مر أكثر من شهرين منذ اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولاياتالمتحدة، هذه الفترة التي تحولت فيه االولاياتالمتحدة من دولة عظمى إلى أخرى تكافح من اجل الحفاظ على الاقتصاد وبقاء مواطنيها على قيد الحياة، بعدد إصابات تخطى 700 ألف حالة وعدد وفيات تجاوز 33 ألف حالة وفاة حتى الآن. ما زال الرقم في ازدياد بصورة لا تصدق، أصبحت بها الولاياتالمتحدة هي بؤرة تفشي الفيروس المستجد حاليا، متجاوزة عدد الحالات التي تم الإعلان عنها في الصين وإيطاليا وإسبانيا، لتصبح هي الدولة الأكثر تضررا حتى الآن، وعلى الرغم من ان مسؤولي الصحة أفادوا أن ذروة تفشي الفيروس المستجد في الولاياتالمتحدة لا تزال بعد أسابيع أو ربما أشهر إلا أن تأثر الولاياتالمتحدة به بدا واضحا. إذا فما الأخطاء التي ارتكبتها الولاياتالمتحدة وجعلتها تقع في فخ فيروس كوفيد-19 ؟ قلة عدد الاختبارات تعاملت الولاياتالمتحدة باستهتار مع الفيروس المستجد منذ بداية ظهور حالات على أراضيها، ووفقا لشبكة بي بي سي البريطانية، لم تتبع اي سياسة أو خطط لمواجهة الفيروس، فضلا عن عدم إجراء اختبارات مسح كافية والتي إذا كانت قد أجريت كانت ستحد بشكل كبير من عدد الإصابات الحالية لوقف نقل العدوى. لا تتوافر نقطة المعلومات بالولاياتالمتحدة، أو تقصي وتتبع الحالات، والخبراء لا يعرفون ما هي طرق التتبع المتبعة، ولم يتم حتى الآن اختبار شامل لتحديد المرضى في وقت مبكر وعزلهم. وبحلول منتصف مارس، كانت الإدارة تعد بما لا يقل عن 5 ملايين اختبار بنهاية الشهر، ومع ذلك ، يشير تحليل مستقل في 30 مارس إلى أنه تم إجراء مليون اختبار فقط، وهذا أكثر من أي دولة أخرى، لكن عدد سكان الولاياتالمتحدة يبلغ 329 مليون نسمة تقريبًا، ومعظم التحاليل التي تم إجرائها في وقت قصير لم تظهر نتائجها إلا بعد وفاة أصحابها بحوالي أسبوع من إجراء التحليل. نقص الإمدادات الطبية يتدافع الأطقم الطبية في المستشفيات الأمريكية للحصول على ادوات وقاية تؤهلهم للتعامل مع المرضى خاصة بهذا المرض المعدي الذي فتك بحياة الكثير، والكثير منهم لا يجد قفازات أو أقنعة وجه (كمامات)أو بدلة وقائية، وهو أول الأمور الذي كان يجب أن تولي الولاياتالمتحدة اهتماما له منذ تفشي الفيروس في الدول المجاورة. عدم وجود الأدوات الوقائية اللازمة أجبر الأطقم الطبية لى إعادة استخدام الملابس الصحية المتاحة لديهم، الأمر الي يهدد حياة الفئة الوحيدة القادرة على ردع انتشار الفيروس التاجي، وكذلك نقص أجهزة التنفس الصناعي، وهو الأمر الذي اسشتكى منه حاكم نيويورك في وقت سابق من الشهر الجاري. الخلافات السياسية تناقض واضح بدا في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ففي أول تعليق له بخصوص الأزمة كان متفائلا أنه بحلول العاشر من أبريل أي بالتزامن مع عيد الفصح ستكون الولاياتالمتحدة قد سيطرت على تفشي الفيروس التاجي، ولكن سرعان ما تبدل حديثه بقوله للشعب الأمريكي الاستعداد للأيام الصعبة المقبلة. وكان قد تنبأ الخبراء بوصول عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا في الولاياتالمتحدة إلى 100 ألف حالة وفاة. وفي نهاية شهر يناير وبداية فبراير، عندما دمر تفشي الفيروس المستجد الصين وإيطاليا، قلل ترامب مرارا من انتشار الفيروس بالولاياتالمتحدة، وحتى بعد ظهور عدة حالات قال ترامب إن الوضع تحت السيطرة، وكان هذا منافيا تماما للحقيقة على أرض الواقع، وبدلا من الانشغال بكيفية مواجهة الفيروس، انشغل ترامب في الخلافات بين حكام الولايات. التصرفات الجماعية على الرغم من دعوات الجميع للبقاء في المنزل، إلا أن الولاياتالمتحدة شهدت واحدة من أكبر التجمعات عن عمد، تارية بسبب خروج الطلاب في عطلات لاربيع، وأخرى لتجمع أعداد كبيرة من الأشخاص على شواطئ فلوريدا، وكذلك الزحام بمترو الأنفاق، فضلا عن استقبال الكنائس لأعداد كبيرة من التجمعات للمصلين بعد تصريحات القس توني سبيل بأن للفيروس دوافع سياسية وأنه لن يقلل من الحقوق الدينية بالتجمع. ظهر فشل الامريكيين في الاستجابة لدعوات البقاء في المنزل، حى أن العديد من الأشخاص الذين خرجوا للاحتفال بالربيع أنه إذا كانوا سيصابوا بكورونا فإن هذا لن يمنعهم من الاحتفال.