ورد سؤال الى الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية عبر صفحته الرسمية يقول صاحبه: " تركت الصلاة فترةً طويلةً ، وتبتُ إلى الله ، وأريد أن أقضيَ هذه الصلوات . فهل تجب على الفور أو تجوز على التراخي ؟. رد الدكتور مجدي عاشور خلال البرنامج الإذاعي " دقيقة فقهية " قائلا: اتفق الفقهاءُ على أنَّ المحافظةَ على الصلواتِ ، وأداءها في أوقاتها من أفضل القُرَبَات ، وأعظم الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ؛ فعَنْ أُمِّ فَرْوَةَ قَالَتْ : " سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا " .
وأضاف عاشور اختلف الفقهاء في وجوب قضاء الفرائضِ ؛ هل على الفور أو التراخي ؟ ، فَذهبَ الحنفيَّةُ في الأصح والمالكيَّةُ والحنابلةُ إلى أن قضاء الفوائتِ يكون على الفور ما دام لا يوجد عذر أو مشقة أو انشغال بقضاء الأمور الضروريَّة ، وإلا جاز تأخيرها ؛ لما أخرجه البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً ، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا " . وتابع: ذهب فقهاءُ الشافعيَّةُ إلى أن قَضاءَ الصَّلاةِ الفائتة يكون على التراخي إذا فاتت بعذر كالنسيان ونحوه ، وفي هذه الحالة تعجيلها مستحب ، وإن فاتت بغير عذرٍ فالصحيحُ أن قضاءها يكون على الفور ؛ لأن صاحبها مُفرِّطٌ بتركها.
والخلاصة : أن المسارعةَ واجبةٌ في قَضاءِ الصلوات الفائتة كلما تيسَّر ذلك ؛ لأنها تعتبر دَيْنًا لله ، ودين الله أحقُّ بالقضاء ، أما إذا ضاق به الوقت لطلب الرزق ونحوه مما يحتاجه الإنسان ، فله أنْ يُقَلِّدَ مَن قال بأنَّ القضاء على التراخي ، فيقضي منها كلما استطاع .