وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى جنوب السودان اليوم الجمعة،للمرة الأولى منذ انفصال الجنوب عام 2011 وهي زيارة تثير آمالا حذرة بأن يتخذ الخصمان السابقان خطوات نحو التعايش السلمي. واتفق البلدان في مارس الماضي على استنئاف تدفقات النفط عبر الحدود واتخاذ خطوات لنزع فتيل التوتر الذي خيم على العلاقات بينهما منذ ان استقل جنوب السودان في يوليو تموز 2011 في أعقاب اتفاقية أنهت حربا أهلية استمرت عقودا. لكنهما لم يتوصلا بعد الى اتفاق بشأن النزاع على أبيي ومناطق اخرى على حدودهما المتنازع عليها والتي تمتد لمسافة 2000 كيلومتر. وكان البشير يعتزم السفر إلي جوبا قبل عام لكنه ألغى الزيارة عندما تفجر قتال على الحدود بين البلدين كاد أن يتحول لحرب شاملة. وهبط البشير في مطار جوبا يرافقه وفد من 65 مسؤولا وكان في استقباله سلفا كير رئيس جنوب السودان. واصطف أفراد الشرطة في الشوارع الرئيسية التي أغلقت وزينت بأعلام الدولتين. وسيبحث البشير وكير اتفاقيات النفط والأمن والتجارة عبر الحدود فضلا عن النزاعات الحدودية المتبقية. ويأمل كثيرون في جنوب السودان في أن تنهي زيارة البشير واحدا من أطول الصراعات في أفريقيا وقال روبرت موري طالب الهندسة "نحتاج للعيش في تناغم. نحتاج للسلام بين السودان وجنوب السودان. ولم يحسم انفصال جنوب السودان قائمة طويلة من النزاعات ومن بينها نزاعات حدودية فضلا عن قيمة الرسوم التي ينبغي ان يدفعها جنوب السودان البلد الذي لا يطل على بحار- مقابل تصدير نفطه عبر أراضي السودان. وكان أحدث بلد في افريقيا قد أوقف انتاجه النفطي بالكامل والبالغ 350 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني من العام الماضي في ذروة النزاع حول رسوم استخدام خط الأنابيب وهو توقف ألحق ضررا باقتصاد البلدين. واتفق الجانبان فيما بعد على استئناف شحنات النفط ومنح الاقامة لمواطني كل من البلدين في البلد الآخر وزيادة حجم التجارة عبر الحدود وتشجيع توثيق التعاون بين مصرفيهما المركزيين. واستأنف جنوب السودان الاسبوع الماضي انتاجه النفطي ومن المتوقع أن تصل أول شحنة من الخام الي مرفأ التصدير في ميناء بورسودان السوداني على البحر الاحمر بحلول نهاية مايو الماضي. وسحب البلدان ايضا قواتهما من مناطق الحدود وفقا لاتفاق تم التوصل اليه بوساطة الاتحاد الافريقي في سبتمبر الماضي. والزيارة السابقة للبشير الى جوبا كانت في التاسع من يوليو 2011 لحضور الاحتفالات بالانفصال الرسمي لجنوب السودان. وقتل حوالي مليوني شخص في الحرب بين شمال وجنوب السودان والتي اذكتها انقسامات بشأن الدين والنفط والعرق والايديولوجية وانتهت في 2005 باتفاقية مهدت الطريق الى انفصال الجنوب.