عندما قرأت عن هذا الشاب الجامعي الذى تحرش بخمسين فتاة ومن المحتمل أن يكون العدد أكثر من ذلك. قفز إلى ذهنى سؤال لطالما حيرنى وهو كيف وصل عدد المتحرش بهن إلى خمسين بنتا ؟ ولماذا لم تنكشف هذه الحادثة قبل ذلك فى البنت الأولى مثلا ؟ أقول لحضراتكم السبب هو أن كثيرا من البنات يعتقدن أنهن طالما تعرضن إلى التحرش أنهن السبب الداعي لأن يتحرش بهن هؤلاء الشباب فبالتالى لا تتكلم الفتاة المسكينة أو أنها إذا تكلمت سوف تنفضح هى وأهلها وتصمت وتعتبر وكأن شيئا لم يحدث ولكن كيف تعتبرون التحرش شيئا هينا أتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم وعند رسوله والدليل ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم عندما تعرضت إحدى المسلمات إلى التحرش فى السوق من يهودى أراد أن تكشف عن وجهها فلما رفضت ربط طرف ثوبها فى رأسها دون أن تشعر فلما قامت ظهرت عورتها فصرخت فجاء مسلما ليدافع عنها فقتله اليهودى مات مسلما مدافعا عن المرأة لمجرد حادثة تحرش ولم يقتصر الأمر على ذلك ولكن قام النبى صلى الله عليه وسلم بمحاصرة اليهود أسبوعين كاملين وأجلاهم عن المدينة. أما اليوم نلقى نظرة على الأحداث الجارية فقد تحدث هذة الحادثة مرات ومرات في الأماكن العامة والخاصة المفتوحة والمغلقة المملوءة بالناس والخالية منهم بلا استثناء. تحكى لى فتاة قصتها تقول كنت جالسة فى سيارة أجرة وفجأة أحسست بيد تأتى من خلفى تتلمس جسدى فما كان منى إلا أن أخذت بشنطة يدى وضربت بها من خلفى وعنفته على فعلته ولكنه اعترض قائلا لم أفعل شيئا لماذا تضربيننى والغريب أنه لم يلتفت إليها أحد من الركاب ونظروا لها كأنها هى المذنبة وتقول: إني محجبة وملابسي فضفاضة وحينما وقفت السيارة أسرعت فى النزول وأنا خائفة لأنى سمعت هذا الشاب وهو يتحدث عبر الهاتف ويقول لن أدعها تفلت منى وفعلا لحق بى وأمسك زراعى وصفعنى بالقلم على وجهى وفر هاربا وأيضا لم يتعرض له احد كأن ما يحدث هو شئ معتاد وللأسف هناك الكثير والكثير من القصص لا يتسع المجال لعرضها. فيا أيتها الفتاة لا أقول لك أنت المذنبة ولا يقدر أحد أن يوجه لك أصابع الاتهام أو أن يحجر على تحركاتك ولا مظهرك فخروجك ليس مبررا لأى شاب قد يفكر فى أذيتك فكما أنت مأمورة بالحجاب والاحتشام فالشاب أيضا مأمور بغض البصر حتى لو خرجتى للشارع عارية . وأخيرا نصيحة للفتيات لا تصمتى واصرخى بأعلى صوت وطالبى بحقك من هؤلاء الذكور المستهترين لأن صمتك هو السبب فى تمادى هؤلاء ولا تخجلي من ذكر ما يفعلون فالحياء والخجل بريئان من فعلهم هذا برائة الذئب من دم ابن يعقوب وأنت أيها الشاب لا تفكر أنك فار بفعلتك لا وألف لا فكما تدين تدان وما فعلته ستلقى جزاءه قال تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها"سورة الشورى آية (40) أسأل الله أن يحفظ بناتنا وبنات المسلمين أجمعين.