الصدفة والتوفيق و الرسائل الربانية المتكررة التي تظهر عظمة مصرنا الحبيبة، ووحدة شعبها الدائم عبر العصور المختلفة، كانت هذه الأمور الثلاثة جميعها وراء الصورة الأجمل اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي خاصةً موقع "فيسبوك". تواصل " صدى البلد" مع صاحب الصورة التي يظهر فيها قمص مسيحي وشيخ أزهري يتبادلان السلام بالأيدي من خلال صدفة بحتة أثناء مرورهما من أمام محطة انتظار قطار اسيوطالأقصر، بمدينة نجح حمادي، شمال محافظى قنا، اليوم الأحد. يقول " حسن جمال" صاحب الصورة، والطالب بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بأسيوط ل موقع «صدى البلد» : "حبي لتوثيق اللحظات المميزة بالموبايل بدأ منذ عام 2019، و دائمًا ما أجعله في وضع الاستعداد، خاصةً أثناء ركوبي القطر وعودتي إلى محافظي الأقصر في إجازة من كليتي تسمتر لمدة أسبوع". يوضح طالب الفرقة الثانية بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر: " انطلق قطار أسيوطالأقصر الساعة ال 8:15 صباح اليوم في رحلة سفر تستمر لمدة 5 ساعات أركز في معظمها على جميع ما يدور حولي رغبة في توثيق أي لحظة عبارة بصورة تظهر جمالها وأبعادها". يتابع ابن محافظة الأقصر: "في حدود الساعة ال 12 ظهرًا وقبل انطلاق القطر بقليل لاحظت قسيس مسيحي يسير في مقابل شيخ الأزهري، فحضرت كاميرا هاتفي التي اجعلها في وضع الاستعداد، التقطت الصورة الأولي وهما يتقابلان فقط". لكن سرعان ما تبادل المصريين السلام في صورة تدل على المحبة والإيخاء الدائم وهما لا يعرفان أني التقط الصورة، وكان في هذه اللحظة بجواري فتاة مسلمة و في مقابلتها فتاة مسيحية لاحظتان التقاطي الصورة ليتبادلان الضحك أيضًا في مشهد يدل على ما في قلوب المصريين تجاه بعضهم باختلاف ديانتهم من محبة. " الحمد لله ربنا رزقني بالصورة دي" .. هكذا عبر الشاب العشريني حسن جمال عن فرحته بالصورة التي شاركتها الآلاف المصريين في ساعات قليلة مع تعليقات تشرح الصدر وتضيف علي النفوس طمأنينة بما يميز وطننا الحبيب. كان من أبرز هذه التعليقات: " جمالك يا مصر ... عظمة على عظمة .. الله الله .. صورة عظيمة جدا ومبهجة.. مصر في صورة .. السلام رسالة الأديان .. أجمل ما فينا.. المحبة في مصر .. حفظنا الله من الفتن وحفظ الله مصر". لم تكن هذه الصورة الأولي التي يبرز فيها حسن جمال لمصر، فاعتاد ابن مدينة الحضارة والجمال على تصوير الأماكن السياحية في بلده الأقصر، وكذلك الاحتفالات الدينية والشعبية بها كالمولد النبوي، سماحة شعبها، وبالتأكيد لم ينسي كورونا بكاميرا هاتفه المتواضع. أم حسن هي أكثر من شجعته على التصوير، ويعد أن توفاها الله هي ووالده منذ فترة قريبة، قرر أن يزكر طوال الوقت على تحقيق حلمها بأن يكون مصورا عالميًا في المستقبل، معتمدًا على نفسه، بعد تخرجه من جامعته بتقدير مرتفع. نفسي اكون من مصوري النادي الأهلي بداية ً وقودوتي في هذا " أحمد تيمة وعمرو فهمي" .. هذا ما يحلم به حسن إضافة إلى امتلاكه كاميرا بإمكانيات عالية يظهر بها لقطات تبرز الجمال المصري في المحافظات المختلفة، إضافة إلى أنه يود السفر إلى الصين حيث القطات المميزة في شوراعهم، والطبيعة في تايلاند.