يقع في قلب القاهرة وتحديدا في باب الشعربة، تظنه لاول وهلة مقلب قمامة او منزل آيل للسقوط، رائحة القمامة والحشرات الزاحفة والطائرة تحيطه من كافة الاتجاهات، وبمجرد قربك منه يلحق بك "عم محمد" شيخ مسجد "سيدي مدين الاشموني" قائلا : انا عارف انتوا جايين لية بس المسجد مقفول من سنة 90 ومفيش حد بيتحرك. وقال الشيخ محمد: قدمت شكاوي وبلاغات كتير بس مفيش اي استجابة بترميمه واخر تحرك كان سنة 1990 اغلقوه للترميم والي الآن الوضع يزداد سوءا يوم بعد يوم. ونظرا لكونه مسجل اثر رقم 82 فكان يقصده عدد كبير من السياح كل عام من بلاد تونس والمغرب واندونيسيا وغيرها من البلاد العربية والاجنبية لزيارة المسجد ومقام سيدي مدين الاشموني من اولياء الله الصالحين. وقالت نهي عبد الحميد احد سكان العقار المقابل للمسجد: كنا كل سنة بنعمل مولد وكان بيجيله ناس مخصوص من كل حتة بس اتوقف بعد ما المسجد اتقفل وبقي عبارة عن خرابة فيها قمامة وحشرات وملجأ للحيوانات الضالة. واضافت ايمان : المسجد علي مساحة كبيرة جدا وطرازه من الداخل رائع مصنوع من الرخام والاعمدة علي الطراز الاسلامي القديم، نفسنا يرجع زي الاول والناس تصلي فيه زي زمان وبنتمنى حد يسمع لنا هذه المرة. كانت مواقع التواصل الاجتماعي شهدت خلال الايام القليلة الماضية تداول صور لمسجد سيدي مدين الاشموني وهو غارق في مياه الصرف الصحي والمياة الجوفية حيث لاقى تفاعل كبير من مناشدات بانقاذه وترميمه وتوجهت عدسة صدى البلد لرصد حالة المسجد والذي كان مغلق من الخارج تحت مسمى الترميم منذ سنوات. يذكر أن مسجد سيدي مدين الأشموني بُني نحو (870ه-1465م) ويقع بحارة مدين في باب الشعرية، وبه ضريح سيدي مدين الذي كان من المتصوفين. ويشتمل المسجد على حوش جنائزي إلى جانب حجرتين للدفن إحداهما خاصة بالشيخ مدين، والأخرى ربما خصصت لأولاده، واشتمل المسجد كذلك على مجموعة من العناصر الزخرفية والمعمارية كلها تمثل الأسلوب الذي ساد عمائر العصر الجركسي، وبالرغم من أن المسجد يتبع طراز المدارس، إلا أنه استعمل كمسجد وزاوية للشيخ مدين خصصت للصلاة وإلقائه الدروس على مريديه. ويتكون المسجد من صحن مستطيل تحيط به أربعة إيوانات، يوان القبلة، وتتقدمه بائكة من ثلاثة عقود على شكل حدوة الفرس المدببة، تعتمد على عمودين من الرخام تيجانها إسلامية الطراز على شكل ثمرة الرمان، ويحتوى يوان القبلة على محراب كبير في وسط جدار اليوان على كل من جانبيه محرابان صغيران سدت جميعها الآن، ويعلو حائط القبلة أربع نوافذ مملوءة بالجص والزجاج المعشق، ويعلو المحراب الرئيسي في الوسط نافذة مستديرة مملوءة بالزجاج المتعدد الألوان.