قال السفير فتحي الشاذلي، مدير الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي في مصر، إنه سيتم الانتهاء من مخطط تنموي لتطهير مساحات كبيرة من الساحل الشمالي الغربي الممتد من الإسكندرية وحتى الحدود المصرية الليبية، من الألغام بحلول العام 2016. وأضاف السفير فتحي الشاذلي، في تصريحات لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" اليوم، الجمعة، بمناسبة "اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام"، أنه من المقرر أن تنتهي مصر من مخططها التنموي لتطهير الساحل الشمالي الغربي من الألغام والأجسام القابلة للانفجار في العام 2016، وأنه سيتم بحلول ذلك استكمال تطهير المساحات اللازمة من الساحل الشمالي الغربي لإقامة المشروعات التنموية والاستثنمارية. وأوضح أن مصر انتهت من مرحلتين من مخططها التنموي لتطهير الساحل الشمالي الغربي من الألغام، الأولى تضمنت تطهير أكثر من 31 ألف فدان عثر بها على 315 ألف جسم قابل للانفجار، والثانية تضمنت تطهير 26 ألفا و190 فدانا عثر بها على 41 الفا و195 لغما. وأضاف أنه سيتم تسليم هذه الأراضي إلى وزارتي الزراعة والإسكان، وبعدها تبدأ المرحلة الثالثة من المخطط التنموي والتى تستهدف تطهير 190 ألف فدان حتى العام 2016، لتتجاوز جملة المساحة التي تم تطهيرها 247 ألف فدان. وقال إن مصر مستمرة في دفع "فاتورة حرب" لم تشارك بها على مدار هذه الأعوام الطويلة، موضحا أن حقول الألغام التي زرعتها دول المحور والحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية في معركة العلمين تسببت في عدم التنمية والاستقرار وانعدام الأمن في هذه المساحات الشاسعة. وأضاف السفير الشاذلي أن الساحل الشمالي الغربي يحوي نحو 3 ملايين فدان صالحة للزراعة والرعي وتنمية الثروة الحيوانية ومختلف الصناعات الزراعية، وأكثر من 650 مليون متر مكعب من الثروات المعدنية، و4.9 مليار برميل نفط، كما يحوي 13.4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، بجانب الإمكانيات الهائلة للتنمية السياحية، وسيكون ذلك متاحا للاستغلال الاقتصادي عقب الانتهاء من عمليات التطهير وتوطين المواطنين وإقامة المشروعات الاقتصادية. وأوضح أن الخطة الموضوعة لتنمية هذه المناطق بعد تطهيرها من الألغام تقضي بإنفاق 60 مليار جنيه لتوفير نحو 384 ألف فرصة عمل جديدة، تكون بمثابة النواة لاجتذاب مليون ونصف مليون مصري يقيمون بالمنطقة بحلول العام 2022. وأشار مدير الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي في مصر إلى أن مساحة الساحل الشمالي الغربي الممتد من غرب محافظة الإسكندرية وحتى الحدود المصرية الليبية تبلغ نحو 683 ألف فدان، ينتشر بها نحو 19.7 مليون لغم وجسم قابل للانفجار، من بين 22 مليون لغم وجسم قابل للانفجار في مصر، فيما وصلت مساحة الأراضي الملوثة في الساحل الشمال الغربي حتى عام 1999 إلى نحو 590 ألف فدان تحتوي على حوالي 16.7 مليون جسم قابل للانفجار بعد نجاح الجيش في إزالة نحو 3 ملايين لغم وجسم قابل للانفجار بجهود وتمويلات ذاتية. يذكر أنه طبقا لتقرير الوكالة الصينية كانت الأممالمتحدة اعتمدت في ديسمبر من العام 2005، يوم الرابع من أبريل من كل عام يوما دوليا للتوعية بالألغام، وأن مصر تحوي نحو 21 في المائة من نسبة الألغام والمخلفات القابلة للانفجار في العالم، كما لا توجد اتفاقيات دولية تحمل دول الحرب العالمية الثانية، خصوصا بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، التي تسببت في تلويث الساحل الشمالي الغربي بالمتفجرات، حيث لا تهدد هذه الألغام سلامة البشر فقط، لكنها تحرم مصر أيضا من تنمية الموارد الطبيعية الهائلة التي يحفل بها الساحل الشمالي الغربي، طبقا لما ورد في تقرير البعثة التى أوفدتها الأممالمتحدة بطلب من الحكومة المصرية لدراسة مخاطر الأجسام القابلة للانفجار في العام 2000.