من أسباب الموت على الفطرة مع ما ورد معه من دعاء فقد أخرج البخاري ومسلم عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ: لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».
ثامنًا: الوضوء من علامات إيمان العبد، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ». أخرجه مالك.
فضل الوضوء بالماء البارد
قال الشيخ عويضة عثمان مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، إن الوضوء بالماء باردًا في فصل الشتاء له أجر عظيم وثواب جزيل للمتوضئ.
واستشهد «عثمان»، بما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟"، قَالَوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ».
وأوضح مدير الفتوى، أن إسباغ الوضوء على المكاره: يعني إتمام الوضوء في أيام الشتاء لشدة برودة الماء فيها فتحدث مشقة على النفس فإذا أسبغ الإنسان وضوءه مع هذه المشقة دل ذلك على كمال إيمانه فيرفع بذلك درجات العبد ويحط عنه خطيئته.
وتابع: وذكر ابن القيم أن الوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية، ولكن إذا وجد ماء دافئ وبارد يستحب العدول عن البارد واستعمال الدافئ في شدة البرد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، والله تبارك وتعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
ونوه بأن الوضوء بالماء البارد عبودية عند عدم وجود غيره، وفي الحديث «إن خير دينكم أيسره» قالها ثلاثا وهكذا يخطئ بعض الناس في فهم حديث «أجرك على قدر نصبك» والمراد إن لم تتأت العبادة إلا بمشقة لاتتعمد الشقة، وقوله تعالى: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ».
وشدد على أنه يجوز أن يدفئ الماء للوضوء والاستحمام حتى لا يعرض نفسه للهلاك لقوله تعالي: وَ«لاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ»، وروي أن رجلًا أصابته جنابة وبه جراح فاحتلم واستفتى فأمروه أن يغتسل فاغتسل فمات فبلغ ذلك النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال ما لكم قتلتموه قتلكم الله ألم يكن شفاء العى السؤال قال عطاء فبلغنى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال اغتسل واترك موضع الجراح».
حكم الوضوء بالماء الساخن
نوه الشيخ عويضة عثمان، بأنه يفضل الوضوء بالماء الدافئ بدلًا البارد في فصل الشتاء، لأنه أبلغ في الإسباغ، لكن إذا احتاج الماء البارد وصبر عليه له فضل عظيم.
وألمح إلى أن الماء الدافئ يكون أعون له على الإسباغ وإتمام الوضوء كما شرع الله سبحانه وتعالى، وأبلغ أيضا في إزالة الأوساخ والنظافة، لما جاء في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا أدلكم على ما يرفع به الدرجات ويمحو به الخطايا؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره".
حكم تنشيف الأعضاء بعد الوضوء في الشتاء
بعض الناس يتحرج من تنشيف الأعضاء بعد الوضوء في الشتاء، وجمهور العلماء قالوا بإباحة تنشيف الأعضاء بعد الوضوء في الشتاء وغير الشتاء؛ لأن الأصل في هذا الفعل الإباحة.
وذكر ابن قدامة المقدسي الحنبلي في كتابه المغني: «لا بأس بتنشيف أعضائه بالمنديل من بلل الوضوء والغسل، وهو المنقول عن الإمام أحمد، وقد روي أخذ المنديل بعد الوضوء عن عثمان والحسن بن علي وأنس، وكثير من أهل العلم، وهو الأصح؛ لأن الأصل الإباحة، تركُ النبي صلى الله عليه وسلم لا يدل على الكراهة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد يترك المباح كما يفعله».
وأكمل الإمام النووي: «وحكى ابن المنذر إباحة التنشيف عن عثمان بن عفان، والحسن بن علي، وأنس بن مالك، وبشير بن أبي مسعود، والحسن البصري، وابن سيرين، وعلقمة، والأسود، ومسروق، والضحاك، ومالك، والثوري، وأصحاب الرأي، وأحمد، وإسحاق».
إحسان الوضوء
كيفية إحسان الوضوء يأتي بأمور منها، أولها: المحافظة على فرائضه وسننه وإسباغه يعني التثليث فيه وألا يتعجل فيه، ثانيًا: أن يتوضأ لكل صلاة، ف الوضوء لكل صلاة نور على نور حتى لو كان متوضأ، عندما يعود الإنسان نفسه على الوضوء لكل صلاة هذا ثواب كبير ولكل وضوء ثوابه عند الله.
ثالثًا: أن يتذكر في وضوئه القضية التي من أجلها شرع الوضوء، ف الوضوء فيه إشارة إلى طهارة البدن إلى طهارة الثياب إلى طهارة القلوب لمناجاة علام الغيوب، فهذا المعنى ينبغي عليه أن يتذكره، يتذكر أنه كلما غسل عضوا من أعضاء الوضوء فإن الآثام تتساقط منه، يتذكر أن هذا الوضوء وهو باب من أبواب الخير يكفر الخطايا، يتذكر أن هذا الوضوء وهو باب من أبواب الخير يعلي الدرجات ويرفعها.
كيفيّة الوضوء الصحيح
كيفيّة الوضوء الصحيح ورد في قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ». (سورة المائدة:6)
ويتبيّن من الآية الكريمة أنّ هناك عدّة خطوات يجب على المُسلم أن يقوم بها عند الوضوء، وهي على التّرتيب كالآتي: ينوي المسلم بقلبه الوضوء، ثمّ يقول: «بسم الله». يقوم بغسل كفّيه ثلاث مرّات.
يتمضمض ثلاث مرّاتٍ، وذلك عن طريق وضع الماء في فمه ثمّ إخراجه، ويستنشق ثلاث مرّات، وهو جذب الماء عن طريق النَّفَس إلى الأنف، ثمّ يستنثر الماء، فقد قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: «وبالغ في الاستنشاق إلّا أن تكون صائمًا».
يغسل الوجه كاملًا ثلاث مرّات، وحدود الوجه هي منابت شعر الرّأس إلى آخر الذّقن، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى، وإن كان بالوجه شعرٌ أو لحيةٌ خفيفةٌ وجب غسلها وما تحتها من البشرة، وإن كان الشّعر كثيفًا وجب غسل ظاهره.
يغسل اليدين إلى المَرافق ثلاث مرّات من أطراف الأصابع إلى المرفقين، ويبدأ باليمين أوّلًا، ويمسح رأسه مرّةً واحدةً. يمسح أذنيه مرّةً واحدةً. يغسل الرّجلين إلى الكعبين ثلاث مرّات مع تخليل المياه بين الأصابع. يدعو بالدعاء المأثور عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
بعد أن ينتهي من الوضوء، فيقول: «أشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، اللهمّ اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهّرين».
موجبات الوضوء ومستحباته
موجبات الوضوء هناك العديد من العبادات التي يجب لها الوضوء، ولا تصح بدونه، وهذه العبادات هي: الصلاة: فقد دلّت النصوص الشرعية الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية على وجوب الوضوء للصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ»، ومن صلّى بغير وضوء ناسيًا أو جاهلًا بذلك فلا يؤاخذ، لكن يجب عليه إعادة الصلاة.
الطواف حول الكعبة: حيث إن الطواف كالصلاة، ويجب الوضوء له سواء أكان طواف فرض أو نافلة، وقد دلّ على ذلك النصوص الشرعية وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أمرنا رسول الله أن نأخذ عنه مناسك العمرة والحج فنقتدي به.
مس القرآن الكريم: فلا يجوز للمحدث أن يمسّ القرآن الكريم، واستثنى العلماء من ذلك الأطفال والصغار. ما يُستحبّ له الوضوء يُستحبّ الوضوء لما يأتي: قراءة القرآن الكريم وذكر الله سبحانه. إذا أراد الجنب الأكل أو الشرب أو النوم. قبل الاغتسال. قبل النوم. الوضوء لكل صلاة.
سنن وفرائض الوضوء فرائض الوضوء
فرائض الوضوء التي لا يكون الوضوء صحيحًا إلا بها هي: النّية: فلا يصحّ العمل عند الله -تعالى- ولا يُقبل إلا بالنية، وهي عقد القلب على العبادة تقرّبًا إلى الله عز وجل، ومكان النية القلب.
غسل الوجه: اتّفق الفقهاء على أنّ غسل ظاهر الوجه بكامله مرّةً فرض من فروض الوضوء، وهو ما بين الأذن إلى الأذن، ومنابت الشعر إلى أسفل الذقن.
غسل اليدين إلى المِرفقين: اتّفق الفقهاء على أنّ غسل اليدين إلى المِرفقين ركنٌ من أركان الوضوء وفرض من فروضه.
مسح الرّأس: اتّفق الفقهاء على أنّ مسح الرّأس في الوضوء من أركانه وفرض من فروض الوضوء، ولا يسمّى مجرّد وضع اليد أو الأصابع على الرأس مسحًا، بل يتحقّق ذلك بتحريك اليد مسحًا على الرأس وإصابته بالبلل.
غسل الرّجلين إلى الكعبين: والكعبين هما العظمتان الناتئتان، وتكون عند مفصل القدم وساقه.
التّرتيب: والمراد بالتّرتيب أن يأتي بالطّهارة عضوًا بعد عضو، كأن يغسل الوجه ثم اليدين إلى المِرفقين، وهي من الفروض المختلف فيها بين العلماء، حيث إن بعضهم يراه فرضًا؛ كالشافعي، وأحمد بن حنبل، وابن عباس، وعثمان، وعلي -رضي الله عنهم- وغيرهم، والبعض الآخر لا يراه فرضًا، كأبي حنيفة، ومالك، والزهري، وأبي داود، وسعيد بن المسيّب -رضي الله عنهم- وغيرهم، وكل منهم له أدلته.
المُوالاة: وهي غسل الأعضاء على سبيل التّعاقب بحيث لا يجف العضو الأول قبل الشّروع في الثّاني، فلا يفصل المتوضّئ بين الأعضاء بفاصلٍ زمنيٍّ طويل، وهي من الفرائض المختلف فيها كذلك.
سنن الوضوء
للوضوء سنن كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وحثّنا على فعلها من غير إلزام، ولا إثم على من تركها، لكنّ لها أجرًا عظيمًا، ويثاب فاعلها وتزيد من حسناته، وهذه السنن هي: التسمية عند البدء بالوضوء.
السواك عند أول الوضوء أو المضمضة، وغسل الكفّين ثلاث مرّات أوّل الوضوء، المبالغة في المضمضة والاستنشاق، ويكون ذلك لغير الصائم. التخليل: ويكون ذلك بتخليل اللحية وأصابع اليدين والرجلين، وغسل الأعضاء ثلاث مرات: ويكون ذلك بغسل الكفين، والمضمضة، والاستنشاق، وغسل الوجه، واليدين إلى المرفقين، والرجلين إلى الكعبين.
التيمّن بغسل اليد والقدم اليمنى قبل اليسرى. دلك الأعضاء أثناء الوضوء وعدم الإسراف بالماء، والدعاء والذكر المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الوضوء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.